تفسير قوله تعالى:" وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة " من سورة البينة . حفظ
الشيخ : بسم الله .
الحمد لله، وأصلي وأسلم على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:
فهذا هو اللقاء الثامن والثمانون من لقاءات الباب المفتوح التي تتم كل خميس من كل أسبوع، وهذا هو الخميس السادس من شهر ذي القعدة عام خمسة عشر وأربعمائة وألف، وأرى أن نتكلم عما يتعلق بالمناسك مناسك الحج لقرب وقته، ولكن ذكر لي الأخ موسى أنه قد سقط تفسير آية من سورة البينة هي قوله تبارك وتعالى: (( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ )).
فقوله تبارك وتعالى: (( وما أمروا إلا ليعبدوا الله )) أي: أن الناس لم يؤمروا بشيء يتعلق بأمور الدنيا أو بشيء يكلفهم، بل هو بشيء سهل عليهم وهو عبادة الله عز وجل ليعبدوا الله مخلصين له الدين، فما هي العبادة؟ العبادة تطلق على معنيين، المعنى الأول: التعبد فيقال: هذا الرجل تعبد لله عبادة، والمعنى الثاني: المتعبد به فيقال: الصلاة عبادة والزكاة عبادة والصوم عبادة وهكذا، فعلى المعنى الأول يكون معنى العبادة تذلل العبد لربه عز وجل محبة وتعظيمًا بفعل أوامره واجتناب نواهيه، وعلى المعنى الثاني أن العبادة هي المتعبد به يكون معناها ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في قوله: " إنها اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال ". فالصلاة عبادة، والطهارة عبادة، والزكاة عبادة، والصوم عبادة، والحج عبادة، وبر الوالدين عبادة، وصلة الأرحام عبادة، وكل عمل يقرّب إلى الله تعالى فإنه عبادة، ولكن الله تعالى ذكر أن هذا الأمر مقرون بشيئين، الأول: الإخلاص لله تعالى أن يقصد الإنسان بعبادته وجه الله والدار الآخرة، لا يقصد دنيا يصيبها ولا امرأة يتزوجها ولا جاهًا يشرف به عند الناس ولا غير هذا من الأمور الدنيوية، فمن قصد سوى الله بعبادته فهو مشرك حابط عمله، ودليل هذا قول الله تعالى: (( من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون * أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون )) وفي الحديث القدسي الصحيح أن الله تعالى قال: ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملًا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ) وفي الحديث النبوي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه ) هذه أدلة وجوب الإخلاص في العبادة.
وأما الثاني فهو الاتباع يعني اتباع شريعة الله ودليله قوله تعالى: (( حنفاء )) والحنيف هو المائل عما سوى شريعة الله عز وجل مأخوذ من الحنف وهو ميل الإصبع، فلا بد من اتباع الشريعة، والدليل لذلك قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) وقوله: ( من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد ) فلا بد في العبادة من الإخلاص والمتابعة.
وقوله عز وجل: (( ويقيموا الصلاة )) هذه معطوفة على قوله: (( ليعبدوا )) أي: ما أمروا إلا بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، ونص عليهما لأنهما أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين والصلاة أوكد من الزكاة، ولهذا كان ترك الصلاة كفرًا ولم يكن البخل بالزكاة كفرًا.
(( وذلك دين القيمة )) ذلك المشار إليه ما ذكر من عبادة الله تعالى على الوجه المذكور الإخلاص والمتابعة وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة هو دين القيمة أي دين الملة القيمة، لأنها شريعة الله التي جاء بها رسوله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، هذا هو تفسير هذه الآية الكريمة ونرجو من الأخ موسى أن يلحقها بالتفسير الذي سبق.
الحمد لله، وأصلي وأسلم على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:
فهذا هو اللقاء الثامن والثمانون من لقاءات الباب المفتوح التي تتم كل خميس من كل أسبوع، وهذا هو الخميس السادس من شهر ذي القعدة عام خمسة عشر وأربعمائة وألف، وأرى أن نتكلم عما يتعلق بالمناسك مناسك الحج لقرب وقته، ولكن ذكر لي الأخ موسى أنه قد سقط تفسير آية من سورة البينة هي قوله تبارك وتعالى: (( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ )).
فقوله تبارك وتعالى: (( وما أمروا إلا ليعبدوا الله )) أي: أن الناس لم يؤمروا بشيء يتعلق بأمور الدنيا أو بشيء يكلفهم، بل هو بشيء سهل عليهم وهو عبادة الله عز وجل ليعبدوا الله مخلصين له الدين، فما هي العبادة؟ العبادة تطلق على معنيين، المعنى الأول: التعبد فيقال: هذا الرجل تعبد لله عبادة، والمعنى الثاني: المتعبد به فيقال: الصلاة عبادة والزكاة عبادة والصوم عبادة وهكذا، فعلى المعنى الأول يكون معنى العبادة تذلل العبد لربه عز وجل محبة وتعظيمًا بفعل أوامره واجتناب نواهيه، وعلى المعنى الثاني أن العبادة هي المتعبد به يكون معناها ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في قوله: " إنها اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال ". فالصلاة عبادة، والطهارة عبادة، والزكاة عبادة، والصوم عبادة، والحج عبادة، وبر الوالدين عبادة، وصلة الأرحام عبادة، وكل عمل يقرّب إلى الله تعالى فإنه عبادة، ولكن الله تعالى ذكر أن هذا الأمر مقرون بشيئين، الأول: الإخلاص لله تعالى أن يقصد الإنسان بعبادته وجه الله والدار الآخرة، لا يقصد دنيا يصيبها ولا امرأة يتزوجها ولا جاهًا يشرف به عند الناس ولا غير هذا من الأمور الدنيوية، فمن قصد سوى الله بعبادته فهو مشرك حابط عمله، ودليل هذا قول الله تعالى: (( من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون * أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون )) وفي الحديث القدسي الصحيح أن الله تعالى قال: ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملًا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ) وفي الحديث النبوي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه ) هذه أدلة وجوب الإخلاص في العبادة.
وأما الثاني فهو الاتباع يعني اتباع شريعة الله ودليله قوله تعالى: (( حنفاء )) والحنيف هو المائل عما سوى شريعة الله عز وجل مأخوذ من الحنف وهو ميل الإصبع، فلا بد من اتباع الشريعة، والدليل لذلك قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) وقوله: ( من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد ) فلا بد في العبادة من الإخلاص والمتابعة.
وقوله عز وجل: (( ويقيموا الصلاة )) هذه معطوفة على قوله: (( ليعبدوا )) أي: ما أمروا إلا بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، ونص عليهما لأنهما أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين والصلاة أوكد من الزكاة، ولهذا كان ترك الصلاة كفرًا ولم يكن البخل بالزكاة كفرًا.
(( وذلك دين القيمة )) ذلك المشار إليه ما ذكر من عبادة الله تعالى على الوجه المذكور الإخلاص والمتابعة وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة هو دين القيمة أي دين الملة القيمة، لأنها شريعة الله التي جاء بها رسوله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، هذا هو تفسير هذه الآية الكريمة ونرجو من الأخ موسى أن يلحقها بالتفسير الذي سبق.