ما نصيحتكم لبعض الطلبة الذين يسخرون من بعض أهل العلم الذي يخالفون أقوال شيوخهم .؟ حفظ
السائل : أحسن الله إليك يا شيخ: هناك بعض الطلبة ابتلوا بالسخرية ببعض العلماء، خاصة إذا خالف رأيه خالف رأي شيخه فإنه أحياناً يسبه، فنرجو كلمة نصيحة لهؤلاء؟
الشيخ : أولاً: يجب على طالب العلم أن يكون أول من يمتثل أمر الله عز وجل ويجتنب نهيه، لأنه مسؤول عن ذلك من وجهين: الوجه الأول: أنه كغيره من المكلفين.
والثاني: أن طالب العلم قدوة، أي عمل يعمله فسوف يقتدي به الناس ويحتجون به.
فإذا كان طالب العلم هو الذي يسخر من العلماء أو ممن دون العلماء فهذه بلية في الواقع، فالواجب على الإنسان إذا خالفه غيره أن يلتمس له العذر، ثم يتصل بهذا المخالف ويبحث معه، فربما يكون الحق معه أي: مع من خالفه ويناقشه بأدب واحترام وهدوء، حتى يتبين الحق.
أما سخريته بمن خالف رأي شيخه فهذا أيضاً غلط.
كل إنسان يخالفك في قولك فإن الواجب عليك أن تحمله على أحسن المحامل وأن هذا اجتهاده، وأن الله عز وجل سيأجره على اجتهاده إذا أخطأ أجراً واحداً وإن أصاب فله أجران، ثم تتصل به، وتناقشه ولا تستحي، فربما يتبين أن الحق معك فتكون لك منة على هذا الرجل، وربما يتبين الحق معه فيكون له منة عليك، وأما السخرية فهذا ليس من آداب طالب العلم إطلاقاً، بل ولا من آداب المؤمن مع أخيه.