تفسير سورة الحجرات الآية (14) وآيات اخرى مختارة وما يستفاد منها . حفظ
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد :
فهذا هو اللقاء السادس والعشرون بعد المائة من لقاءات الباب المفتوح التي تتم كل خميس من كل أسبوع وهذا الخميس هو العشرون من شهر محرم عام 1417
نكمل فيه الكلام على قوله تعالى : (( قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا )) الأعراب هم سكان البادية والغالب عليهم أنهم لا يعرفون حدود ما أنزل الله على رسوله فيقولون : آمنا فقال الله تعالى : (( قُلْ )) : يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم : (( لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا * وَلَمَّا يَدْخُلِ الْأِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ )) ووجه ذلك أن الإيمان في القلب وهو صعب والإسلام علانية في الجوارح وكل إنسان يمكن أن يعمل في جوارحه عملا متقنا من أحسن ما يكون فلقد أخبر النبي عليه الصلاة والسلام عن الخوارج أنهم يقرأون القرآن وأنهم يصلون وأن الواحد من الصحابة يحقر صلاته عند صلاتهم وقراءته عند قراءتهم ومع ذلك يقول النبي عليه الصلاة والسلام : ( إنهم يقرأون القرآن لا يتجاوز حناجرهم ) نسأل الله العافية ( وأنهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ) وهذا يدل على أن الإسلام يستطيعه كل إنسان كل إنسان يمكن أن ينافق يمكن أن يصلي ويسجد ويقرأ ويصوم ويتصدق وقلبه خال من الإيمان ولهذا قال : (( قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْأِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ )) هنا التعبير (( وَلَمَّا يَدْخُلِ )) ولم يقل : ولم يدخل قال العلماء : وإذا أتت لما بدل لم كان ذلك دليلا على قرب وقوع ما دخلت عليه فمثل إذا قلت : فلان لم يدخل القرية ولما يدخلها أي معنى : فلان سافر إلى القرية ولما يدخلها أي : أنه قريب منها وكذلك قوله تعالى : (( بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ )) أي : لم يذوقوه ولكنه قريب منهم هنا قال : (( لَمَّا يَدْخُلِ )) أي : ما دخل الإيمان في قلوبهم ولكنه قريب من الدخول (( وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً )) إن أطعتم الله ورسوله بالقيام بأمره واجتناب نهيه فإنه لن ينقصكم من أعمالكم شيئا بل سيوفرها لكم كاملة كما قال الله تبارك وتعالى : (( مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ )) كل إنسان سيجد عمله إن خيرا فخير وإن شرا فشر
(( إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ )) ختم الآية بالمغفرة والرحمة إشارة إلى أن هؤلاء الذين قالوا : إنهم آمنوا قريبون من المغفرة والرحمة لأنهم لم يدخل الإيمان في قلوبهم ولكنه قريب من دخولها هنا فرق بين الإسلام والإيمان وكذلك في حديث جبريل فرق بين الإسلام والإيمان ففي حديث جبريل لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما الإسلام ؟ ) ماذا قال ؟ قال : ( الإسلام ) الأخ إيش الإسلام ؟ لا سؤال خاص أجب أي أنت ما الإسلام اللي جنبه ؟ جبريل قال للرسول ما الإسلام ؟ أنت قال : ( أن تشهد أن لا إله إلا الله ) استمر كمل اللي جنبه .
السائل : وتقيم الصلاة .
الشيخ : نعم .
السائل : وتؤتي الزكاة .
الشيخ : نعم .
السائل : وتصوم رمضان وتحج البيت .
الشيخ : قال : ( الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ) هذا واحد ( وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ) في الإيمان ماذا قال له ؟ الإيمان .
السائل : تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، والقدر خيره وشره .
الشيخ : ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره ) ففرق بين الإسلام والإيمان وفي أدلة أخرى يجعل الله الإيمان هو الإسلام والإسلام هو الإيمان فهل في هذا تناقض ؟
الجواب : لا إذا قرن الإسلام بالإيمان صارا شيئين وإذا ذكر الإسلام وحده أو الإيمان وحده صارا بمعنى واحد ولهذا نظائر في اللغة العربية كثيرة ولهذا قال أهل السنة والجماعة : إن الإسلام والإيمان شيء واحد إذا افترقا وشيئان إذا إيش ؟ إذا اجتمعا يعني إذا ذكرا في سياق واحد فهما شيئان وإن ذكر أحدهما دون الآخر فهما شيء واحد ويدل على هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم عدد أعمالا هي من الإسلام وجعلها من الإيمان فقال : ( الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها قول : لا إله إلا الله ) مع أنها من الإسلام ( قال : الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله ) ( وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ) وإماطة الأذى عن الطريق من الإسلام لأنها عمل من أعمال الجوارح ( والحياء شعبة من الإيمان) هذا في القلب والمهم أن الإيمان والإسلام شيء واحد متى ؟ لا إذا افترقا اصبر فهما شيء واحد وإن اجتمعا فهم شيئان ونكتفي بهذا القدر لأجل نوفر بقية الوقت للأسئلة الذين من البلد من هنا يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة .
