قراءة من كتاب رياض الصالحين: باب كراهة قول الإنسان الله اغفر لي إن شئت بل يجزم بالطلب . حفظ
الطالب : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين قال رحمه الله تعالى :
" باب كراهة قول الإنسان الله اغفر لي إن شئت بل يجزم بالطلب عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت ليعزم المسألة فإنه لا مكره له )
وفي رواية لمسلم ( ولكن ليعزم وليعظم الرغبة فإن الله تعالى لا يتعاظمه شيء أعطاه )
وعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا دعا أحدكم فليعزم المسألة ولا يقولن اللهم إن شئت فأعطني فإنه لا مستكره له ) متفق عليه " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف رحمه الله تعالى في كتابه * رياض الصالحين * : " باب كراهة قول الإنسان : اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت " من المعلوم أن الإنسان لا ملجأ له إلا الله عز وجل في طلب الخير ودفع الشر وإذا كان الله تعالى هو المقصود وهو الذي يريده العباد ويلجأون إليه ويعتمدون عليه فإنه لا ينبغي للإنسان أن يقول : اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت بل هذا حرام لأن قول القائل : إن شئت كأنه يقول : إن شئت اغفر لي وإلا ما يهمني كأنه يقول : أنا في غنى عنك كما تقول لصاحبك إن شئت فزرني يعني وإن شئت فلا تزرني فأنا لست بحاجة إليك ولهذا كان قول القائل : اللهم اغفر لي إن شئت حراما فقول المؤلف : " باب كراهة قول الإنسان : اللهم اغفر لي إن شئت " يعني كراهة التحريم وكذلك لا يقول : اللهم ارحمني إن شئت بل يعزم لأنه يسأل جوادا كريما غنيا حميدا عز وجل ولأنه مفتقر إلى الله فليكن عازما في الدعاء يقول : اللهم اغفر لي اللهم ارحمني بدون إن شئت وكذلك لا يقول : اللهم اغفر لي إن شاء الله أو يقول للإنسان : غفر الله لك إن شاء الله هداك الله إن شاء الله كل هذا لا يقال وإنما يجزم الإنسان ويعزم وبين النبي عليه الصلاة والسلام ذلك لأن فيه محظورين
الأول : قال : ( وليعزم المسألة فإن الله لا مكره له ) يعني الله عز وجل إن غفر لك فمشيئته أو رحمك فبمشيئته لا أحد يكرهه على ذلك فهو يفعل ما يشاء ويختار عز وجل لا مكره له حتى تقول إن شئت كذلك أيضا يقول الإنسان إن شئت كأنه يتعاظم الشيء ويقول : إن شئت فأت به وإن شئت فلا تأت والله تعالى لا يتعاظمه شيء أعطاه مهما عظم الشيء فإن الله تعالى غني كريم يعطي الجزيل عز وجل ويطلب القليل والحاصل أنه لا يحل لك أن تقول : اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت اللهم أدخلني الجنة إن شئت اللهم ارزقني أولادا إن شئت اللهم ارزقني زوجة صالحة إن شئت كل هذا لا يجوز اعزم المسألة ولا تدخل فيها المشيئة
ومن ذلك أيضا ما يقوله بعض الناس وأظنهم من الصوفية : اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه فإن هذا حرام كيف لا تسأل الله رد القضاء وهل يرد القضاء إلا الدعاء كما جاء في الحديث : ( لا يرد القضاء إلا الدعاء ) وكأنك إذا قلت : اللهم لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه كأنك تقول : يا ربي عذبني ولكن الطف يا رب أهلك أحبابي ولكن الطف وما أشبه ذلك كل هذه الأدعية يجب على الإنسان أن يتوخى فيها ما جاء في الكتاب والسنة وما كان بمعنى ذلك نقول بناء على حسن نغمة هذا الدعاء وسجعه فهذا لا يجوز فصار عندنا الآن مسألتان : الأولى لا يقل : اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت اللهم ارزقني إن شئت اللهم اهدني إن شئت كل الدعاء لا تقل إن شئت
ثانيا المسألة الثانية : لا تقل : اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه ولكن قل : اللهم ارفق بي اللهم اكفني الشر وما أشبه ذلك وأما قول الرسول عليه الصلاة والسلام لمن وجده مريضا : ( لا بأس طهور إن شاء الله ) فهذا من باب الرجاء وهو خبر يعني أرجو أن يكون هذا طهورا وأيضا لم يكن بلفظ المخاطبة ما قال : إن شئت قال : إن شاء الله واللفظ بغير المخاطبة أهون وقعا من اللفظ الذي يأتي بالمخاطبة والله أعلم .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين قال رحمه الله تعالى :
