هل هناك دليل على أن ميكائيل عليه السلام موكل بالقطر والنبات ؟ حفظ
السائل : فضيلة الشيخ حفظكم الله، لقد قرأنا أنّ ميكائيل عليه الصلاة والسّلام موكّل بالقطر والنّبات، فنرجو شرح هذا الكلام حيث أنّه لا يمكن أن يكون عمله زجر السّحاب أو غير ذلك بقول وأمر لأنّ ذلك خاصّ بالله سبحانه وتعالى؟
الشيخ : نعم، هو هذا الذي شاع بين العلماء: أنّ ميكائيل موكّل بالقطر والنّبات، وليس هناك مانع أن يكون موكّلا بالقطر والنّبات بأمر الله عزّ وجلّ فيكون القطر والنّبات مسخّراً له مذلّلاً له بأمر الله، ألم تر أنّ الله تعالى قد سخّر الرّياح لسليمان عليه الصّلاة والسّلام؟!
مع أنّ الذي يسخّر الرّياح ويأمرها وينهاها في الأصل هو الله عزّ وجلّ، فللّه تعالى أن يجعل أمرًا من أمور مخلوقاته إلى أحد من المخلوقين، وليس ذلك بغريب، قبض الأرواح موكّل به ملك، يقبض أرواح بني آدم وغيرهم.
وأصل الإحياء والإماتة إلى الله عزّ وجلّ، لكنّ الله تعالى قد يوكّل أحدا من خلقه على شيء من شؤونه جلّ وعلا ويكون هذا فاعلا بأمر الله، والله تعالى إذا أراد شيئا قال له: كن فيكون، حتى في الجماد يأمره الله تعالى أن يفعل فيفعل: (( ثمّ استوى إلى السّماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعًا أو كرهًا قالتا أتينا طائعين فقضاهنّ سبع سماوات في يومين )) الآية.
السائل : هل هناك دليل على أنّ ميكائيل عليه السّلام موكّل بالقطر والنّبات؟
الشيخ : هذا هو المشهور بين أهل العلم، قالوا إنّ ميكائيل موكّل بالقطر والنّبات، وأنّ إسرافيل موكّل بالنّفخ في الصّور، وأنّ جبرائيل موكّل بالوحي ينزل به من عند الله عزّ وجلّ إلى الرّسل، وقال إنّ هؤلاء الثّلاثة هم الذين كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يستفتح في صلاة اللّيل بربوبيّة الله تعالى لهم حيث يقول: ( اللهمّ ربّ جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السّماوات والأرض عالم الغيب والشّهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لم اختلف فيه من الحقّ بإذنك إنّك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ):
قالوا إنّما كانوا يستفتح بهؤلاء الثّلاثة لأنّ كلّ واحد موكّل بما فيه الحياة، فجبريل موكّل بما فيه حياة القلوب وهو الوحي، وإسرافيل موكّل بما فيه حياة الأبدان الحياة النّهائيّة وهو النّفخ في الصّور، وميكائيل موكّل بما فيه حياة الأرض وهو القطر والنّبات.
وهذا لا يعني أنّ الله عزّ وجلّ عاجز، الله عزّ وجلّ لو شاء لقال: كن فيكون في كلّ شيء، لكن هذا لإظهار الحكمة وإظهار قوّة السّلطان، وأنّه جلّ وعلا له جنود لا يعلمها إلاّ هو عزّ وجلّ ويعلّمنا ما شاء منها.