أما بعد :
فهذا هو اللقاء السادس والعشرون بعد المائة من لقاءات الباب المفتوح التي تتم كل خميس من كل أسبوع وهذا الخميس هو العشرون من شهر محرم عام 1417
نكمل فيه الكلام على قوله تعالى : (( قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا )) الأعراب هم سكان البادية والغالب عليهم أنهم لا يعرفون حدود ما أنزل الله على رسوله فيقولون : آمنا فقال الله تعالى : (( قُلْ )) : يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم : (( لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا * وَلَمَّا يَدْخُلِ الْأِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ )) ووجه ذلك أن الإيمان في القلب وهو صعب والإسلام علانية في الجوارح وكل إنسان يمكن أن يعمل في جوارحه عملا متقنا من أحسن ما يكون فلقد أخبر النبي عليه الصلاة والسلام عن الخوارج أنهم يقرأون القرآن وأنهم يصلون وأن الواحد من الصحابة يحقر صلاته عند صلاتهم وقراءته عند قراءتهم ومع ذلك يقول النبي عليه الصلاة والسلام : ( إنهم يقرأون القرآن لا يتجاوز حناجرهم ) نسأل الله العافية ( وأنهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ) وهذا يدل على أن الإسلام يستطيعه كل إنسان كل إنسان يمكن أن ينافق يمكن أن يصلي ويسجد ويقرأ ويصوم ويتصدق وقلبه خال من الإيمان ولهذا قال : (( قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْأِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ )) هنا التعبير (( وَلَمَّا يَدْخُلِ )) ولم يقل : ولم يدخل قال العلماء : وإذا أتت لما بدل لم كان ذلك دليلا على قرب وقوع ما دخلت عليه فمثل إذا قلت : فلان لم يدخل القرية ولما يدخلها أي معنى : فلان سافر إلى القرية ولما يدخلها أي : أنه قريب منها وكذلك قوله تعالى : (( بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ )) أي : لم يذوقوه ولكنه قريب منهم هنا قال : (( لَمَّا يَدْخُلِ )) أي : ما دخل الإيمان في قلوبهم ولكنه قريب من الدخول (( وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً )) إن أطعتم الله ورسوله بالقيام بأمره واجتناب نهيه فإنه لن ينقصكم من أعمالكم شيئا بل سيوفرها لكم كاملة كما قال الله تبارك وتعالى : (( مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ )) كل إنسان سيجد عمله إن خيرا فخير وإن شرا فشر
(( إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ )) ختم الآية بالمغفرة والرحمة إشارة إلى أن هؤلاء الذين قالوا : إنهم آمنوا قريبون من المغفرة والرحمة لأنهم لم يدخل الإيمان في قلوبهم ولكنه قريب من دخولها هنا فرق بين الإسلام والإيمان وكذلك في حديث جبريل فرق بين الإسلام والإيمان ففي حديث جبريل لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما الإسلام ؟ ) ماذا قال ؟ قال : ( الإسلام ) الأخ إيش الإسلام ؟ لا سؤال خاص أجب أي أنت ما الإسلام اللي جنبه ؟ جبريل قال للرسول ما الإسلام ؟ أنت قال : ( أن تشهد أن لا إله إلا الله ) استمر كمل اللي جنبه .
السائل : وتقيم الصلاة .
الشيخ : نعم .
السائل : وتؤتي الزكاة .
الشيخ : نعم .
السائل : وتصوم رمضان وتحج البيت .
الشيخ : قال : ( الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ) هذا واحد ( وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ) في الإيمان ماذا قال له ؟ الإيمان .
السائل : تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، والقدر خيره وشره .
الشيخ : ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره ) ففرق بين الإسلام والإيمان وفي أدلة أخرى يجعل الله الإيمان هو الإسلام والإسلام هو الإيمان فهل في هذا تناقض ؟
الجواب : لا إذا قرن الإسلام بالإيمان صارا شيئين وإذا ذكر الإسلام وحده أو الإيمان وحده صارا بمعنى واحد ولهذا نظائر في اللغة العربية كثيرة ولهذا قال أهل السنة والجماعة : إن الإسلام والإيمان شيء واحد إذا افترقا وشيئان إذا إيش ؟ إذا اجتمعا يعني إذا ذكرا في سياق واحد فهما شيئان وإن ذكر أحدهما دون الآخر فهما شيء واحد ويدل على هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم عدد أعمالا هي من الإسلام وجعلها من الإيمان فقال : ( الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها قول : لا إله إلا الله ) مع أنها من الإسلام ( قال : الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله ) ( وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ) وإماطة الأذى عن الطريق من الإسلام لأنها عمل من أعمال الجوارح ( والحياء شعبة من الإيمان) هذا في القلب والمهم أن الإيمان والإسلام شيء واحد متى ؟ لا إذا افترقا اصبر فهما شيء واحد وإن اجتمعا فهم شيئان ونكتفي بهذا القدر لأجل نوفر بقية الوقت للأسئلة الذين من البلد من هنا يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة .