تفسير ما تبقى من سورة العلق من قوله تعالى :" أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى ... ". حفظ
الشيخ : الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فهذا هو المجلس الرابع والثمانون من لقاء الباب المفتوح والذي يتم كل خميس من كل أسبوع، وهذا هو الخميس الرابع من شهر شعبان عام خمسة عشر وأربعمائة وألف، نفتتحه بالكلام على ما تبقى من تفسير سورة العلق.
قال الله تبارك وتعالى: (( أرأيت الذي ينهى * عبدًا إذا صلى * أرأيت إن كان على الهدى * أو أمر بالتقوى * أرأيت إن كذب وتولى * ألم يعلم بأن الله يرى )) كل هذا للتهديد، تهديد هذا الرجل الذي كان ينهى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن الصلاة حتى إنه توعده وقال: لأطأن عنقه إذا سجد ولكن أبى الله تعالى ذلك، فقد هم ولكنه نكص على عقبيه ورأى أهوالًا عظيمة حالت بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وقوله: (( ألم يعلم بأن الله يرى )) يحتمل أن تكون من الرؤية بالعين ويحتمل أن تكون من رؤية العلم وكلاهما صحيح، فالرب عز وجل يرى بعلمه ويرى ببصره جل وعلا لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، والمراد بهذه الجملة: التهديد، يعني ألم يعلم هذا الرجل أن الله تعالى يراه ويعلمه وهو سبحانه وتعالى محيط بعمله فيجازيه عليه إما في الدنيا وإما في الدنيا والآخرة.
ثم قال: (( كلا لئن لم ينته لنسفعن بالناصية )) كلا هذه بمعنى حقًّا، ويحتمل أن تكون للردع أي لردعه عن فعله السيء الذي كان يقوم به تجاه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أو بمعنى: حقًّا لنسفعن بالناصية، وجملة لنسفعن جواب لقسم مقدر، والتقدير: والله لئن لم ينته لنسفعن بالناصية، وحذف جواب الشرط وبقي جواب القسم، لأن هذه هي القاعدة في اللغة العربية أنه إذا اجتمع قسم وشرط فإنه يحذف جواب المؤخر، قال ابن مالك في ألفيته:
" واحذف لدى اجتماع شرط وقسم *** جواب ما أخرت فهو ملتزم "
وهنا المتأخر هو الشرط لئن والقسم مقدم قبله إذ تقديره والله لئن لم ينته لنسفعن، ومعنى لنسفعن أي لنأخذن بشدة، والناصية مقدم الرأس، وأل فيها أي في الناصية أل للعهد، أي عهد هو؟ العهد الذهني، والمراد بالناصية هنا: ناصية أبي جهل الذي توعّد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على صلاته ونهاه عنها، أي: لنسفعن بناصيته، وهل المراد الأخذ بالناصية في الدنيا أو في الآخرة يجر بناصيته إلى النار؟ يحتمل هذا وهذا، يحتمل أنه يؤخذ بالناصية وقد أخذ بناصيته في يوم بدر حين قتل مع من قتل من المشركين، ويحتمل أن يكون يؤخذ بناصيته يوم القيامة فيقذف بالنار كما قال الله تعالى: (( يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام )) وإذا كانت الآية صالحة لمعنيين لا يناقض أحدهما الآخر فإن الواجب حملها على المعنيين جميعًا كما هو المعروف، والذي قررناه سابقًا ونقرره الآن أن الآية إذا كانت تحتمل معنيين لا ينافي أحدهما الآخر فالواجب الأخذ بالمعنيين جميعًا.
قوله تعالى: (( لنسفعن بالناصية * ناصية كاذبة خاطئة )) ناصية بدل من الناصية الأولى وهي بدل نكرة من معرفة وهي جائزة في اللغة العربية، وإنما قال: (( ناصية )) من أجل أن يكون ذلك توطئة للوصف الآتي بعدها وهو قوله: (( كاذبة خاطئة )) كاذبة أي أنها موصوفة بالكذب، ولا شك أن من أكبر ما يكون كذبًا ما يحصل من الكفار الذين يدعون أن مع الله آلهة أخرى فإن هذا أكذب القوم وأقبح الفعل.
(( خاطئة )) أي مرتكبة للخطأ عمدًا، وليعلم أن هناك فرقًا بين خاطئ ومخطئ الخاطئ من ارتكب الخطأ عمدًا، والمخطئ من ارتكبه جهلًا، والثاني معذور والأول غير معذور قال الله تبارك وتعالى: (( لا يأكله إلا الخاطئون )) أي: المذنبون ذنبًا عن عمد وقال تعالى: (( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا )) فقال الله: ( قد فعلت ).
