هل مرد إعتبار الضرب في الأرض سفراً إلى العرف .؟ وهل مكة إلى جدة سفر أم لا .؟ حفظ
السائل : فضيلة الشّيخ: هل مردّ اعتبار الضّرب في الأرض سفرا إلى العرف؟ أرجو التّوضيح وهل الخروج من مكّة إلى جدّة يعدّ سفرا أم لا؟
الشيخ : المسألة هذه فيها خلاف، هل السّفر يقدّر بالمسافة أو بالزّمن أو بالعرف!
جمهور العلماء على أنّه مقدّر بالمسافة فما بلغ نحو 81 كيلو فهو سفر، ولو قطعه الإنسان في نصف ساعة، ولو رجع منه في يومه، ومن العلماء من يقول العبرة بالعادة والعرف، فما عدّه النّاس سفرا فهو سفر وما لم يعدّوه سفرا فليس بسفر، وعلى هذا فلو أنّ الإنسان سافر بالطائرة إلى الرّياض ورجع في يومه لعدّه النّاس سفراً لبعد الرّياض، ولو ذهب إلى بريدة وتغدّى عند صديق له ثمّ رجع فإنّهم لا يعدّونه سفرًا لقرب المسافة، وهذا أقرب إلى الصّواب، أنّ العبرة بالعرف، لكن يُشكل على هذا أنّ العرف غير مطّرد ولا منضبط، قد يعدّ بعض النّاس هذا سفراً ويعدّه آخرون غير سفر، فلذلك المسألة لا يمكن أن ينضبط النّاس فيها إلاّ إذا قلنا إنّها مقدّرة بالمسافة وأنّك إذا نويت سفرا إلى 81 كيلوا فأكثر فأنت مسافر وما دون ذلك فلست بمسافر، أمّا مكّة وجدّة فكانت المسافة بينهما فيما سبق مسافة قصر لا شكّ، أمّا الآن فلا لأنّ كلتيهما توسّع ودنى من الأخرى فما بين مكّة وجدّة الآن لا يبلغ مسافة القصر، نعم.
وأنا أقول لكم: إنّ الصّواب مع من يقول: إنّ العبرة بالعرف، يدلّ على هذا أنّ أهل مكّة حجّوا مع النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام وجمعوا معه وقصروا معه، في عرفات وفي مزدلفة وهذا لا يبلغ المسافة التي قدّرها من يقدّرون السّفر بالمسافة، نعم، من اليسار.