الكلام على وجوب الإخلاص في طلب العلم إمتثالاً لأمر الله ،ووسائل الدعوة إلى الله . حفظ
الشيخ : كم الحلقة ؟ ها
الطالب : ...
الشيخ : الثالثة والثلاثون بعد المائة وصلنا ما شاء الله
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد
فهذه الحلقة الثالثة والثلاثون بعد المائة من اللقاءات الأسبوعية التي يعبر عنها بلقاء مفتوح بلقاء الباب المفتوح والتي تتم كل خميس من كل أسبوع وهذا هو الخميس التاسع والعشرون من شهر ربيع الثاني عام 1417 وبما أن الناس يستقبلون الدراسة النظامية في الأسبوع القادم فإننا نوجه إخواننا إلى الأمور التالية :
الأمر الأول : إخلاص النية في طلب العلم : وذلك أن طلب العلم من العبادات والعبادات لا بد فيها من أمرين :
الأول : الإخلاص لله سبحانه وتعالى
والثاني : المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
والإخلاص في طلب العلم يكون بأمور :
الأمر الأول : أن ينوي العبد بطلب العلم امتثال أمر الله لأن الله تعالى أمر بالعلم في قوله تعالى : (( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ )) قال البخاري رحمه الله في ترجمة هذه الآية : " باب العلم قبل القول والعمل " ثم ساق الآية
ثانيا : أن ينوي بطلب العلم حفظ شريعة الله تعالى لأن طلب العلم من أكبر وسائل حفظ الشريعة فالشريعة كما تحفظ في الكتب المؤلفة كذلك تحفظ بطلب العلم الذي يتضمن معرفة الشريعة
ثالثا : أن ينوي بطلب العلم الدفاع عن الشريعة وحمايتها من أعدائها وذلك أن الشريعة الإسلامية لها أعداء يتربصون بها الدوائر أعداء يصرحون بالعداوة وأعداء لا يصرحون بالعداوة ولكنهم يبطنون العداوة وهؤلاء الأعداء أشد أثرا من النوع الأول لأن النوع الأول يظهر العداوة ويمكن للإنسان أن يتحرز منه ويمكن للإنسان أن يعرف ما عنده من الأمور التي يمكن إزالة الشبهة فيها لكن المشكل إذا كان يبطن العداوة بظاهر صديق أو بثوب صديق هذا لا يمكنك أن تعرف ما عنده حتى تجلوه ولا يمكن أن تعرف ما عنده حتى تحترز منه فالشريعة الإسلامية لها أعداء يتربصون بها الدوائر إما في العقيدة وإما في الأخلاق وإما في الأفكار السيئة أو غير ذلك فلا بد أن ينوي الإنسان بطلب العلم حماية الشريعة والذود عنها من أعدائها
ثالثا أن ينوي بل رابعا أن ينوي بل ثالثا : أن ينوي بذلك نعم على كل حال إذن نقول منها أحسن عشان ما يشكل علينا العدد
من ذلك أيضا أن ينوي الإنسان بطلب العلم رفع الجهل عن نفسه لأن الأصل في الإنسان الجهل كما قال الله تبارك وتعالى : (( وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )) ولا يمكن رفع الجهل عن النفس إلا بالتعلم ولهذا تشعر الآن أنك إذا جلست مجلس علم أدركت في هذا المجلس ما ليس عندك سابقا اقرأ مثلا كتابا تقرؤه من أوله تحصل على علم لكن آخره لا تدري ما فيه حتى تأتي إليه لذلك يكون في طلب العلم رفع الجهل عن النفس
ومن ذلك أيضا أن تنوي رفع الجهل عن غيرك لأن الناس محتاجون إلى طلب العلم محتاجون إلى علماء يبصرونهم ويدلونهم على شريعة الله ويحثونهم عليها ويرهبونهم مما يخالفها ولهذا قال الإمام أحمد رحمه الله : " العلم لا يعدله شيء لمن صحت نيته . قالوا : كيف تصح النية ؟ قال : ينوي به رفع الجهل عن نفسه وعن غيره "
ولا بد لطالب العلم بعد ذلك من أن يكون داعيا إلى الله عز وجل والدعوة غير التعليم المعلم يجلس على كرسيه من جاءه علمه أو يجلس في مكانه في المسجد من جاء علمه لكن الداعية هو الذي - لا تغلق الباب يا أخي افتح الباب افتح الباب تعال هنا تعالوا هنا أنت اللي خلف الباب تعال هنا اقربوا اقربوا افتحوا الباب زين - لا بد أن يكون داعية الداعية هو الذي يتجول في القرى والمدن ويدعو إلى الله عز وجل كما كان النبي عليه الصلاة والسلام يعرض نفسه على القبائل في أيام الموسم موسم الحج قبل أن يهاجر ويدعوهم إلى الله فالداعية إلى الله تعالى لا بد له من حركة يتحرك