" باب كراهة قول الإنسان الله اغفر لي إن شئت بل يجزم بالطلب عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت ليعزم المسألة فإنه لا مكره له )
وفي رواية لمسلم ( ولكن ليعزم وليعظم الرغبة فإن الله تعالى لا يتعاظمه شيء أعطاه )
وعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا دعا أحدكم فليعزم المسألة ولا يقولن اللهم إن شئت فأعطني فإنه لا مستكره له ) متفق عليه " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف رحمه الله تعالى في كتابه * رياض الصالحين * : " باب كراهة قول الإنسان : اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت " من المعلوم أن الإنسان لا ملجأ له إلا الله عز وجل في طلب الخير ودفع الشر وإذا كان الله تعالى هو المقصود وهو الذي يريده العباد ويلجأون إليه ويعتمدون عليه فإنه لا ينبغي للإنسان أن يقول : اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت بل هذا حرام لأن قول القائل : إن شئت كأنه يقول : إن شئت اغفر لي وإلا ما يهمني كأنه يقول : أنا في غنى عنك كما تقول لصاحبك إن شئت فزرني يعني وإن شئت فلا تزرني فأنا لست بحاجة إليك ولهذا كان قول القائل : اللهم اغفر لي إن شئت حراما فقول المؤلف : " باب كراهة قول الإنسان : اللهم اغفر لي إن شئت " يعني كراهة التحريم وكذلك لا يقول : اللهم ارحمني إن شئت بل يعزم لأنه يسأل جوادا كريما غنيا حميدا عز وجل ولأنه مفتقر إلى الله فليكن عازما في الدعاء يقول : اللهم اغفر لي اللهم ارحمني بدون إن شئت وكذلك لا يقول : اللهم اغفر لي إن شاء الله أو يقول للإنسان : غفر الله لك إن شاء الله هداك الله إن شاء الله كل هذا لا يقال وإنما يجزم الإنسان ويعزم وبين النبي عليه الصلاة والسلام ذلك لأن فيه محظورين
الأول : قال : ( وليعزم المسألة فإن الله لا مكره له ) يعني الله عز وجل إن غفر لك فمشيئته أو رحمك فبمشيئته لا أحد يكرهه على ذلك فهو يفعل ما يشاء ويختار عز وجل لا مكره له حتى تقول إن شئت كذلك أيضا يقول الإنسان إن شئت كأنه يتعاظم الشيء ويقول : إن شئت فأت به وإن شئت فلا تأت والله تعالى لا يتعاظمه شيء أعطاه مهما عظم الشيء فإن الله تعالى غني كريم يعطي الجزيل عز وجل ويطلب القليل والحاصل أنه لا يحل لك أن تقول : اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت اللهم أدخلني الجنة إن شئت اللهم ارزقني أولادا إن شئت اللهم ارزقني زوجة صالحة إن شئت كل هذا لا يجوز اعزم المسألة ولا تدخل فيها المشيئة
ومن ذلك أيضا ما يقوله بعض الناس وأظنهم من الصوفية : اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه فإن هذا حرام كيف لا تسأل الله رد القضاء وهل يرد القضاء إلا الدعاء كما جاء في الحديث : ( لا يرد القضاء إلا الدعاء ) وكأنك إذا قلت : اللهم لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه كأنك تقول : يا ربي عذبني ولكن الطف يا رب أهلك أحبابي ولكن الطف وما أشبه ذلك كل هذه الأدعية يجب على الإنسان أن يتوخى فيها ما جاء في الكتاب والسنة وما كان بمعنى ذلك نقول بناء على حسن نغمة هذا الدعاء وسجعه فهذا لا يجوز فصار عندنا الآن مسألتان : الأولى لا يقل : اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت اللهم ارزقني إن شئت اللهم اهدني إن شئت كل الدعاء لا تقل إن شئت
ثانيا المسألة الثانية : لا تقل : اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه ولكن قل : اللهم ارفق بي اللهم اكفني الشر وما أشبه ذلك وأما قول الرسول عليه الصلاة والسلام لمن وجده مريضا : ( لا بأس طهور إن شاء الله ) فهذا من باب الرجاء وهو خبر يعني أرجو أن يكون هذا طهورا وأيضا لم يكن بلفظ المخاطبة ما قال : إن شئت قال : إن شاء الله واللفظ بغير المخاطبة أهون وقعا من اللفظ الذي يأتي بالمخاطبة والله أعلم .