ومثل ذلك القاسط والمقسط القاسط هو الجائر والمقسط هو العادل قال الله تعالى/ (( وأقسطوا إن الله يحب المقسطين )) وقال تعالى: (( وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبًا )).
إذن خاطئة أي مرتكبة للإثم عمدًا (( فليدع ناديه سندع الزبانية )) اللام هنا للتحدي يعني إن كان صادقًا وعنده قوة وعنده قدرة فليدع ناديه، والنادي هو مجتمع القوم للتحدث بينهم والتخاطب والتفاهم والاستئناس بعضهم ببعض، وكان أبو جهل معظمًا في قريش وله نادٍ يجتمع الناس إليه فيه ويتكلمون في شؤونهم، فهنا يقول الله عز وجل إن كان صادقًا فليدع ناديه، وهذا لا شك أنه تحدي كما تقول لعدوك إن كان لك قوم فتقدم وما أشبه ذلك من الكلمات الدالة على التحدي.
قال: (( سندع الزبانية )) يعني: عندنا من هم أعظم من نادي هذا الرجل وهم الزبانية ملائكة النار نسأل الله العافية، وقد وصف الله تعالى ملائكة النار بأنهم: (( غلاظ شداد )) غلاظ في الطباع شداد في القوة (( لا يعصون الله ما أمرهم )) بل يمتثلون كل ما أمرهم الله به (( ويفعلون ما يؤمرون )) لا يعجزون عن ذلك فوصفهم بوصفين أنهم في تمام الانقياد لله عز وجل لا يعصون الله ما أمرهم وأنهم في تمام القدرة (( ويفعلون ما يؤمرون )) وعدم تنفيذ أمر الله عز وجل إما أن يكون للعجز وإما أن يكون للمعصية، فمثلًا الذي لا يصلي الفرض قائمًا قد يكون للعجز وقد يكون للعناد فهو لا ينفذ أمر الله، لكن الملائكة الذين على النار ليس عندهم عجز عندهم قوة عندهم قدرة وليس عندهم استكبار عن الأمر، بل عندهم تمام التذلل والخضوع، هؤلاء الزبانية لا يمكن لهذا وقومه وناديه أن يقابلوهم أبدًا، ولهذا قال: (( سندع الزبانية )) فإن قال قائل أين الواو في قوله: (( ندع ))؟ قلنا: إنها محذوفة لالتقاء الساكنين لأن الواو ساكنة والهمزة همزة الوصل ساكنة وإذا التقى ساكنان فإنه إن كان الحرف صحيحًا كسر وإن كان غير صحيح حذف، قال ابن مالك رحمه لله في الكافية:
" إن ساكنان التقيا اكسر ما سبق *** وإن يكن لينًا فحذفه استحق "
يعني: إذا التقى ساكنان إن كان الحرف الأول صحيحًا ليس من حروف العلة كسر مثل قوله تعالى: (( لم يكن الذين كفروا )) وأصلها لم يكن لأن لم إذا دخلت على الفعل جزمته كما في قوله تعالى: (( ولم يكن له كفوا أحد )) لكن هنا التقى ساكنان وكان الأول حرفًا صحيحا فكسر، أما إذا كان الأول حرف لين يعني حرف من حروف العلة فإنه يحذف كما في هذه الآية: (( سندع الزبانية * كلا لا تطعه واسجد واقترب )) يقال: في كلا ما قيل في الأولى التي قبلها، والخطاب في قوله: (( لا تطعه )) أي لا تطع هذا الذي ينهاك عن الصلاة، بل اسجد ولا تبالي به، وإذا كان الله نهى نبيه أن يطيع هذا الرجل فهذا يعني أنه جل وعلا سيدافع عنه، يعني: افعل ما تؤمر ولا يهمنك هذا الرجل واسجد لله عز وجل والمراد بالسجود هنا الصلاة لكن عبر بالسجود عن الصلاة لأن السجود ركن في الصلاة لا تصح إلا به فلهذا عبر به عنها.
وقوله: (( اقترب )) أي اقترب من الله عز وجل لأن الساجد أقرب ما يكون من ربه كما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حيث قال: ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ) وقال عليه الصلاة والسلام: ( ألا وإني نهيت أن أقرأ القرآن راكعًا أو ساجدًا فأما الركوع فعظموا فيه الرب وأما السجود فأكثروا فيه من الدعاء فقمن أن يستجاب لكم ) أي: حري أن يستجاب لكم.
هذه السورة العظيمة كما سمعناها سورة عظيمة ابتدأها الله تعالى بما منّ الله به على رسوله عليه الصلاة والسلام من الوحي، ثم اختتمها بالسجود والاقتراب من الله عز وجل، نسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياكم القيام بطاعته والقرب منه وأن يجعلنا من أوليائه المتقين وحزبه المفلحين وعباده الصالحين إنه جواد كريم.
