كلمة توجيهية لفضيلة الشيخ حول الحث على الإجتهاد في العبادة بعد رمضان . حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله، وأصلي وأسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه.
شهر رمضان عام خمسة عشر وأربعمائة وألف، في يوم الخميس الخامس عشر من شهر شوال من هذا العام، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل هذا اللقاء وما سبقه وما يلحقه إن شاء الله لقاء مباركاً نافعاً، وأبشركم ولله الحمد أن الله نفع به إذ يسر من يفرغ الأشرطة ويطبعها وينشرها في عباد الله، فنسأل الله أن يجزي الجميع خيراً، وأن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح.
بعد شهر رمضان وبعد أن أدى المسلمون ما أدوا فيه من عبادة الله قد يلحق بعض الناس فتور عن الأعمال الصالحة بأن الشيطان يتربص بعباد الله الدوائر ويقعد لهم بكل صراط، وقد أقسم أن يأتي بني آدم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم وقال: (( لأقعدن لهم صراطك المستقيم )) ولكن العاقل إذا تبصر واعتبر علم أنه لا انقضاء للعمل الصالح إلا بالموت لقول الله تعالى: (( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين )) ولقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( إذا مات الإنسان انقطع عمله ) فلا ينقطع العمل إلا بالموت، ولهذا ينبغي لنا أن نغتنم فرص العمر ما دام الله تعالى قد أعطانا صحة وفراغًا، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( خذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك ) وإذا انقضى شهر الصيام فلا يعني ذلك أن التعبد لله تعالى بالصيام قد انقضى، لا يعني أن الصيام قد انقضى، بل الصيام لا يزال مشروعًا في كل وقت، حتى إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( أفضل الصيام صيام داود كان يصوم يومًا ويفطر يومًا ) وهذا يلزم أن يكون الإنسان صائمًا نصف الدهر بل أكثر، لأنه سيمر به رمضان يصومه شهرًا كاملًا إذن فالصيام والحمد لله لا يزال عبادة مشروعة، وهناك أيام يسن صيامها أيام معينة يسن صيامها منها: يوم الإثنين ويوم الخميس، فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم سئل عن صوم يوم الإثنين فقال: ( ذاك يوم ولدت فيه وبعثت فيه أو أنزل عليّ فيه ) وكان يصوم يوم الإثنين والخميس فقيل له في ذلك فقال: ( هما يومان تعرض فيهما الأعمال على الله تعالى فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم ) ومما يسن صومه أيضًا أن يصوم ثلاثة أيام من كل شهر من أوله أو وسطه أو آخره، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم ثلاثة أيام من كل شهر ولا يبالي أصامها من أول الشهر أو وسطه أو آخره، لكن الأفضل أن تكون في أيام البيض الثلاثة الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، وكذلك يسن صيام تسع ذي الحجة لأنه ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر، والصيام من الأعمال الصالحة ويتأكد ذلك في يوم عرفة لغير الحجاج، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيه: ( أحتسب على الله أن يكفر السنة الماضية والباقية ) ومما يسن صومه أيضًا يوم عاشوراء ويصوم قبله يومًا أو بعده يومًا، لأن النبي صلى الله عليه وسلم صام يوم عاشوراء ورغب فيه وقال: ( أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله ) ولما قدم المدينة وجد اليهود يصومونه فسألهم عن ذلك قالوا إنه يوم نجى الله فيه موسى وقومه وأهلك فرعون وقومه فنحن نصومه شكرًا لله، فقال الرسول عليه الصلاة والسلام: ( نحن أولى بموسى منكم ) فصامه وأمر الناس بصيامه، والمهم أن التعبد لله تعالى بالصوم لا يزال مشروعًا والحمدلله، فلنحرص على الصيام حتى ننال أجره فإنه جاء في الحديث الصحيح أن الله تعالى قال: ( كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ) أما