ما حكم الجدال في الحج .؟ حفظ
السائل : بسم الله الرحمن الرّحيم .
ما حكم الجدال في الحجّ كأن يتناقشوا هل هذا صحيح أم خطأ ونحو ذلك؟
الشيخ : يقول الله عزّ وجلّ في الحجّ: (( فمن فرض فيهنّ الحجّ فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحجّ )).
والجدال ثلاثة أنواع: جدال يراد به إثبات الحقّ فهذا واجب حتّى وإن كان الإنسان في الحجّ، ما دام يريد إثبات الحقّ فواجب عليه أن يجادل لكن بالتي هي أحسن، لقول الله تبارك وتعالى: (( ادع إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ))، لا يقول إنّ هذا جدال والله يقول: لا جدال في الحجّ، يقول: هذا جدال لا بدّ منه فهو واجب، وهو دفاع في الواقع عن الحقّ أو إثبات له.
والثاني: جدال في أمور ليست حقّا ولا باطلاً مثل أن يقول: الشّيء الفلاني الذي في الجبل إنسان وهذا يقول شجرة وهذا يقول، وهذا يقول حجر وما أشبه ذلك فيتجادلون فهذا أيضا منهيّ عنه لما فيه من تحريك النّفس وصدّها عمّا هي بصدده من الإقبال على النّسك.
والثالث: أن يكون جدالا بالباطل بمعنى أنّه يجادل وهو يعلم أنّ الحقّ بخلاف ما يقول لكن يريد أن ينتصر لنفسه وأن تكون كلمته هي العليا فهذا آثم، آثم من جهة أنّه جادل وهو محرم بالحجّ ومن جهة أنّه أراد أن يحقّ الباطل ويبطل الحقّ، نعم.
وفي هذه الحال لو أنّ القافلة جعلت لها أميراً يحدّد لها المصالح حتى لا يحصل نزاع، لأنّه أحيانا يكون اجتهادهم يقول نريد أن نبقى، والثاني يقول نريد أن نمشي، هذا يقول نريد أن نقدّم الغداء والآخر يقول نريد أن نؤخّره، ويحصل جدال، إذا كان هناك أمير فصل، وقد أمر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم المسافرين إذا كانوا ثلاثة أن يؤمّروا أحدهم وتأمير هذا الواحد ليس معناه أنّه أمير بلا إمارة، بل هو أمير له إمارة وكلمته يجب قبولها لأنّه لمّا كان أميرا صار من أولياء الأمور، وقد أمر الله بطاعة وليّ الأمر إذا لم يأمر بمعصية، نعم.