هل الأفضل الحج على الأرجل أم على الوسائل الحديثة ؟ حفظ
الشيخ : السؤال الذي يقال اليوم هل الحج إلى بيت الله الحرام الأفضل على الأرجل أم على هذه الوسائل الحديثة التي خلقها الله لنا كثير من الناس يتوهمون أن الحج إلى بيت الله على الأرجل أفضل من الحج على السيارة أو الطيارة أو نحو ذلك نحن نقول بكل صراحة وبكل اطمئنان أن الحج إلى بيت الله الحرام الأفضل بالوسيلة التي تتيسر للحاج الذي يشمله عموم قوله تعالى (( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا )) فمن لا يتيسر له إلا الحج على الأقدام فهذا واجبه مرتبة أخرى هذا واجبه مرتبة أخرى السيارة هذا واجبه الطيارة هذا آخر شيء وصلنا إليه في هذا الزمان طيب إنسان يتسير له كل هذه الوسائل فأي هذه الوسائل أفضل ؟ يقول بعض الناس الحج على الأرجل لأن بكل خطوة له حسنة أو عشرة حسنات نحن نقول في رد هذا لو كان الحج على الأقدام لحج رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجليه وهو كما تعلمون إنما حج على ناقته العضباء فلماذا لم يحج على رجليه لأنه بالمؤمنين رؤوف رحيم كما وصفه ربنا عز وجل في القرآن الكريم (( ويريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر )) فلماذا يتكلف الإنسان المشقه والله قد يسر له مايدفع به المشقة إذن لايجوز للمسلم أن يتقصد الإتيان بالعبادة بطريقة صعبة مع أنه ميسر له لهذا العبادة أن يأتيها بطريق سمحة سهلة هنا يدور بحث المصالح المرسلة الآن هذه السيارة مصلحة مرسلة فلا نقول الرسول عليه السلام حج على العضباء عل الناقة إذن السنة أن نحج على النوق لأن هذه وسيلة وليست غاية وإذ قد خلق الله عز وجل لعباده وسيلة جديدة و هي السيارة مثلا فنحن نركبها ونشكر الله عز وجل على ما هدانا إليه مما خلقه عز وجل لنا فلا نقول إذن الركوب في السيارة بدعة لماذا ؟ أولا لأنه إحداث خارج الدين والبدعة في الدين ( من أحدث في أمرنا -أي في ديننا- ما ليس منه فو رد ) أما الإحداث في الدنيا فهذا لا ضير فيه إطلاقا بل قد جاء عن النبي صلي الله عليه وسلم في صحيح مسلم حينما مر بأولئك النفر وهم يأبرون النخل والتأبير هو التلقيح تعرفونه يمكن قال لهم لماذا فذكروا له أن هذا تلقيح فقال لهم لو تركتموه كما هو فاستجابوا للرسول لأنه هكذا المسلم طبع على التجواب مع قوله تعالى (( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحيكم )) فتركوه ولما جاء وقت الجذاذ يعني قطع الثمر فإذا بالمر خرج شيصا هكذا في الحديث شيصا يعني شو شيص يعني ما فيه لب ما فيه لحم عبارة عن النواة وحولها شي يشبه القشر جاءوا إلى الرسول عليه السلام وقالوا يا رسول الله مررت بنا وقلت لنا وسمعنا وأطعنا وإذا به يخرج شيصا فقال عليه السلام وهنا الشاهد ( إنما هو رأي رأيته فإذا أمرتكم بشيء من أمر دينكم فأتوا منه ما استطعتم وإذا أمرتكم بشيء من أمر دنياكم فأنتم اعلم بأمور دنياكم ) إذن لا فخر لهؤلاء الكفار الذين اخترعوا لنا هذه المخترعات مثل السيارة وهذا المسجل ومثل الراديو وإلى آخره لا فخر لأنهم خُلقوا لهذا لأنه قال تعالى فيهم طبعهم على هذا الطبع فقال فيهم (( يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون )) فإذن أنتم أعلم بأمور دنياكم فإذا نحن ابتركنا أو اخترعنا او ابتدعنا شيئا في أمور الدنيا فلا ضير علينا من ذلك و اذا استعملناها فأيضا لا ضير علينا من ذلك إلا إذا استعملناها في معصية الله عز وجل وقد سبقت الأمثلة في ذلك هذه مسجلة تسجل فيها الخير فهي خير وأنت تستعملها في الخير وهذه مسجلة تسجل فيها الغناء والطرب المحرم فهو الشر أما الوسيلة فلم تتغير أشبه مايكون شبها بهذه الوسائل التي خلقها الله عز وجل بطريق البشر كان كثير من الاشياء الله خلقها الله مباشرة خلق الإنسان كما قال في أحسن تقويم من هذا الحسن أن جعل له لسانا ناطقا يقضي به مصالحه يتفاهم به مع الناس هذا اللسان هو وسيلة إن قرأت به القرآن أثبت وإن قرأت به الأغاني وزرت وزرا كبيرا وهذه الوسيلة من هذا القبيل فهذا اللسان إذا استعملته في الخير فهو خير وان استخدمته في الشر فهو شر هكذا يقال في الوسائل وبها تتعلق قاعدة المصالح المرسلة هذا هو الفرق بين المصلحة المرسلة والبدعة الضلالة ولعل في هذا القدر كفاية