ما حكم إيراد الشبه من السائل حول الإستواء على العرش مثلا للإجابة عليها مخافة أن تورد عليه فيلتبس عليه أمرها وهو يعلم أن الله مستو على العرش.؟ حفظ
السائل : يا شيخ ما حكم شراء السيارة.
الشيخ : ما وجدت المثال؟
السائل : ما حكم شراء السيارة نقدًا.
الشيخ : أنا في تصوري أن السؤال الذي سأل عنه أنه سؤال مهم، لكن لا أستطيع أن أجيب على حسب تصوري، أنا أخشى إن المسائل التي عنده غير ما أتصور، نعم؟
السائل : ...
الشيخ : إيش هو المثال؟
السائل : مثلًا معلومة معينة تعطيه إيها.
الشيخ : وش معنى معلومة معينة؟ يعني بتعلمه عن شيء؟
معلومة معينة يعني إيش؟
السائل : فائدة.
الشيخ : فائدة.
السائل : تعطيه فائدة.
الشيخ : فائدة فقهية مثلًا.
السائل : فقهية عقدية.
الشيخ : ما يخالف طيب.
السائل : يقترح ... وبعدين يقعد يناقشك فيها، تقوله ليش؟
يقول أنا مقتنع لكن أخاف ينقلها شيخ آخر يناقشني فيها فأخاف إني ألحد ولا شيء.
الشيخ : سؤال مهم، يعني مثلاً إنسان قال: إن الله خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش، سأله فقال: استوى على العرش أي: علا عليه عز وجل علواً يليق بجلاله وعظمته، اقتنع أن معنى: استوى على العرش علا على العرش، اقتنع ما في أي إشكال، لكنه أراد أن يورد الشبهات على الذي أفتاه خوفاً مِن أن أحداً من الناس يورد عليه هذه الشبهات فلا يعرف جوابها، أفهمتم؟
هذا صحيح، هذا طيب وجيد.
يعني مثلاً: لو قال له: استوى على العرش، فلو جاء إنسان وقال: لا، استوى على العرش، يعني: استولى على العرش، لأن الاستواء على الشيء لا يكون إلا لجسم أو لكذا وجاب شبهات، فهذا طيب، لأجل تقول لنا: استوى استواء يليق بجلاله، لست أقول: استوى على العرش كما يستوي الإنسان على السرير أو على الدابة، استواءً يليق بجلاله وانتهى، فهمت؟
وإذا أورد عليه شبهات أقول: هذه الشبهات مردودة عليه، لأن هذه الشبهات إنما تكون لو قلنا: بأن استواء الله على العرش كاستواء الإنسان على السرير أو على البعير أو على الفلك، أما إذا قلنا: استواء يليق بجلاله عز وجل، هذا لا إشكال فيه، وهذا طيب.
أنا أيضاً أنصح كل طالب علم ليس عنده مادة قوية يستطيع أن يجادل بها: أن يورد ما يمكن من الشبهات على من هو أعلم منه من أجل أن يجيب عليها.
ثم إني أيضاً أنصح العالم الذي عنده علم إذا أوردت عليه مثل هذه الشبهات -لأن بعض العلماء ربما إذا أورد عليه هذه الشبهات ربما يظن أن هذا السائل يريد أن يجادله، أنا أنصح أيضاً العلماء- أن تتسع صدورهم، لأنه ربما يكون هذا الذي أورد الشبهات أنها شبهات قد أوردت عليه من قبل فيريد أن يحلها، أو يخشى أن تورد عليك في المستقبل فيريد أن يعرف جوابها.
فالحاصل: أن هذا سؤال مهم وجيد، وأنا أوافق على أنه ينبغي أن نورد كل ما يمكن من شبهة سواء كانت وردت عليه من قبل أو يخشى عليه أن تورد في المستقبل.
السائل : طيب في سؤال الإمام مالك كيف استوى، قال: والسؤال عنه بدعة.
الشيخ : لا يا أخي ما قال هكذا، هذا بلاءنا ، يجي إنسان ينقل الشيء على غير وجهه، الإمام مالك -رحمه الله- قال: " الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة " وهذا هو الحق.
السائل : لكن ما جاوب على مسألة الكيف؟
الشيخ : قال له: الكيف مجهول، الاستواء معروف: هو العلو على الشيء بصفة مخصوصة، هذه الصفة التي هي الكيفية هل هي معلومة لنا بالنسبة لله؟
لا، إذاً لا يجوز أن نتكلم فيها أو نتحدث، ولا يجوز أن نقيسها على استوائنا نحن على البعير أو على السرير أو على الفلك، الله قال: (( وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ * لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ))، لو قال لك قائل مثلاً: واحد استوى على بعير، يتحدث ويقول: ثم إن فلاناً أناخ بعيره واستوى عليها، وأنت لا تعلم كيف استوى، هل يمكن أن تصف كيفية استوائه على بعيره؟ أسألك؟
السائل : إذا سمعت عنه.
الشيخ : أنا قلت لك: في الشارع الآن بعير باركة استوى عليها صاحبها مثلما قال الله عز وجل: (( وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ * لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ )) استوى عليها صاحبها ومشى، هل تستطيع أن تصف كيفية استوائه عليها وأنت ما رأيته؟
السائل : لا.
الشيخ : لا، إذا كنا نجهل استواء المخلوق على البعير وهو من جنسنا لكنه غائب عنا فكيف لا نجهل كيفية استواء الخالق عز وجل؟!!
ولذلك الاستواء كيفيته مجهولة، وهذا جواب سديد.