القيام فما زال أيضًا مشروعًا فإنه يسن القيام كل ليلة، والأفضل أن يكون بعد منتصف الليل إلى الثلث ثم ينام السدس، لأن هذا هو قيام داود وهو أفضل القيام، أن تنام نصف الليل الأول ثم تقوم الثلث ثم تنام السدس إلى أن يطلع الفجر، وذلك لأن هذا القيام يشمل الراحة راحة البدن في أول الليل وراحة البدن في آخر الليل مع إدراك النزول الإلهي الذي يكون في الثلث الآخر من الليل، فإن ربنا جل وعلا ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له، ولهذا يجد الإنسان لذة عظيمة في الصلاة في هذا الوقت ومناجاة الله تعالى، حتى إنه يبقى طعمها في قلبه لا يزول أبدًا إلا أن يشاء الله، فالقيام إذن مشروع في كل وقت لا تقول انقضى رمضان فلا قيام بل إن القيام مشروع في كل وقت في كل ليلة، إلا أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نهى أن تخص ليلة الجمعة بقيام أو يومها بصيام فقال: ( لا تخصوا ليلة الجمعة بقيام ولا يومها بصيام ) ولهذا يكره أن يصوم الإنسان يوم الجمعة مفردًا له إلا لسبب، مثل أن يوافق يوم الجمعة يوم عرفة أو يوم عاشوراء أو يكون عليه قضاء لا يتمكن من قضائه أعني قضاء من رمضان لا يتمكن منه إلا في يوم الجمعة فيصومه من أجل القضاء لا من أجل أنه يوم لجمعة فهذا لا بأس به.
الصدقة مشروعة في كل وقت كل وقت تتقرب فيه إلى الله تعالى بالصدقة فإنك مأجور غير مبتدع ولا مشرع في دين الله ما ليس منه، بل إن إنفاقك اليومي على أهلك وعلى نفسك صدقة كما ثبت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذن فالمسلمون ولله الحمد يفعلون جميع ما يفعلونه في شهر رمضان، فلا ينبغي لهم أن يستحسروا وأن يقولوا انتهى وقت العمل فإن هذا من وساوس الشيطان وتثبيطه عن الخير، نسأل الله تعالى أن يعيننا وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته، بعد هذه الكلمة القصيرة التي أرجو من الله تعالى أن أكون أول من ينتفع بها وأن ينفعني وإياكم بما علمنا.
الحمد لله، وأصلي وأسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه.
شهر رمضان عام خمسة عشر وأربعمائة وألف، في يوم الخميس الخامس عشر من شهر شوال من هذا العام، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل هذا اللقاء وما سبقه وما يلحقه إن شاء الله لقاء مباركاً نافعاً، وأبشركم ولله الحمد أن الله نفع به إذ يسر من يفرغ الأشرطة ويطبعها وينشرها في عباد الله، فنسأل الله أن يجزي الجميع خيراً، وأن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح.
بعد شهر رمضان وبعد أن أدى المسلمون ما أدوا فيه من عبادة الله قد يلحق بعض الناس فتور عن الأعمال الصالحة بأن الشيطان يتربص بعباد الله الدوائر ويقعد لهم بكل صراط، وقد أقسم أن يأتي بني آدم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم وقال: (( لأقعدن لهم صراطك المستقيم )) ولكن العاقل إذا تبصر واعتبر علم أنه لا انقضاء للعمل الصالح إلا بالموت لقول الله تعالى: (( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين )) ولقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( إذا مات الإنسان انقطع عمله ) فلا ينقطع العمل إلا بالموت، ولهذا ينبغي لنا أن نغتنم فرص العمر ما دام الله تعالى قد أعطانا صحة وفراغًا، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( خذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك ) وإذا انقضى شهر الصيام فلا يعني ذلك أن التعبد لله تعالى بالصيام قد انقضى، لا يعني أن الصيام قد انقضى، بل الصيام لا يزال مشروعًا في كل وقت، حتى إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( أفضل الصيام صيام داود كان يصوم يومًا ويفطر يومًا ) وهذا يلزم أن يكون الإنسان صائمًا نصف الدهر بل أكثر، لأنه سيمر به رمضان يصومه شهرًا كاملًا إذن