ما حكم من يتقصد المسجد الذي يجمع فيه بين المغرب والعشاء بسبب المطر ويترك المساجد التي لا يجمع فيها مع عدم وجود المطر أو الوحل.؟ حفظ
السائل : فضيلة الشيخ : نحن نعلم أن قبل فترة نزلت الأمطار فاختلف الأئمة أو أئمة المساجد، بعضهم من يرى الجمع مثلاً أن الحال تستدعي الجمع، وبعضهم لا يرى مثلاً، فما قولكم فيمن جاء إلى مسجد مثلاً وهذا الإمام لم يرَ أن الجو أو المطر يسوغ الجمع، فذهب هذا المصلي أو هذا المأموم إلى مسجد آخر أو بحث عن مسجد آخر حتى وجد أحد المساجد يجمع فيها، فصلى صلاة العشاء، فصلى الجمع في مسجدين مع إمامين ، ما قولكم في ذلك؟ مع العلم أن الإمام الأول لم يرَ أن هنالك مسوغاً للجمع إذ لا يوجد مطر ولا يوجد وحل ولا هنالك برد ولا غيره؟
الشيخ : أرى أن هذا يشبه من سافر في رمضان من أجل أن يفطر، والعلماء قالوا: إذا سافر في رمضان من أجل أن يفطر حرم عليه السفر والفطر، لأن هذا الرجل الآن ما ذهب يريد الرخصة، ربما يكون تعبه من مسجد حيه إلى المسجد الثاني، أكثر من تعبه إذا حضر إلى صلاة العشاء، لكن يريد أن يتخلص من الصلاة، فكأنه يقول: أرحنا من الصلاة، ولا يقول: أرحنا بالصلاة، أرى أن مثل هذا إن لم تكن صلاته باطلة فهي إلى البطلان أقرب منها إلى الصحة، لأن هذا ما ذهب إلى المسجد الذي يجمع من أجل السهولة، إنما ذهب من أجل التخلص، وإلا فمن المعلوم أن السهولة إذا جاء إلى مسجده في وقت الصلاة مع قربه أفضل وأسهل له، فأنا في شك من صحة صلاته.
ونصيحتي للمسلمين: أن يتقوا الله عز وجل، وأن يعلموا أن الله فرض الصلاة وجعلها كتاباً موقوتاً في وقت معين، لا يحل لإنسان أن يقدم الصلاة على وقتها وإذا قدمها لم تقبل منه لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) إلا إذا كان هناك عذر شرعي لا بأس.
ثم نقول لهذا الرجل: اذهب الآن إلى بيتك وإذا أذن العشاء فإن كان عندك قدرة أن تحضر إلى المسجد احضر، وإن كانت السماء تمطر ويلحقك مشقة صلِ في بيتك، ولك أجر الجماعة، لك أجر الجماعة كاملة، لأنك تخلفت عنها لعذر، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( من مرض أو سافر كتب له ما كان يعمل صحيحاً مقيماً ) .