ثم يجب عليه أن يتجنب ما يكون سببا للتشويش والخوض فيه وفي رأيه فمثلا إذا كان عنده أشياء تخالف ما عليه الناس فلا يبثها بين الناس حتى يتمكن ويكون له قيمة يؤخذ بقوله لأنه إذا كان صغيرا وأتى بما يجهله الناس ولا يعرفونه صار عرضة للكلام والقيل والقال وربما لا يقبل منه شيء بعد ذلك وكذلك يجب على طالب العلم أن يكون عاملا بما علم لأن هذه هي ثمرة العلم أي ثمرة للعلم إذا علمت ولم تعمل ؟ لا شيء بل إن هذا الذي علم ولم يعمل أشد ضررا على الأمة من رجل جاهل لأنه سيكون قدوة والناس أكثر ما يأخذون هو الاقتداء والتأسي بفعل العالم فإذا كان هذا العالم يبث الشرع في عباد الله ويدعو إليه لكن لا يعمل به لم يثق الناس بعلمه ولا بدعوته وهو مع ذلك من أول من تسعر بهم النار يوم القيامة نسأل الله العافية
ومما يجب أيضا على طالب العلم أن يكون عند دعوته إلى الله عز وجل ذا بصيرة وحكمة بحيث ينزل الأشياء منازلها قد يأتي قوما يكون الخير في دعوتهم أن يرغبهم في الخير ولا يذكر الوعيد وقد يكون معه في قوم الخير أن يذكر لهم الوعيد حتى يتوبوا إلى الله ويرجعوا مما هم عليه فلكل مقام مقال فإذا استعمل الإنسان الحكمة في دعوته إلى الله عز وجل صار له أثر كثير بالغ وليعلم أن الإنسان كلما عمل بعلمه زاده الله علما قال الله تبارك و تعالى : (( وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدىً وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ )) وفي الأثر " من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم "
وقيل :
" العلم يهتف بالعمل *** فإن أجاب وإلا ارتحل "
نسأل الله لنا ولكم التوفيق لما فيه الخير الصلاح وأن يجعلنا قادة هدى وإصلاح إنه على كل شيء قدير أما ما نريد أن نتكلم عليه من التفسير فإنه سبق أن وصلنا إلى قول الله تعالى :
الطالب : ...
الشيخ : (( وَإِخْوَانُ لُوط )) الظاهر لي أنا وصلنا إلى (( إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ )) المهم على ذمتك ومسؤوليتك .
الطالب : ...
الشيخ : الثالثة والثلاثون بعد المائة وصلنا ما شاء الله
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد
فهذه الحلقة الثالثة والثلاثون بعد المائة من اللقاءات الأسبوعية التي يعبر عنها بلقاء مفتوح بلقاء الباب المفتوح والتي تتم كل خميس من كل أسبوع وهذا هو الخميس التاسع والعشرون من شهر ربيع الثاني عام 1417 وبما أن الناس يستقبلون الدراسة النظامية في الأسبوع القادم فإننا نوجه إخواننا إلى الأمور التالية :
الأمر الأول : إخلاص النية في طلب العلم : وذلك أن طلب العلم من العبادات والعبادات لا بد فيها من أمرين :
الأول : الإخلاص لله سبحانه وتعالى
والثاني : المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
والإخلاص في طلب العلم يكون بأمور :
الأمر الأول : أن ينوي العبد بطلب العلم امتثال أمر الله لأن الله تعالى أمر بالعلم في قوله تعالى : (( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ )) قال البخاري رحمه الله في ترجمة هذه الآية : " باب العلم قبل القول والعمل " ثم ساق الآية
ثانيا : أن ينوي بطلب العلم حفظ شريعة الله تعالى لأن طلب العلم من أكبر وسائل حفظ الشريعة فالشريعة كما تحفظ في الكتب المؤلفة كذلك تحفظ بطلب العلم الذي يتضمن معرفة الشريعة
ثالثا : أن ينوي بطلب العلم الدفاع عن الشريعة وحمايتها من أعدائها وذلك أن الشريعة الإسلامية لها أعداء يتربصون بها الدوائر أعداء يصرحون بالعداوة وأعداء لا يصرحون بالعداوة ولكنهم يبطنون العداوة وهؤلاء الأعداء أشد أثرا من النوع الأول لأن النوع الأول يظهر العداوة ويمكن للإنسان أن يتحرز منه ويمكن للإنسان أن يعرف ما عنده من الأمور التي يمكن إزالة الشبهة فيها لكن المشكل إذا كان يبطن العداوة بظاهر صديق أو بثوب صديق هذا لا يمكنك أن تعرف ما عنده حتى تجلوه ولا يمكن أن تعرف ما عنده حتى تحترز منه فالشريعة الإسلامية لها أعداء يتربصون بها الدوائر إما في العقيدة وإما في الأخلاق وإما في الأفكار السيئة أو غير ذلك فلا بد أن ينوي الإنسان بطلب العلم حماية الشريعة والذود عنها من أعدائها
