ما معنى قوله تعالى:" وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت" .؟ حفظ
السائل : فضيلة الشيخ : ما معنى قوله تعالى: (( وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ )) ما المراد بقوله: (( بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ))؟
الشيخ : قوله تبارك وتعالى -نسوق الآية كاملة-: (( وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ )) بابل منفصلة عما بعدها، (( وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ )) أي: الناس (( مِنْهُمَا )) أي: مِن الملكين (( مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ )) أي: الناس (( مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ )):
هذه الآية امتحن الله سبحانه وتعالى بها عباده، وهو سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء، أنزل ملكين من الملائكة بمكان يقال له: بابل، وهو معروف في العراق، والملكان اسم واحد منهما: هاروت، والثاني: ماروت، أنزل عليهما نوع من السحر يتعلمانه، علمهم الله إياه سبحانه وتعالى، وصارا يعلمان الناس هذا السحر، لكنهما يقيمان الحجة وينفيان العذر: (( وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ )) فمن الناس من يترك ولا يتعلم، ومنهم من يتعلم، هذا هو معنى الآية.
فإذا قال قائل: كيف يكون ملكان يعلمان السحر ويُعلمانه الناس، وتعلم السحر حرام كما صرَّحا به هما: (( وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ ))؟
فيقال: من الذي يحلل ويحرم؟
الله، والله سبحانه وتعالى قد يجعل الشيء الحرام حلالاً، بل واجباً، فالله تعالى أذن لهذين الملكين أن يعلما الناس السحر فتعليمهما السحر بإذن الله فلا يكون معصية ولا كفراً.
أرأيتم السجود لغير الله، أليس شركاً؟
السائل : بلى.
الشيخ : ومع هذا لما امتنع الشيطان من السجود لآدم حين أمر الله الملائكة به صار الشيطان كافراً، وصارت الملائكة مؤمنة مسلمة لما سجدت، مع أنها سجدت لمن؟
لغير الله، والسجود لغير الله شرك، فصار في هذه الحال صار طاعة وعبادة.
قَتْل الإنسان ولده من كبائر الذنوب، مِن أعظم الذنوب أن تقتل ولدك خشية أن يأكل معك أو لغير ذلك من الأسباب، ومع ذلك صار طاعة يُحمد الإنسان عليها حينما أمر الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام أن يقتل ابنه.
كذلك السِّحر تعلمه حرام، لكن إذا كان بإذن الله صار حلالاً فلا إشكال في المسألة، فهمت يا ولدي؟
صار بـبابل يعني: مكان بلد اسمه بابل، وهاروت وماروت اسم للملكين.
الشيخ : قوله تبارك وتعالى -نسوق الآية كاملة-: (( وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ )) بابل منفصلة عما بعدها، (( وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ )) أي: الناس (( مِنْهُمَا )) أي: مِن الملكين (( مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ )) أي: الناس (( مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ )):
هذه الآية امتحن الله سبحانه وتعالى بها عباده، وهو سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء، أنزل ملكين من الملائكة بمكان يقال له: بابل، وهو معروف في العراق، والملكان اسم واحد منهما: هاروت، والثاني: ماروت، أنزل عليهما نوع من السحر يتعلمانه، علمهم الله إياه سبحانه وتعالى، وصارا يعلمان الناس هذا السحر، لكنهما يقيمان الحجة وينفيان العذر: (( وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ )) فمن الناس من يترك ولا يتعلم، ومنهم من يتعلم، هذا هو معنى الآية.
فإذا قال قائل: كيف يكون ملكان يعلمان السحر ويُعلمانه الناس، وتعلم السحر حرام كما صرَّحا به هما: (( وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ ))؟
فيقال: من الذي يحلل ويحرم؟
الله، والله سبحانه وتعالى قد يجعل الشيء الحرام حلالاً، بل واجباً، فالله تعالى أذن لهذين الملكين أن يعلما الناس السحر فتعليمهما السحر بإذن الله فلا يكون معصية ولا كفراً.
أرأيتم السجود لغير الله، أليس شركاً؟
السائل : بلى.
الشيخ : ومع هذا لما امتنع الشيطان من السجود لآدم حين أمر الله الملائكة به صار الشيطان كافراً، وصارت الملائكة مؤمنة مسلمة لما سجدت، مع أنها سجدت لمن؟
لغير الله، والسجود لغير الله شرك، فصار في هذه الحال صار طاعة وعبادة.
قَتْل الإنسان ولده من كبائر الذنوب، مِن أعظم الذنوب أن تقتل ولدك خشية أن يأكل معك أو لغير ذلك من الأسباب، ومع ذلك صار طاعة يُحمد الإنسان عليها حينما أمر الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام أن يقتل ابنه.
كذلك السِّحر تعلمه حرام، لكن إذا كان بإذن الله صار حلالاً فلا إشكال في المسألة، فهمت يا ولدي؟
صار بـبابل يعني: مكان بلد اسمه بابل، وهاروت وماروت اسم للملكين.