ما كيفية التوفيق بين إيراد لفظ السبيل في القرآن تارة جمعاً وتارة مفرداً لأن السبيل الموصل لله واحد.؟ حفظ
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم .
فإن الله تبارك وتعالى ذكر لفظة السبيل في القرآن الكريم بصيغة الإفراد كقوله سبحانه : (( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ )) لأن السبيل الموصل إلى الله تبارك وتعالى واحد وهو طريق الرسول صلى الله عليه وسلم إذ قال سبحانه : (( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي )) ولكن ذكر في مواطن أخرى في القرآن الكريم لفظة السبيل بصيغة الجمع كقوله سبحانه وتعالى : (( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا )) وقوله : (( وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا )) فكيف التوفيق يعني أو حل هذا الإشكال يا شيخ الله يجزيكم خير ؟
الشيخ : السبيل المضاف إلى الله تعالى تارة يكون مفردا وتارة يكون جمعا لكن إذا كان جمعا فإنه يكون مضافا إلى الله وإذا كان مفردا نعم إذا كان جمعا فإنه لا بد أن يكون مضافا إلى الله وأما إذا كان غير مضاف إلى الله فهو سبل الضلال يفرد السبيل المضاف إلى الله تعالى لأنه واحد سبيل واحد يوصل إلى الله وهو الإسلام وتجمع سبل الضلال لأنها متفرقة هذا نصراني وهذا يهودي وهذا شيوعي وهذا بعثي وهذا ملحد إلى آخره فهي سبل متفرقة وكلها ضلال وما جمعه الله تعالى من السبيل المضاف إليه فإنما يجمعه .