نصيحة لأصحاب التسجيلات الإسلامية والدعوة إلى تشجيعها . حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وإمام المتقين، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فإننا في هذه الليلة ليلة الخميس ختام شهر جمادى الثانية، وافتتاح شهر رجب عام ستة عشر وأربعمائة وألف، نرحب بإخواننا ومشائخنا الذين وفدوا للمشاركة في افتتاح فرع تسجيلات الاستقامة في مدينة عنيزة، نرحب بمشايخنا الوافدين مِن مدينة بريدة، ومدينة الزلفي، وغيرهما من مدن القصيم، ونسأل الله تعالى أن يثيبهم على ذلك، وأن يجزيهم خيرًا.
إن تشجيع مثل هذه التسجيلات من الأمور المهمة التي تمثل القيام بأمر الله عز وجل حين قال: (( وتعاونوا على البر والتقوى ))، ولا شك أن مساعدة ومعاونة التسجيلات الإسلامية داخل في هذه الآية، لذلك نحثُّ أولًا إخواننا أصحاب التسجيلات على أن تكون تسجيلاتهم التي يُسجلونها في العالم الإسلامي في بلادنا السعودية وفي غيرها أن تكون تسجيلاتٍ هادفة موجهة للخير ، كافَّة عن الشر، لأن ذلك هو الذي ينبغي لأصحاب التسجيلات، وهم إذا قاموا بهذا فقد دخلوا في قوله تعالى: (( ومن يتق الله يجعل له مخرجًا * وبرزقه من حيث لا يحتسب ))، (( ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرًا ))، وعليهم -أي: على أصحاب التسجيلات- أن يتجنبوا كلَّ ما يكون سببًا في سوء الخلق أو سوء المنهج والمسلك، حتى يقوم الناس على الأخلاق الفاضلة التي أمر الله بها ورسولُه، والتي وصف الله بها محمدًا صلى الله عليه وعلى آله وسلم في قوله: (( وإنك لعلى خلق عظيم )).
أما عامة الناس ولا سيما طلبة العلم فإننا ندعوهم إلى الاستفادة من هذه التسجيلات، وأن يحرصوا على تنميتها وعلى شرائها، حتى يكون ذلك سببًا لاستمرار هذه البيوت -أعني: بيوت التسجيلات- ولا تَنضَب مادتها فتخسر أو تقفل نعوذ بالله من ذلك.
إنَّ إثراء هذه التسجيلات بالشراء منها وتشجيعها ليس مفيدًا لأهل التسجيلات فقط، بل للمشترين وللمستمعين في كل مكان، وإن من المهم أن يكون التسجيل تسجيلًا واضحًا حتى لا يخفى منه كلمة، لأنا جربنا أن التسجيلات إذا لم تكن واضحة فإنها قد تخفى بعضُ الكلمات التي يتغير بها المعنى تغيرًا كثيرًا، ولهذا لا بد أن يراعي أصحابُ التسجيلات هذه المسألة، وهي أن يخرج الشريط واضحًا جليًّا حتى لا يغتر الناس به.
ثم إننا نسأل الله سبحانه وتعالى أن تمتد مثل هذه التسجيلات الإسلامية إلى جميع البلاد الإسلامية حتى يُقضى على التسجيلات التي تنشر ما لا يليق بالمسلم، وما لا يليق بالأخلاق الفاضلة، وذلك لأن الخير إذا حلَّ طرد الشر، وأما إذا تقاعس الناس عنه ولم يثروه فإنه يوشك أن ينتهي، وبذلك نخسر خسارة عظيمة.
نسأل الله سبحانه وتعالى للجميع التوفيق، ونكرر شكرنا لإخواننا ومشائخنا الذين حضروا لهذا الافتتاح لما في ذلك مِن التشجيع، ونسأل الله تعالى أن يديم على هذه البلاد أمنها وإيمانها، وأن يصلح ولاة أمورها صغيرهم وكبيرهم، وأن يجعلنا من الهداة المهتدين الصالحين المصلحين، إنه على كل شيء قدير، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وأصحابه أجمعين.