وإلى الأسئلة نسأل الله التوفيق للإجابة الصواب.
أما بعد: فهذا هو المجلس الرابع والثمانون من لقاء الباب المفتوح والذي يتم كل خميس من كل أسبوع، وهذا هو الخميس الرابع من شهر شعبان عام خمسة عشر وأربعمائة وألف، نفتتحه بالكلام على ما تبقى من تفسير سورة العلق.
قال الله تبارك وتعالى: (( أرأيت الذي ينهى * عبدًا إذا صلى * أرأيت إن كان على الهدى * أو أمر بالتقوى * أرأيت إن كذب وتولى * ألم يعلم بأن الله يرى )) كل هذا للتهديد، تهديد هذا الرجل الذي كان ينهى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن الصلاة حتى إنه توعده وقال: لأطأن عنقه إذا سجد ولكن أبى الله تعالى ذلك، فقد هم ولكنه نكص على عقبيه ورأى أهوالًا عظيمة حالت بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وقوله: (( ألم يعلم بأن الله يرى )) يحتمل أن تكون من الرؤية بالعين ويحتمل أن تكون من رؤية العلم وكلاهما صحيح، فالرب عز وجل يرى بعلمه ويرى ببصره جل وعلا لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، والمراد بهذه الجملة: التهديد، يعني ألم يعلم هذا الرجل أن الله تعالى يراه ويعلمه وهو سبحانه وتعالى محيط بعمله فيجازيه عليه إما في الدنيا وإما في الدنيا والآخرة.
ثم قال: (( كلا لئن لم ينته لنسفعن بالناصية )) كلا هذه بمعنى حقًّا، ويحتمل أن تكون للردع أي لردعه عن فعله السيء الذي كان يقوم به تجاه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أو بمعنى: حقًّا لنسفعن بالناصية، وجملة لنسفعن جواب لقسم مقدر، والتقدير: والله لئن لم ينته لنسفعن بالناصية، وحذف جواب الشرط وبقي جواب القسم، لأن هذه هي القاعدة في اللغة العربية أنه إذا اجتمع قسم وشرط فإنه يحذف جواب المؤخر، قال ابن مالك في ألفيته:
" واحذف لدى اجتماع شرط وقسم *** جواب ما أخرت فهو ملتزم "
وهنا المتأخر هو الشرط لئن والقسم مقدم قبله إذ تقديره والله لئن لم ينته لنسفعن، ومعنى لنسفعن أي لنأخذن بشدة، والناصية مقدم الرأس، وأل فيها أي في الناصية أل للعهد، أي عهد هو؟ العهد الذهني، والمراد بالناصية هنا: ناصية أبي جهل الذي توعّد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على صلاته ونهاه عنها، أي: لنسفعن بناصيته، وهل المراد الأخذ بالناصية في الدنيا أو في الآخرة يجر بناصيته إلى النار؟ يحتمل هذا وهذا، يحتمل أنه يؤخذ بالناصية وقد أخذ بناصيته في يوم بدر حين قتل مع من قتل من المشركين، ويحتمل أن يكون يؤخذ بناصيته يوم القيامة فيقذف بالنار كما قال الله تعالى: (( يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام )) وإذا كانت الآية صالحة لمعنيين لا يناقض أحدهما الآخر فإن الواجب حملها على المعنيين جميعًا كما هو المعروف، والذي قررناه سابقًا ونقرره الآن أن الآية إذا كانت تحتمل معنيين لا ينافي أحدهما الآخر فالواجب الأخذ بالمعنيين جميعًا.
قوله تعالى: (( لنسفعن بالناصية * ناصية كاذبة خاطئة )) ناصية بدل من الناصية الأولى وهي بدل نكرة من معرفة وهي جائزة في اللغة العربية، وإنما قال: (( ناصية )) من أجل أن يكون ذلك توطئة للوصف الآتي بعدها وهو قوله: (( كاذبة خاطئة )) كاذبة أي أنها موصوفة بالكذب، ولا شك أن من أكبر ما يكون كذبًا ما يحصل من الكفار الذين يدعون أن مع الله آلهة أخرى فإن هذا أكذب القوم وأقبح الفعل.
(( خاطئة )) أي مرتكبة للخطأ عمدًا، وليعلم أن هناك فرقًا بين خاطئ ومخطئ الخاطئ من ارتكب الخطأ عمدًا، والمخطئ من ارتكبه جهلًا، والثاني معذور والأول غير معذور قال الله تبارك وتعالى: (( لا يأكله إلا الخاطئون )) أي: المذنبون ذنبًا عن عمد وقال تعالى: (( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا )) فقال الله: ( قد فعلت ).
ومثل ذلك القاسط والمقسط القاسط هو الجائر والمقسط هو العادل قال الله تعالى/ (( وأقسطوا إن الله يحب المقسطين )) وقال تعالى: (( وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبًا )).
