ما الفرق بين الإرادة الكونية والشرعية ؟ حفظ
الشيخ : الإرادة يمكن الآن
السائل : السلام عليكم .
الشيخ : و عليكم السلام أن نجعل لها قسمين نقسم الإدارة إلى قسمين إرادة كونية وإرادة شرعية ، الإرادة الكونية شاملة للخير والشر والإرادة الشرعية لاتتعلق إلا بالإيمان والعمل الصالح وهنا تفسر الإرادة الشرعية بالرضا أما الإرادة الكونية لاتفسر بالرضا و أظن ظهر لكم الفرق ؟ الإرادة الكونية تشمل كل شيء سواء كان خيرا وشرا كفر وربنا قال (( ولا يرضى لعباده الكفر )) أما الإرادة الشرعية فهي خاصة بما أمر الله به لذلك قال أحد العلماء مريد الخير والشر القبيح ولكن ليس يرضى بالمحال هو يريد الخير والشر إرادة كونية ولكن الشر ليس يرضى بالمحال ليش لأنه قال (( ولا يرضى لعباده الكفر )) حينئذ يشيب ابن آدم على ماشب عليه هذه قاعدة الإنسان الذي يشب على الخير في الغالب يموت على الخير يشب على الإيمان يموت على الإيمان والعكس بالعكس تماما فلا يجوز أن يقال لا يقبل التوبة من المبتدع لا . الله يقبل التوبة ويعفو عن كثير ولايجوز أن نقول لايقبل التوبة من المشرك لأنه صرح في القرآن الكريم أنه يقبل التوبة فالمبتدع أسوأ أحواله أن يكون مشركا أسوأ أحواله أن يكون مشركا فإذا تاب تاب الله عليه لكن أنا أريد أن أبين الفرق بين هذا الحديث الضعيف وبين الحديث الصحيح ( أبى الله ان يجعل لصاحب بدعة توبة ) هنا الجعل بمعنى الإرادة الكونية مش الإرادة الشرعية فلو فرضنا أن مشركا تاب تاب الله عليه لو فرضنا أن مبتدعا تاب تاب الله عليه إذن شو معنى ( أبى الله اأن يجعل لصاحب بدعة توبة ) أي المبتدع من أولئك الذين يقال فيهم زين له سوء عمله فلذلك فهل يتوب الإنسان الذي مثله كمثل الذين قال الله عز و جل عنهم في القرآن (( قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا )) إنسان كان مشركا أو كان مبتدعا هذا يتصور أن يتوب ؟ لا يتصور أن يتوب من هنا يقول العلماء ضرر البدعة على صاحبها أخطر من ضرر المعصية لأن المعصية حينما يرتكبها العاصي يعرف أنه عاص فيرجع يوما ما أن يتوب إلى الله من معصيته الذي يعرفها أنها معصية لكن المبتدع الذي لسان حاله يقول رب زدني لأنه يتقرب ببدعته إلى الله عز وجل فهذا لايتصور أن يتوب
إلى الله فإذن الحديث هنا ( أبى الله أن يجعل لصاحب بدعة توبة ) هذه إرادة كونية أما لو تصورنا وهذا ممكن أن يقع و لو بندرة كالمشرك الذي يعيش دهره الطويل مشركا صعب جدا أن يتوب إلى الله لأنه شاب على ما شب عليه لكن نادرا يمكن أن يقع كذلك المبتدع ممكن أن يتوب إلى الله عز وجل لكن هذا على طريقه نادرة جدا حينما يتبن له أنه كان عائشا في الأوهام أنه هو يعيش في طاعة الله في ظنه وإذا هو يعيش في معصية الله وإذا هو يعيش في معصية الله من حيث أنه ابتدع في دين الله مالم ينزل الله به سلطانا إذن الآن استفدنا ضعف الحديث المسؤول عنه أولا وصحة الحديث الثاني غير المسؤول عنه ثانيا واستفدنا الفرق الجوهري بين الإرادة الكونية والإرادة الشرعية وثالثا استنتجنا من الفرق بين الإرادة الكونية والإرادة الشرعية الفرق بين الحديث الضعيف وبين الحديث الصحيح الحديث الضعيف حكم شرعي ( لا يقبل الله توبة مبتدع ) هذا باطل لان قلنا لو كانت بدعته شركا الله يقبل أما البدعة المذكوره في الحديث الصحيح فهي ليست إرادة شرعية انما ارادة كونية فمن هنا ظهر الفرق واستفدنا من الجولة القصيرة هذه ضعف الحديث الأول صحة الحديث الثاني الفرق بين الإرادة الكونية والشرعية ومن هنا نفهم معنى ذلك العالم العلماء مريد الخير والشر القبيح ولكن ليس يرضى بالمحال وبهذا ينتهي الجواب
السائل : ولذلك يقول الإمام الشاطبي في كتاب الإعتصام يذكر قولا يقول يستحيل على كل صاحب بدعة أن يتوب من بدعته
الشيخ : هو هذا لذلك قلت لكم العلماء يقولون شر البدعة على صاحبها أشر من شر المعصية على صاحبها لماذا ؟ العاصي يمكن أن يتوب لأنه يعرف نفسه أنه عاص المبتدع لسان حاله يقول رب زدني لانه يتقرب ببدعته إلى الله عز وجل والله لايقبل هذا التقرب كما تعلمون ( من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد )
السائل : يندرج في ذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أوردتوه في صحيح الترغيب والترهيب في كتاب التمسك بالسنة الذي هو الحديث فيما معناه يقول فيه رسول الله صلي الله عليه وسلم ( أبى الله أن يقبل من صاحب كل بدعة عمل حتي يدع بدعته )
الشيخ : هو هذا .
السائل : وجزاك الله خيرا .