ثالثا أن ينوي بل رابعا أن ينوي بل ثالثا : أن ينوي بذلك نعم على كل حال إذن نقول منها أحسن عشان ما يشكل علينا العدد
من ذلك أيضا أن ينوي الإنسان بطلب العلم رفع الجهل عن نفسه لأن الأصل في الإنسان الجهل كما قال الله تبارك وتعالى : (( وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )) ولا يمكن رفع الجهل عن النفس إلا بالتعلم ولهذا تشعر الآن أنك إذا جلست مجلس علم أدركت في هذا المجلس ما ليس عندك سابقا اقرأ مثلا كتابا تقرؤه من أوله تحصل على علم لكن آخره لا تدري ما فيه حتى تأتي إليه لذلك يكون في طلب العلم رفع الجهل عن النفس
ومن ذلك أيضا أن تنوي رفع الجهل عن غيرك لأن الناس محتاجون إلى طلب العلم محتاجون إلى علماء يبصرونهم ويدلونهم على شريعة الله ويحثونهم عليها ويرهبونهم مما يخالفها ولهذا قال الإمام أحمد رحمه الله : " العلم لا يعدله شيء لمن صحت نيته . قالوا : كيف تصح النية ؟ قال : ينوي به رفع الجهل عن نفسه وعن غيره "
ولا بد لطالب العلم بعد ذلك من أن يكون داعيا إلى الله عز وجل والدعوة غير التعليم المعلم يجلس على كرسيه من جاءه علمه أو يجلس في مكانه في المسجد من جاء علمه لكن الداعية هو الذي - لا تغلق الباب يا أخي افتح الباب افتح الباب تعال هنا تعالوا هنا أنت اللي خلف الباب تعال هنا اقربوا اقربوا افتحوا الباب زين - لا بد أن يكون داعية الداعية هو الذي يتجول في القرى والمدن ويدعو إلى الله عز وجل كما كان النبي عليه الصلاة والسلام يعرض نفسه على القبائل في أيام الموسم موسم الحج قبل أن يهاجر ويدعوهم إلى الله فالداعية إلى الله تعالى لا بد له من حركة يتحرك
ثم يجب عليه أن يتجنب ما يكون سببا للتشويش والخوض فيه وفي رأيه فمثلا إذا كان عنده أشياء تخالف ما عليه الناس فلا يبثها بين الناس حتى يتمكن ويكون له قيمة يؤخذ بقوله لأنه إذا كان صغيرا وأتى بما يجهله الناس ولا يعرفونه صار عرضة للكلام والقيل والقال وربما لا يقبل منه شيء بعد ذلك وكذلك يجب على طالب العلم أن يكون عاملا بما علم لأن هذه هي ثمرة العلم أي ثمرة للعلم إذا علمت ولم تعمل ؟ لا شيء بل إن هذا الذي علم ولم يعمل أشد ضررا على الأمة من رجل جاهل لأنه سيكون قدوة والناس أكثر ما يأخذون هو الاقتداء والتأسي بفعل العالم فإذا كان هذا العالم يبث الشرع في عباد الله ويدعو إليه لكن لا يعمل به لم يثق الناس بعلمه ولا بدعوته وهو مع ذلك من أول من تسعر بهم النار يوم القيامة نسأل الله العافية
ومما يجب أيضا على طالب العلم أن يكون عند دعوته إلى الله عز وجل ذا بصيرة وحكمة بحيث ينزل الأشياء منازلها قد يأتي قوما يكون الخير في دعوتهم أن يرغبهم في الخير ولا يذكر الوعيد وقد يكون معه في قوم الخير أن يذكر لهم الوعيد حتى يتوبوا إلى الله ويرجعوا مما هم عليه فلكل مقام مقال فإذا استعمل الإنسان الحكمة في دعوته إلى الله عز وجل صار له أثر كثير بالغ وليعلم أن الإنسان كلما عمل بعلمه زاده الله علما قال الله تبارك و تعالى : (( وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدىً وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ )) وفي الأثر " من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم "
وقيل :
" العلم يهتف بالعمل *** فإن أجاب وإلا ارتحل "
نسأل الله لنا ولكم التوفيق لما فيه الخير الصلاح وأن يجعلنا قادة هدى وإصلاح إنه على كل شيء قدير أما ما نريد أن نتكلم عليه من التفسير فإنه سبق أن وصلنا إلى قول الله تعالى :
الطالب : ...
الشيخ : (( وَإِخْوَانُ لُوط )) الظاهر لي أنا وصلنا إلى (( إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ )) المهم على ذمتك ومسؤوليتك .