ما الموقف تجاه الجماعات الإسلامية والدعوات الواردة لهذه البلاد ؟ حفظ
السائل : فضيلة الشيخ بارك الله في علمكم: ما هو موقف المسلم من الجماعات الإسلامية ومناهجها والدعوات الواردة والداخلية في هذه البلاد حفظكم الله؟
الشيخ : أنت تعلم بارك الله فيك أن هذا القرآن نزل لهذه الأمة إلى يوم القيامة، وأن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم وأن هذا القرآن حذّر الله فيه من التفرّق فقال تعالى: (( ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات )) وقال تعالى: (( إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله )) وقال تعالى: (( واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا )) والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، فالجماعات التي تؤدي إلى تفرّق الكلمة واختلاف القلوب جماعات باطلة، وأما الجماعات التي لا تؤدي إلى ذلك كاختلاف المسلمين في المذاهب هذا مذهبه حنبلي وهذا شافعي وهذا مالكي وهذا حنفي فإنها لا تضر ما دامت القلوب لم تختلف، لكن مع الأسف الشديد أنا وجدنا اليوم أن هناك جماعات اختلفت قلوبها وصار بعضها يضلل بعضًا بل ربما يكفّر بعضها بعضًا وتجد الإنسان يحب أن يرى عدوًّا صريحًا له من الكفار والمنافقين، ومع ذلك يحب أن يرى عدوًّا له حقيقة من الكفار والمنافقين ولا يرى هذا المسلم الذي خالفه في المنهج، وهذه بلوى وهي والله وصمة عظيمة على مستقبل اليقظة الإسلامية أن يكون هؤلاء المؤمنون يضرب بعضهم بعضًا ويقدح بعضهم ببعض، وكأنهم يقولون لأهل الكفر والنفاق والإلحاد يقولون اطمئنوا فإننا سنكفيكم سنتمزق فيما بيننا وسيضلل بعضنا بعضًا ويبدّع بعضنا بعضًا وهذه مشكلة، والواجب على الجماعات الإسلامية كجماعة التبليغ وجمعية الإصلاح وجميعة التراث والإخوان المسلمين وغيرهم الواجب أن يكونوا أمة واحدة، وأن يجلس رؤساهم بعضهم إلى بعض ويبحثوا في نقط الخلاف بينهم ثم يصححوا هذا الخلاف ما دام الهدف واحدًا إن كانوا صادقين، وهو القيام بشريعة الله وإعزاز دين الله فليكونوا على مائدة واحدة، أما أن يتكلم بعضهم ببعض من وراء الجدر وتتمزق الكلمة وتتفرق الأمة فهذا غلط، ونأسف أن بعض الناس يستغل الشباب الصغار ليحزبهم ثم يقول احذروا من الجماعة الفلانية احذروا من الشخص الفلاني احذروا من كذا، سبحان الله! أنت تريد أن تبني أمة متفرقة فيما بعد متمزقة، فأنا أحذّر جدًّا من هذه الجماعات التي يضلل بعضها بعضًا، وأرى أن الواجب أن نكون أمة واحدة على هدف واحد، وألا تختلف القلوب مهما اختلفت الآراء والأقوال، نعم.