الكلام على حكم دعاء القنوت :" اللهم اهدني في من هديت .... "وبيان معانيه من كتاب الكافي في فقه الإمام أحمد. حفظ
الشيخ : أما القنوت فلأنه دعاء، ولأن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما قال: ( يا رسول الله علمني دعاء أدعو به في قنوت الوتر فعلمه، اللهم اهدني فيمن هديت ) وإذا ترك أحيانا بناء على ظاهر السنة في حديث ابن عباس وغيره فخير أيضًا فيفعله أحيانًا ويترك أحيانًا.
أما في رمضان فلو قيل بالمداومة عليه لكان خيرًا، وذلك لأنه بحضور الناس واجتماع الكلمة واجتماعهم على إمام فلا ينبغي أن يفوت هذه الفرصة إلا بدعاء، إلا إذا تركه يعني أحيانا لئلا يظن العامة أنه واجب كما هو الواقع، والواقع أن العامة يظنون أنه لا وتر بدون القنوت، حتى إن الإمام إذا لم يقنت خرجوا يتحدثون والله اليوم إمامنا ما أوتر بناء على أن القنوت هو الوتر، فينبغي أحيانًا أن يدع القنوت حتى يتبين للناس أنه ليس بشرط.
القارئ : " ويقول في قنوته ما روى الحسن بن علي قال: ( علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في الوتر: اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما أعطيت وقني شر ما قضيت إنك تقضي ولا يقضى عليك إنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت تباركت ربنا وتعاليت ) رواه الترمذي وقال: لا نعرف عن النبي صلى الله عليه وسلم في القنوت شيئًا أحسن من هذا ،. وعن علي قال ".
الشيخ : هذا الحديث علمه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الحسن بن علي، الحسن بن علي بن بنت الرسول، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم فيه: ( إن ابني هذا سيد ) وسيصلح الله به بين فئتين من المسلمين، وهو أفضل من أخيه الحسين لأن الرسول وصفه بأنه سيد، وقال في الحسن والحسين: ( هما سيدا شباب أهل الجنة ) جميعًا، ثم إن الرسول أثنى عليه بأن الله سيصلح به بين فئتين والأمر كذلك، فإنه تنازل عن الخلافة لمعاوية رضي الله عنه فحقنت بذلك دماء عظيمة كثيرة.
علمه هذا الدعاء ( اللهم اهدني فيمن هديت ) قوله: ( فيمن هديت ) هذه الجملة يراد بها التوسل إلى الله أي في جملة من هديت، فكأن السائل يقول: إنك هديت أناسًا فاهدني معهم، والمراد بالهداية هنا هداية العلم وهداية التوفيق.
( وعافني فيمن عافيت ) المراد بذلك عافية البدن وعافية القلب، وقال بعض العلماء: المعافاة أن يعافيك الله من الناس ويعافي الناس منك، لأن الإنسان ما بين معتداً عليه ومعتدٍ هو على غيره، فإذا عافاه الله من أكل لحوم الناس وعافى الناس من أكل لحمه فهذه من العافية العظيمة.
( وتولني فيمن توليت ) أي الولايتين العامة أو الخاصة؟
الطالب : الخاصة.
الشيخ : الخاصة، لأن الولاية العامة لكل أحد حتى الكفار الله وليهم كما قال تعالى: (( ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق )).
( وبارك لي فيما أعطيت ) من المال أو من المال والعلم؟
السائل : الثاني.
الشيخ : منهما جميعًا بارك لي فيما أعطيت من المال وفيما أعطيت من العلم.
( وقني شر ما قضيت ) ولا قضيتَ؟ قضيت وما هنا اسم موصول ولا تصح أن تكون مصدرية، لأنك لو قدرته مصدرية لكان المعنى شر قضائك وحين إذن يحتاج إلى تأويل، أما إذا جعلناها اسما موصولًا صار المعنى وقني شر الذي قضيته، فيكون الشر في المقضي وليس في القضاء، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( والشر ليس إليك ) فالشر في المقضي وليس في قضاء الله، أما قضاء الله الذي هو قضاءه أي فعله وتقديره فهو خير، والشر الموجود في مقضياته شر نسبي تجده شرًّا في حال وخيرًا في حال أخرى، أو تجده شرًّا على أناس وخيرًا على آخرين، أليس كذلك؟ المطر خير ورجل يبني وقد صب سقف بنائه الآن فجاءت الأمطار الغزيرة فصار هذا المطر على صاحب البيت إيش؟ شرًّا لكنه على غيره خير، ثم هو بالنسبة لهذا الذي قضي عليه بذلك ليس شرًّا محضًا، لأنه سيكون تكفيرًا لسيئات عظيمة، قال الله تعالى: (( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون )) فليس كل ما قضى الله على الإنسان من مصيبة تكون شرًّا قد تكون خيرًا كثيرًا يتبين فيما بعد نعم.