إذن خاطئة أي مرتكبة للإثم عمدًا (( فليدع ناديه سندع الزبانية )) اللام هنا للتحدي يعني إن كان صادقًا وعنده قوة وعنده قدرة فليدع ناديه، والنادي هو مجتمع القوم للتحدث بينهم والتخاطب والتفاهم والاستئناس بعضهم ببعض، وكان أبو جهل معظمًا في قريش وله نادٍ يجتمع الناس إليه فيه ويتكلمون في شؤونهم، فهنا يقول الله عز وجل إن كان صادقًا فليدع ناديه، وهذا لا شك أنه تحدي كما تقول لعدوك إن كان لك قوم فتقدم وما أشبه ذلك من الكلمات الدالة على التحدي.
قال: (( سندع الزبانية )) يعني: عندنا من هم أعظم من نادي هذا الرجل وهم الزبانية ملائكة النار نسأل الله العافية، وقد وصف الله تعالى ملائكة النار بأنهم: (( غلاظ شداد )) غلاظ في الطباع شداد في القوة (( لا يعصون الله ما أمرهم )) بل يمتثلون كل ما أمرهم الله به (( ويفعلون ما يؤمرون )) لا يعجزون عن ذلك فوصفهم بوصفين أنهم في تمام الانقياد لله عز وجل لا يعصون الله ما أمرهم وأنهم في تمام القدرة (( ويفعلون ما يؤمرون )) وعدم تنفيذ أمر الله عز وجل إما أن يكون للعجز وإما أن يكون للمعصية، فمثلًا الذي لا يصلي الفرض قائمًا قد يكون للعجز وقد يكون للعناد فهو لا ينفذ أمر الله، لكن الملائكة الذين على النار ليس عندهم عجز عندهم قوة عندهم قدرة وليس عندهم استكبار عن الأمر، بل عندهم تمام التذلل والخضوع، هؤلاء الزبانية لا يمكن لهذا وقومه وناديه أن يقابلوهم أبدًا، ولهذا قال: (( سندع الزبانية )) فإن قال قائل أين الواو في قوله: (( ندع ))؟ قلنا: إنها محذوفة لالتقاء الساكنين لأن الواو ساكنة والهمزة همزة الوصل ساكنة وإذا التقى ساكنان فإنه إن كان الحرف صحيحًا كسر وإن كان غير صحيح حذف، قال ابن مالك رحمه لله في الكافية:
" إن ساكنان التقيا اكسر ما سبق *** وإن يكن لينًا فحذفه استحق "
يعني: إذا التقى ساكنان إن كان الحرف الأول صحيحًا ليس من حروف العلة كسر مثل قوله تعالى: (( لم يكن الذين كفروا )) وأصلها لم يكن لأن لم إذا دخلت على الفعل جزمته كما في قوله تعالى: (( ولم يكن له كفوا أحد )) لكن هنا التقى ساكنان وكان الأول حرفًا صحيحا فكسر، أما إذا كان الأول حرف لين يعني حرف من حروف العلة فإنه يحذف كما في هذه الآية: (( سندع الزبانية * كلا لا تطعه واسجد واقترب )) يقال: في كلا ما قيل في الأولى التي قبلها، والخطاب في قوله: (( لا تطعه )) أي لا تطع هذا الذي ينهاك عن الصلاة، بل اسجد ولا تبالي به، وإذا كان الله نهى نبيه أن يطيع هذا الرجل فهذا يعني أنه جل وعلا سيدافع عنه، يعني: افعل ما تؤمر ولا يهمنك هذا الرجل واسجد لله عز وجل والمراد بالسجود هنا الصلاة لكن عبر بالسجود عن الصلاة لأن السجود ركن في الصلاة لا تصح إلا به فلهذا عبر به عنها.
وقوله: (( اقترب )) أي اقترب من الله عز وجل لأن الساجد أقرب ما يكون من ربه كما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حيث قال: ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ) وقال عليه الصلاة والسلام: ( ألا وإني نهيت أن أقرأ القرآن راكعًا أو ساجدًا فأما الركوع فعظموا فيه الرب وأما السجود فأكثروا فيه من الدعاء فقمن أن يستجاب لكم ) أي: حري أن يستجاب لكم.
هذه السورة العظيمة كما سمعناها سورة عظيمة ابتدأها الله تعالى بما منّ الله به على رسوله عليه الصلاة والسلام من الوحي، ثم اختتمها بالسجود والاقتراب من الله عز وجل، نسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياكم القيام بطاعته والقرب منه وأن يجعلنا من أوليائه المتقين وحزبه المفلحين وعباده الصالحين إنه جواد كريم.
وإلى الأسئلة نسأل الله التوفيق للإجابة الصواب.