ما حكم الشرع في الوقوف والإنحناء للعلماء وكبار السن ، وتقبيل يد العالم .؟ حفظ
السائل : فضيلة الشيخ بارك الله فيك: نذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم حين جاء سيدنا سعد بن معاذ ليفصل في أمر أهل المدينة ، النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم: إذا كان سيدنا سعد قادماً على دابته: ( قوموا إلى سيدكم ) هذا ما قرأناه إن كان صحيحاً، ثم ما رأيكم أن النبي صلى الله عليه وسلم أنه جعل أصحابه يقومون إلى سيدنا سعد لينزلوه عن دابته، ثم ما رأيكم في تقبيل يد العلماء، هذا يقف جنباً إلى جنب إلى جوار ما قلته أنت من الانحناء إلى عالم أو أكبر سناً، رواية سيدنا سعد هل هي صحيحة إلى جانب تقبيل يد العلماء، إلى جانب الانحناء لمن نرى أنه أفضل منا مكانة أو علماً أو غير ذلك؟
الشيخ : أما سعد بن معاذ رضي الله عنه، فإنه لما أقبل إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( قوموا إلى سيدكم ) لأنه سيد قومه بلا شك، هو سيد قومه، وقال لهم الرسول: ( قوموا إلى سيدكم ) وهذا ما فيه إشكال أن يقال: سيد بني فلان، أو سيد آل فلان.
السائل : والقيام حضرتك؟
الشيخ : ما فيه شيء، وأما القيام إليه فلا بأس به أيضاً، لو أن رجلاً دخل من الباب هنا ثم قمت من مكانك إليه تستقبله فلا بأس، كما فعل النبي عليه الصلاة والسلام حين قدم وفد ثقيف وهو بـالجعرَّانة فإنه قام عليه الصلاة والسلام حين أقبلوا، وهذا لا بأس به.
وأما الانحناء فإنه خضوع ظاهر، الأول: إكرام استقبال وهذا إكرام بلا شك، وأما الانحناء فهو خضوع، ولهذا: ( سُئل النبي صلى الله عليه وسلم: عن الرجل يلقى أخاه أينحني له، قال: لا )، لأن الانحناء لا يجوز إلا لله رب العالمين.
وأما تقبيل يد الأب أو الأم أو الأخ الكبير أو العالم أو الشيخ الكبير احتراماً، فهذا لا بأس به ولا إشكال فيه.
السائل : فيه انحناء.
الشيخ : ما فيه انحناء أبداً، حتى لو فرضنا أن الرجل الذي تريد أن تقبل يده قصير ونزلت رأسك لتقبل يده فهذا ليس انحناء إكرام، هذا انحناء للوصول إلى التقبيل، مع أنه يمكن أن يأخذ بيده ويرفعها ويقبلها وهو واقف تماماً.