( إنك تقضي ولا يقضى عليك ) نعم صدق تقضي ولا يقضى عليك أي تحكم ولا يحكم عليك، ولهذا قال العلماء ليس للناس على الله حق واجب إلا ما أوجبه على نفسه وفي ذلك يقول ابن القيم رحمه الله:
" مال العباد عليه حق واجب *** هو أوجب الأجر العظيم الشاني
كلا ولا عمل لديه ضائع *** إن كان بالإخلاص والإحسان
إن عذبوا فبعدله أو نعموا *** فبفضله والفضل للمنان "
طيب ( إنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت ) من كان الله وليه فهو العزيز ولا يمكن أن يذل أبدًا، قال عبد الله بن أبي: (( لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل )) يريد بالأعز نفسه وبالأذل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فقال الله تعالى مسلم ذلك أن يخرج الأعز الأذل لكن من هو الأعز؟ اقرأ اللي بعده مباشرة (( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين )) ولم يقل ورسول الله الأعز قال: (( لله العزة ولرسوله وللمؤمنين )) وأنت يا ابن أبي ما لك عزة، لو قال والأعز رسول الله والمؤمنون لفهم أن لابن أبي عزة وليس كذلك.
المهم أن من والاه الله فلا ذل له ( ولا يعز من عاديت ) صحيح من عاداه الله فلا عز له، ولا يرد على هذا ما يحصل أحيانًا من انتصار الكفار على المسلمين، لأن هذا استدراج وانتصار مؤقت وله سبب من المؤمنين ليكون مصيبة لهم يطهرهم، كالذي حصل في غزوة أحد ولهذا قال أبو سفيان: يوم بيوم بدر والحرب سجال، لم يظن أن وراء ذلك من حكمة الله ما يخفى عليه وعلى أمثاله، فالحاصل أن من عاداه الله فلا عز له، وما يحصل أحيانًا من انتصار الكفار على المسلمين فهو استدراج وامتحان وتطهير للمؤمنين وحكم عظيمة له، كما ذكر الله تعالى ذلك في سورة آل عمران.
( تباركت ربنا وتعاليت ) تباركت أي: عظمت بركاتك وكثرت خيراتك، وتعاليت أي: ترفّعت عن كل نقص وعن كل سوء، ومن ذلك أيضًا علوه بذاته سبحانه وتعالى فالله أعلم.
أما في رمضان فلو قيل بالمداومة عليه لكان خيرًا، وذلك لأنه بحضور الناس واجتماع الكلمة واجتماعهم على إمام فلا ينبغي أن يفوت هذه الفرصة إلا بدعاء، إلا إذا تركه يعني أحيانا لئلا يظن العامة أنه واجب كما هو الواقع، والواقع أن العامة يظنون أنه لا وتر بدون القنوت، حتى إن الإمام إذا لم يقنت خرجوا يتحدثون والله اليوم إمامنا ما أوتر بناء على أن القنوت هو الوتر، فينبغي أحيانًا أن يدع القنوت حتى يتبين للناس أنه ليس بشرط.
القارئ : " ويقول في قنوته ما روى الحسن بن علي قال: ( علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في الوتر: اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما أعطيت وقني شر ما قضيت إنك تقضي ولا يقضى عليك إنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت تباركت ربنا وتعاليت ) رواه الترمذي وقال: لا نعرف عن النبي صلى الله عليه وسلم في القنوت شيئًا أحسن من هذا ،. وعن علي قال ".
الشيخ : هذا الحديث علمه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الحسن بن علي، الحسن بن علي بن بنت الرسول، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم فيه: ( إن ابني هذا سيد ) وسيصلح الله به بين فئتين من المسلمين، وهو أفضل من أخيه الحسين لأن الرسول وصفه بأنه سيد، وقال في الحسن والحسين: ( هما سيدا شباب أهل الجنة ) جميعًا، ثم إن الرسول أثنى عليه بأن الله سيصلح به بين فئتين والأمر كذلك، فإنه تنازل عن الخلافة لمعاوية رضي الله عنه فحقنت بذلك دماء عظيمة كثيرة.
علمه هذا الدعاء ( اللهم اهدني فيمن هديت ) قوله: ( فيمن هديت ) هذه الجملة يراد بها التوسل إلى الله أي في جملة من هديت، فكأن السائل يقول: إنك هديت أناسًا فاهدني معهم، والمراد بالهداية هنا هداية العلم وهداية التوفيق.
