ما حكم من لم يجد فرجة في الصف للصلاة كيف يجتهد ، وهل من الإجتهاد أن يتخلل الصفوف ويصلي إلى جانب الإمام .؟ حفظ
السائل : شيخ أحسن الله إليك، رجل دخل إلى المسجد، فوجد الصّفّ تقريبا اكتمل فليس عليه أن ينشأ صفًا جديدًا حتى يجتهد؟ وهل من الاجتهاد إذا وجد فرجة ويصلّي إلى يمين الإمام أو من الباب جانب المنبر، أم أنه ينشأ الصف؟
الشيخ : أنت قلت في صدر السّؤال تقريباً، وجد الصّفّ تقريباً.
السائل : شبه مكتمل.
الشيخ : وشبه أيضًا.
السائل : يعني لا يستطيع الوقوف ولكن يستطيع المرور.
الشيخ : المهمّ هل الصّفّ تامّ أو لا؟
السائل : تامّ، بس لا يستطيع الوقوف.
الشيخ : يعني لا تقل: شبه تامّ ولا تقريبا تامّ، قل: وجده تامّا، إذا وجده تامّا فإنّه يصلّي وحده ولا حرج عليه، ولا حاجة أن يصفّ مع الإمام، حتى الصّفّ مع الإمام قد نقول: إنّه بدعة، لأنّ الرّسول ما صلّى أحد معه في إمامته إلاّ حين جاء ووجد أبا بكر يصلّي بالناس وهو مريض عليه الصّلاة والسّلام، ثمّ جاء ووقف عن يسار أبي بكر وجعل يصلّي بالنّاس وأبو بكر يبلّغ عنه، وإلاّ فلم يَرِد، وأيضاً الإمام يجب أن يكون إماما، إمام يعني قدوة خاصّ بمكانه، ثمّ إنّنا إذا قلنا اذهب واخترق الصّفّ وقم مع الإمام، اختراق الصّفّ يؤذي، ولهذا قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم للرّجل الذي كان يخترق الصّفوف يوم الجمعة قال: ( اجلس فقد آذيت ).
ثمّ إذا قلنا نتحمّل هذا وصار مع الإمام وجاء آخر بعد أن دخل مع الإمام وجد الصّفّ تامّاً وقلنا اذهب مع الإمام ذهب مع الإمام، صاروا كم؟
ثلاثة، فجاء آخر ووجد الصّفّ تامّا! قلنا اذهب تقدّم وصلّ مع الإمام! ربّما يكمل الصّفّ الأوّل كلّه مع الإمام.
لكن لو أنّه دخل الصّلاة في مكانه ثمّ جاء الثّاني، والثّالث، والرّابع، كوّنوا صفّا متأخّرا، فالذي نرى أنّه يصلّي وحده لتعذّر وجود مكان مناسب.