ما رأيكم فيمن ينسب بعض الأقوال إلى بعض العلماء الموثوقين لينصر رأيه.؟ حفظ
السائل : شيخ حفظكم الله: كثير من الناس ينسب بعض الأقوال إلى بعض أهل العلم، إذا كان هذا العالم ممن مقبول كلامه بين الناس، فمثلاً أحدهم قال: بأنه يجوز للإنسان أن يرى المبارة أفخاذ الرجال في التلفاز وقال بأن العالم الفلاني قال ذلك، فما موقف الإنسان من هذا الرجل الذي يثير الكلام على العلماء؟
الشيخ : هذه المسألة كما تفضلت توجد كثيراً من بعض الناس لأسباب متعددة، ولكن أولاً: ننصح من سمع عن أي أحد من العلماء شيئاً يستنكره، فالواجب أن يتصل بالعالم ويقول: أنا بلغني عنك كذا وكذا هل هذا صحيح أو لا؟ إما أن يكون صحيحاً فيقول: نعم قلت ذلك، فحينئذٍ تكون مناقشة بين السائل والعالم، أو يقول: هذا كذب ولم أقله، إذا قال: هذا كذب ولم أقله، فعلى الذي سمع من شخص هذا القول الذي أنكره العالم أن يتصل بالذي نقل عن العالم هذا القول، ويقول: إنني سألته وأنكر هذا، حتى لا يبثه بين الناس، وكذلك أيضاً يبين لمن سمع من هذا الذي نقل عن العالم يبين له أن هذا غير صحيح، وأما إذا كان صحيحاً وناقشه فسوف يتبين للمناقش الحق مما يقوله العالم.
ثانياً: بالنسبة لهؤلاء الذين ينقلون أقوالاً عن العلماء الذين تقبل فتواهم، ويثق الناس بهم، هؤلاء ينقسمون يعني إلى أقسام: منهم سيئ القصد، يريد أن يضل الناس ولا يجد سبيلاً إلا إذا نسب هذه المقالة إلى عالم يرتضيه الناس، أعرفت؟ فيشيع هذا عن العالم الفلاني، مثل أن يقول: قال فلان بأن حجاب المرأة وجهها عن الأجانب ليس بواجب، فيشيعه لأنه يريد ألا تستر المرأة وجهها، لكن لو قال: إني قلت أنا أو قال فلان ممن لا يوثق به ما قبل، فينسبه إلى عالم يقبل قوله، هذا واحد، فيكون هذا الناقل عن العالم غرضه إيش؟
الطالب : سيئ.
الشيخ : هو سييء لكن غرضه إثبات القول وقبول الناس له.
ثانياً: أن يكون غرضه سيئاً بالنسبة للعالم الذي نسب القول إليه، حتى يشوه سمعته بين الناس، ويقول: هذا العالم يقول كذا وكذا كيف يصدق؟ كيف يوثق بقوله؟ وما أشبه ذلك، ومعلوم أن الناس إذا رأوا قولاً شاذاً منكراً أن سوف تهبط ثقتهم بهذا العالم.
إذان هذا الناقل عن العالم قصده سيء، إما أن يكون قصده على الوجه الأول إيش؟ إثبات ما يريده من القول السيئ، وإما أن يكون مراده إيش؟ تشويه سمعة العالم حتى لا يثق الناس به.
ثالثاً: قد ينقل الإنسان القول عن العالم وهو صادق صادق أنه قاله العالم، لكن أخطأ هذا الناقل بعرض السؤال على العالم، فعرض السؤال على وجه فهم منه العالم غير ما أراده هذا السائل، لأنه لم يحسن التعبير مثلاً، ومعلوم أن العالم سوف يفتي بحسب ما سمع، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إنما أقضي بنحو ما أسمع ) فينقل الإنسان عن هذا العالم نقلاً خطأً بناءً على إيش؟ بناء على سؤاله حيث عرضه على العالم على وجه غير سليم.
رابعاً: أن يعرض على العالم السؤال ويجيب العالم حسب السؤال، لكن الناقل يفهم الجواب خطأً، فيكون هنا الخطأ في فهم السائل لا في عرضه السؤال، بل الخطأ في فهمه للجواب، فينقل الجواب من العالم على حسب ما فهمه، فيحصل بذلك الخطأ.
فهذه أربعة أشياء كلها من أسباب النقل عن العلماء.
ولهذا قلت لك في الأول: إذا نقل عن عالم يوثق بعلمه قولاً ينكره الإنسان فالواجب إيش؟ الاتصال بهذا العالم والتفاهم معه.