السائل : شيخ جزاك الله خيرًا، يجوز للإنسان أن يقسم تركته على الورثة في حياته ؟
الشيخ : يقول: هل يجوز للإنسان أن يوزع ماله على ورثته في حياته؟ نقول: هذا سفه، سفه في العقل، لأنه إذا وزعه في حياته، فهل يعرف أن هؤلاء الذين وزع عليهم هم الذين يبقون بعده، أليس من الجائز أن يموتوا قبله، فكيف يوزع عليهم؟!
ثانياً: إذا وزعه عليهم وكانوا ممن لا يمكن أن يرجع بهبته لهم كالإخوة مثلاً، ثم احتاج أن يرده، وحاجته واردة ولا غير واردة، يعني: هل يمكن يحتاجه؟
السائل : يمكن يحتاجه.
الشيخ : بعدما وزع الآن ما بقي عنده ولا قرش، يمكن يحتاج أم لا؟ السائل : يمكن يحتاج.
الشيخ : وإذا احتاج والدراهم عند غيره فيبقى فقيراً فلهذا نقول: هذا من السَّفه، انتظر الموت والله يحسن الخاتمة، إذا ما جاءك اليوم يأتيك غداً.
السائل : يقولك: أنا كبرت خلاص؟
الشيخ : غلط غلط، الله عز وجل قال: (( وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ )): فجعل الشيء بعد تركه، ولا يتركه الإنسان إلا إذا فارق الدنيا، إذا فارقه بالموت حينئذ يقسم.
وكما قلت لكم:
أولاً: لا يدري هل هؤلاء يموتون قبله أو يموت قبلهم.
وثانياً: لا يدري ربما احتاج في المستقبل، هذا الكبير في السن لو أصيب بمرض يحتاج إلى آلاف الدراهم من أين له؟