أشكل علينا كون العرف مرجعاً لضبط بعض الأفعال ،وبالذات شراء الألبسة وخروج المرأة ووجدنا من يشتري الثوب بـ 600 ريال ويحتج بالعرف فهل هذا من التبذير .؟ حفظ
السائل : فضيلة الشيخ أشكل علينا كون العرف مرجعا لضبط بعض الأفعال وبالذات شراء الألبسة وخروج المرأة ووجدنا من يشتري الثوب بستمائة ريال أو أكثر أو أقل ويحتج بالعرف وهل يعارض هذا ما جاء في السنة من الحث على التقلل والنهي عن التبذير وجزاكم الله خير ؟
الشيخ : نعم العرف مرجع حيث لا يوجد في الشرع تحديد أما إذا حد في الشرع فالشرع حاكم على العرف وليس العرف حاكما على الشرع وفي * نظم القواعد * :
" كل ما أتى ولم يحدد بالشرع *** كالحرز فبالعرف احدد "
والله تعالى قد أحال على العرف في قوله تعالى : (( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ )) (( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ )) (( وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ )) والأمثلة من هذا كثيرة
ولكن إذا خرج الإنسان عن النطاق الذي ينبغي أن يكون عليه صار مسرفا وقد قال الله تعالى : (( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ )) فالناس الآن ينقسمون إلى ثلاثة أقسام :
قسم طبقة عليا وقسم طبقة دنيا قسم متوسط فلو أراد أصحاب الطبقة الدنيا أن يلبسوا ما تلبسه الوسطى أو يأكلوا ما تأكله الوسطى أو يركبوا ما تركبه الوسطى قلنا : هذا إسراف ينهون عنه
ولو أراد الطبقة الوسطى أن يلبسوا ما يلبسه الطبقة العليا أو يركبوا ما يركبونه أو يأكلوا ما يأكلونه لقلنا : هذا إيش ؟ إسراف
ولو أراد أهل الطبقة العليا أن يلبسوا ويشربوا ويأكلوا ويسكنوا ما يكون للطبقة السفلى قلنا : هذا بخل إلا إذا أراد التواضع بحيث يريد ألا يظهر أمام إخوانه الفقراء إذا كان مثلا أكثر الحي فقراء فيحب ألا يظهر أمامهم على وجه تنكسر قلوبهم فهذا يكون خيرا وفيه ورد الحديث في ثواب من ترك أعلى اللباس تواضعا أفهمت الآن طيب نعم ؟
السائل : بالنسبة للخروج .
الشيخ : أما بالنسبة للخروج الخروج يعني للأسواق ؟
السائل : ... بناء على العرف السائد .
الشيخ : لا أما خروج المرأة فلا شك أن العرف والحياء والشيمة والدين كلها يقتضي أن تكون في بيتها ( وبيوتهن خير لهن ) هذا عام ولا تخرج إلا لحاجة وذلك أن المرأة وإن كانت خرجت غير متطيبة وغير متبرجة وهي نزيهة وسليمة وعفيفة تبتلى يوجد في الأسواق فساق فساق ليس لهم هم إلا ملاحقة النساء والعياذ بالله ومغازلتهن وإلقاء الأوراق وأرقام التلفونات عليهن وما أشبه ذلك مع أنهن نزيهات فلهذا نقول : خير مكان للمرأة أن تبقى في بيتها وهي في الواقع هي مسؤولة عن نفسها ووليها أيضا مسؤول عنها حتى كثير من الرجال نسأل الله لنا ولهم الهداية قد أطلقوا العنان للنساء تخرج المرأة متى شاءت تتسكع في الأسواق وفي المتاجر ولا يبالي ولا يسأل نسأل الله أن يعيننا وإياكم على أداء الأمانة نعم .