تفسير سورة العصر. حفظ
الشيخ : الحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله وسلّم على نبيّنا محمّد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين.
أمّا بعد:
فهذا هو اللّقاء الأسبوعي المسمّى بلقاء الباب المفتوح، وهو التّاسع والتّسعون، يتمّ هذا اللّقاء يوم الخميس الرّابع عشر من شهر ربيع الأوّل عام ستة عشر وأربعمائة وألف، نتكلّم فيه بما شاء الله عزّ وجلّ من تفسير سورة العصر.
يقول الله عزّ وجلّ: (( والعصر إنّ الإنسان لفي خسر )) فما المراد بالعصر؟ قيل: إن المراد بالعصر آخر النّهار، لأنّ آخر النّهار أفضله، وصلاة العصر تسمّى الصّلاة الوسطى، أي: الفضلى كما سمّاها النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم بذلك.
وقيل: إنّ العصر هو الزّمان، وهذا هو الأصحّ أنّ العصر هو الزّمان، أقسم الله به لما يقع فيه من اختلاف الأحوال وتقلّبات الأمور ومداولة الأيّام بين النّاس وغير ذلك ممّا هو مشاهد في الحاضر ومتحدّث عنه في الغائب، فالعصر هو الزّمان الذي يعيشه الخلق وتختلف أوقاته شدّة ورخاء، وحرباً وسلماً، وصحّة ومرضاً، وعملا صالحا وعملا سيّئا إلى ما غير ذلك ممّا هو معروف عند الجميع، أقسم الله به على أيّ شيء؟
على قوله: (( إنّ الإنسان لفي خسر )) والإنسان هنا عامّ، لأنّ المراد به الجنس، وعلامة الإنسان الذي يراد به العموم أن يحلّ محلّه أي محل أل كلمة كلّ، فهنا لو قيل: كلّ إنسان في خسر لكان هذا هو المعنى، ومعنى الآية الكريمة أنّ الله أقسم قسمًا على حال الإنسان أنّه في خسر، أي في خسران ونقصان في كلّ أحواله، لا في الدّنيا ولا في الآخرة إلاّ من استثنى الله عزّ وجلّ، وهذه الجملة كما ترون مؤكّدة بثلاث مؤكّدات:
الأوّل: القسم، والثاني: إنّ، والثالث: اللاّم، وأتى بقوله: (( لفي خسر )) ليكون أبلغ من قوله: خاسر، وذلك أنّ في معناها إيش؟
معناها الظّرفيّة، فكأنّ الإنسان منغمس في الخسر، والخسران محيط به من كلّ جانب.
(( إلاّ الذين آمنوا وعملوا الصّالحات وتواصوا بالحقّ وتواصوا بالصّبر )): استثنى الله سبحانه وتعالى هؤلاء المتّصفين بهذه الصّفات الأربعة:
الصّفة الأولى: الإيمان، الإيمان الذي لا يخالطه شكّ ولا تردّد، بماذا؟
بما بيّنه الرّسول صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم حين سأله جبريل عن الإيمان، قال: ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وأن تؤمن بالقدر خيره وشرّه )، وشرح هذا الحديث يطول لو تكلّمنا عليه الآن، لكنّه قد تكلّمنا عليه في مواطن كثيرة، فالذين آمنوا بهذه الأصول السّتّة هم المؤمنون، ولكن يجب أن يكون إيماناً لا شكّ معه ولا تردّد، بمعنى: أنّك تؤمن بهذه الأشياء وكأنّك تراها رأي العين، والناس في هذا المقام ثلاثة أقسام:
القسم الأوّل: مؤمن خالص إيمانا لا شكّ فيه ولا تردّد.
والقسم الثّاني: كافر، جاحد، منكر.
والقسم الثالث: متردّد، فمن النّاجي من هؤلاء الأقسام الثلاثة؟
الناجي هو القسم الأوّل الذي يؤمن إيماناً لا تردّد فيه.
أمّا بعد:
فهذا هو اللّقاء الأسبوعي المسمّى بلقاء الباب المفتوح، وهو التّاسع والتّسعون، يتمّ هذا اللّقاء يوم الخميس الرّابع عشر من شهر ربيع الأوّل عام ستة عشر وأربعمائة وألف، نتكلّم فيه بما شاء الله عزّ وجلّ من تفسير سورة العصر.
يقول الله عزّ وجلّ: (( والعصر إنّ الإنسان لفي خسر )) فما المراد بالعصر؟ قيل: إن المراد بالعصر آخر النّهار، لأنّ آخر النّهار أفضله، وصلاة العصر تسمّى الصّلاة الوسطى، أي: الفضلى كما سمّاها النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم بذلك.
وقيل: إنّ العصر هو الزّمان، وهذا هو الأصحّ أنّ العصر هو الزّمان، أقسم الله به لما يقع فيه من اختلاف الأحوال وتقلّبات الأمور ومداولة الأيّام بين النّاس وغير ذلك ممّا هو مشاهد في الحاضر ومتحدّث عنه في الغائب، فالعصر هو الزّمان الذي يعيشه الخلق وتختلف أوقاته شدّة ورخاء، وحرباً وسلماً، وصحّة ومرضاً، وعملا صالحا وعملا سيّئا إلى ما غير ذلك ممّا هو معروف عند الجميع، أقسم الله به على أيّ شيء؟
على قوله: (( إنّ الإنسان لفي خسر )) والإنسان هنا عامّ، لأنّ المراد به الجنس، وعلامة الإنسان الذي يراد به العموم أن يحلّ محلّه أي محل أل كلمة كلّ، فهنا لو قيل: كلّ إنسان في خسر لكان هذا هو المعنى، ومعنى الآية الكريمة أنّ الله أقسم قسمًا على حال الإنسان أنّه في خسر، أي في خسران ونقصان في كلّ أحواله، لا في الدّنيا ولا في الآخرة إلاّ من استثنى الله عزّ وجلّ، وهذه الجملة كما ترون مؤكّدة بثلاث مؤكّدات:
الأوّل: القسم، والثاني: إنّ، والثالث: اللاّم، وأتى بقوله: (( لفي خسر )) ليكون أبلغ من قوله: خاسر، وذلك أنّ في معناها إيش؟
معناها الظّرفيّة، فكأنّ الإنسان منغمس في الخسر، والخسران محيط به من كلّ جانب.
(( إلاّ الذين آمنوا وعملوا الصّالحات وتواصوا بالحقّ وتواصوا بالصّبر )): استثنى الله سبحانه وتعالى هؤلاء المتّصفين بهذه الصّفات الأربعة:
الصّفة الأولى: الإيمان، الإيمان الذي لا يخالطه شكّ ولا تردّد، بماذا؟
بما بيّنه الرّسول صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم حين سأله جبريل عن الإيمان، قال: ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وأن تؤمن بالقدر خيره وشرّه )، وشرح هذا الحديث يطول لو تكلّمنا عليه الآن، لكنّه قد تكلّمنا عليه في مواطن كثيرة، فالذين آمنوا بهذه الأصول السّتّة هم المؤمنون، ولكن يجب أن يكون إيماناً لا شكّ معه ولا تردّد، بمعنى: أنّك تؤمن بهذه الأشياء وكأنّك تراها رأي العين، والناس في هذا المقام ثلاثة أقسام:
القسم الأوّل: مؤمن خالص إيمانا لا شكّ فيه ولا تردّد.
والقسم الثّاني: كافر، جاحد، منكر.
والقسم الثالث: متردّد، فمن النّاجي من هؤلاء الأقسام الثلاثة؟
الناجي هو القسم الأوّل الذي يؤمن إيماناً لا تردّد فيه.