إن كان كلام الداعية إنشائيا خالياً من الكتاب والسنة فهل عليه شيء وإن كان يتضمنها.؟ حفظ
الشيخ : نعم؟
السائل : فضيلة الشيخ أحسن الله إليكم ورفع قدركم في الدّنيا والآخرة.
الشيخ : وأنت ومن يسمع.
السائل : لو وجد داعية يكثر في محاضراته أو خطبه من الكلام الإنشائيّ المجرّد عن الكتاب والسّنّة ولكن يتضمّنهما، كقوله: كيف بك لو حوسبت، أو كيف بك لو دخلت القبور، اتّقوا الله أو غيره من الكلام، لكن ذكر الآيات والأحاديث تكاد تكون موعظته مجردة عنه فهل يعدّ هذا مأخذاً عليه؟
الشيخ : هو لا شكّ أنّ الإنسان إذا خطب خطبة مؤثّرة ولو مِن إنشائه الخاصّ لكنّها لا تعدو ما جاء به الكتاب والسّنّة فإنّه مفيد، وليس عليه مأخذ يعابُ عليه، لكن ربطه ذلك بالقرآن والسّنّة أحسن وأفضل، لفائدتين:
الفائدة الأولى: أن يعرف النّاس أنّ كلامه مبنيّ على دليل من الكتاب والسّنّة.
والفائدة الثانية: أن يربطوا النّاس بالكتاب وسنّة رسوله صلّى الله عليه وسلّم، وأضرب لك مثلا أن يوجد في كتب الوعّاظ كلمات تؤثّر ويبكي الإنسان منها، ويخشى قلبُه كما يوجد في *التّبصرة* لابن الجوزي رحمه الله وغيرها.
وإذا قرئ عليه القرآن في هذا المعنى نفسه لم يتأثّر تأثّره بكلام هذا الكاتب، وذلك لأنّ القرآن لا يذكر في وعظ هؤلاء الواعظين، ولهذا نرى أنّ الإنسان أفضل له أن يجمع له بين الحسنين فيأتي بالكلام المؤثّر من قوله، ويأتي بما يتضمّنه الكتاب والسّنّة من كلامه، نعم.
السائل : يا شيخ ألا يكون معارضاً لقوله تعالى: (( فذكّر بالقرآن من يخاف وعيد )) ؟
الشيخ : لا، ما دام أتى بمعناه فهو ليس بعيدًا عنه، لكن كونه يأتي بالمعنى واللّفظ أحسن، نعم.