مقدمة عن أهمية معرفة تفسير القرآن . حفظ
الشيخ : الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فهذا هو اللقاء الثاني والثمانون بعد المائة من اللقاء المعبر عنه بلقاء الباب المفتوح، والذي يكون كل يوم خميس من كل أسبوع، وهذا هو الخميس العشرون من شهر رجب عام خمسة عشر وأربعمائة وألف.
وكان من عادتنا أن نبدأ هذا اللقاء بتفسير آيات من كتاب الله عز وجل، لأن كتاب الله سبحانه وتعالى نزل لعدة حِكم، منها: التعبد لله تعالى بتلاوته، فإن تلاوة كتاب الله مما يقرّب إلى الله، والحرف الواحد منه ثوابه عشر حسنات، ونزل أيضًا من أجل التدبر لمعانيه حيث قال تعالى: (( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب )) وهذه الحكمة غفل عنها كثير من الناس، لا أقول من عامة الناس حتى من طلبة العلم، تجد بعض الطلاب يعتنون بشرح الأحاديث أو كلام الفقهاء أو غيرهم من علماء الشريعة لكن لا يعتنون بتفسير كتاب الله عز وجل، مع أن كتاب الله هو أم الكتب كلها وإليه مرجع الكتب، وكتاب الله عز وجل هو الذي كلّفنا بأن نتدبر آياته وأن نتعظ بها، لهذا نرى أنه لا يليق بطالب العلم أن يعرض عن تفسير كتاب الله وهو يعتني بتفسير كلام غير الله عز وجل.
وابتدأنا هذا التفسير بسورة النبأ لأن هذا الجزء كثيرًا ما يقرأ في الصلوات، كصلاة المغرب والعشاء فيسمعه العامة فيحسن أن يعرفوا معاني هذا الجزء من كتاب الله عز وجل، وآيات الله سبحانه وتعالى في الكتاب العزيز متشابهة ربما تجد بعض الآيات بنصها ولفظها في موضع آخر، مثل قوله تعالى: (( يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير )) هذه الآية وردت بلفظها في مكان آخر في كتاب الله وردت في التوبة ووردت في سورة التحريم، فكتاب الله تعالى يشبه بعضه بعضًا.