فالصيام والحمد لله لا يزال عبادة مشروعة، وهناك أيام يسن صيامها أيام معينة يسن صيامها منها: يوم الإثنين ويوم الخميس، فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم سئل عن صوم يوم الإثنين فقال: ( ذاك يوم ولدت فيه وبعثت فيه أو أنزل عليّ فيه ) وكان يصوم يوم الإثنين والخميس فقيل له في ذلك فقال: ( هما يومان تعرض فيهما الأعمال على الله تعالى فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم ) ومما يسن صومه أيضًا أن يصوم ثلاثة أيام من كل شهر من أوله أو وسطه أو آخره، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم ثلاثة أيام من كل شهر ولا يبالي أصامها من أول الشهر أو وسطه أو آخره، لكن الأفضل أن تكون في أيام البيض الثلاثة الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، وكذلك يسن صيام تسع ذي الحجة لأنه ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر، والصيام من الأعمال الصالحة ويتأكد ذلك في يوم عرفة لغير الحجاج، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيه: ( أحتسب على الله أن يكفر السنة الماضية والباقية ) ومما يسن صومه أيضًا يوم عاشوراء ويصوم قبله يومًا أو بعده يومًا، لأن النبي صلى الله عليه وسلم صام يوم عاشوراء ورغب فيه وقال: ( أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله ) ولما قدم المدينة وجد اليهود يصومونه فسألهم عن ذلك قالوا إنه يوم نجى الله فيه موسى وقومه وأهلك فرعون وقومه فنحن نصومه شكرًا لله، فقال الرسول عليه الصلاة والسلام: ( نحن أولى بموسى منكم ) فصامه وأمر الناس بصيامه، والمهم أن التعبد لله تعالى بالصوم لا يزال مشروعًا والحمدلله، فلنحرص على الصيام حتى ننال أجره فإنه جاء في الحديث الصحيح أن الله تعالى قال: ( كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ) أما القيام فما زال أيضًا مشروعًا فإنه يسن القيام كل ليلة، والأفضل أن يكون بعد منتصف الليل إلى الثلث ثم ينام السدس، لأن هذا هو قيام داود وهو أفضل القيام، أن تنام نصف الليل الأول ثم تقوم الثلث ثم تنام السدس إلى أن يطلع الفجر، وذلك لأن هذا القيام يشمل الراحة راحة البدن في أول الليل وراحة البدن في آخر الليل مع إدراك النزول الإلهي الذي يكون في الثلث الآخر من الليل، فإن ربنا جل وعلا ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له، ولهذا يجد الإنسان لذة عظيمة في الصلاة في هذا الوقت ومناجاة الله تعالى، حتى إنه يبقى طعمها في قلبه لا يزول أبدًا إلا أن يشاء الله، فالقيام إذن مشروع في كل وقت لا تقول انقضى رمضان فلا قيام بل إن القيام مشروع في كل وقت في كل ليلة، إلا أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نهى أن تخص ليلة الجمعة بقيام أو يومها بصيام فقال: ( لا تخصوا ليلة الجمعة بقيام ولا يومها بصيام ) ولهذا يكره أن يصوم الإنسان يوم الجمعة مفردًا له إلا لسبب، مثل أن يوافق يوم الجمعة يوم عرفة أو يوم عاشوراء أو يكون عليه قضاء لا يتمكن من قضائه أعني قضاء من رمضان لا يتمكن منه إلا في يوم الجمعة فيصومه من أجل القضاء لا من أجل أنه يوم لجمعة فهذا لا بأس به.
الصدقة مشروعة في كل وقت كل وقت تتقرب فيه إلى الله تعالى بالصدقة فإنك مأجور غير مبتدع ولا مشرع في دين الله ما ليس منه، بل إن إنفاقك اليومي على أهلك وعلى نفسك صدقة كما ثبت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذن فالمسلمون ولله الحمد يفعلون جميع ما يفعلونه في شهر رمضان، فلا ينبغي لهم أن يستحسروا وأن يقولوا انتهى وقت العمل فإن هذا من وساوس الشيطان وتثبيطه عن الخير، نسأل الله تعالى أن يعيننا وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته، بعد هذه الكلمة القصيرة التي أرجو من الله تعالى أن أكون أول من ينتفع بها وأن ينفعني وإياكم بما علمنا.