( وعافني فيمن عافيت ) المراد بذلك عافية البدن وعافية القلب، وقال بعض العلماء: المعافاة أن يعافيك الله من الناس ويعافي الناس منك، لأن الإنسان ما بين معتداً عليه ومعتدٍ هو على غيره، فإذا عافاه الله من أكل لحوم الناس وعافى الناس من أكل لحمه فهذه من العافية العظيمة.
( وتولني فيمن توليت ) أي الولايتين العامة أو الخاصة؟
الطالب : الخاصة.
الشيخ : الخاصة، لأن الولاية العامة لكل أحد حتى الكفار الله وليهم كما قال تعالى: (( ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق )).
( وبارك لي فيما أعطيت ) من المال أو من المال والعلم؟
السائل : الثاني.
الشيخ : منهما جميعًا بارك لي فيما أعطيت من المال وفيما أعطيت من العلم.
( وقني شر ما قضيت ) ولا قضيتَ؟ قضيت وما هنا اسم موصول ولا تصح أن تكون مصدرية، لأنك لو قدرته مصدرية لكان المعنى شر قضائك وحين إذن يحتاج إلى تأويل، أما إذا جعلناها اسما موصولًا صار المعنى وقني شر الذي قضيته، فيكون الشر في المقضي وليس في القضاء، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( والشر ليس إليك ) فالشر في المقضي وليس في قضاء الله، أما قضاء الله الذي هو قضاءه أي فعله وتقديره فهو خير، والشر الموجود في مقضياته شر نسبي تجده شرًّا في حال وخيرًا في حال أخرى، أو تجده شرًّا على أناس وخيرًا على آخرين، أليس كذلك؟ المطر خير ورجل يبني وقد صب سقف بنائه الآن فجاءت الأمطار الغزيرة فصار هذا المطر على صاحب البيت إيش؟ شرًّا لكنه على غيره خير، ثم هو بالنسبة لهذا الذي قضي عليه بذلك ليس شرًّا محضًا، لأنه سيكون تكفيرًا لسيئات عظيمة، قال الله تعالى: (( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون )) فليس كل ما قضى الله على الإنسان من مصيبة تكون شرًّا قد تكون خيرًا كثيرًا يتبين فيما بعد نعم.
( إنك تقضي ولا يقضى عليك ) نعم صدق تقضي ولا يقضى عليك أي تحكم ولا يحكم عليك، ولهذا قال العلماء ليس للناس على الله حق واجب إلا ما أوجبه على نفسه وفي ذلك يقول ابن القيم رحمه الله:
" مال العباد عليه حق واجب *** هو أوجب الأجر العظيم الشاني
كلا ولا عمل لديه ضائع *** إن كان بالإخلاص والإحسان
إن عذبوا فبعدله أو نعموا *** فبفضله والفضل للمنان "
طيب ( إنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت ) من كان الله وليه فهو العزيز ولا يمكن أن يذل أبدًا، قال عبد الله بن أبي: (( لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل )) يريد بالأعز نفسه وبالأذل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فقال الله تعالى مسلم ذلك أن يخرج الأعز الأذل لكن من هو الأعز؟ اقرأ اللي بعده مباشرة (( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين )) ولم يقل ورسول الله الأعز قال: (( لله العزة ولرسوله وللمؤمنين )) وأنت يا ابن أبي ما لك عزة، لو قال والأعز رسول الله والمؤمنون لفهم أن لابن أبي عزة وليس كذلك.
المهم أن من والاه الله فلا ذل له ( ولا يعز من عاديت ) صحيح من عاداه الله فلا عز له، ولا يرد على هذا ما يحصل أحيانًا من انتصار الكفار على المسلمين، لأن هذا استدراج وانتصار مؤقت وله سبب من المؤمنين ليكون مصيبة لهم يطهرهم، كالذي حصل في غزوة أحد ولهذا قال أبو سفيان: يوم بيوم بدر والحرب سجال، لم يظن أن وراء ذلك من حكمة الله ما يخفى عليه وعلى أمثاله، فالحاصل أن من عاداه الله فلا عز له، وما يحصل أحيانًا من انتصار الكفار على المسلمين فهو استدراج وامتحان وتطهير للمؤمنين وحكم عظيمة له، كما ذكر الله تعالى ذلك في سورة آل عمران.
( تباركت ربنا وتعاليت ) تباركت أي: عظمت بركاتك وكثرت خيراتك، وتعاليت أي: ترفّعت عن كل نقص وعن كل سوء، ومن ذلك أيضًا علوه بذاته سبحانه وتعالى فالله أعلم.