تفسير سورة (ق) الآيات ( 19- 22 ) وآيات اخرى مختارة وما يستفاد منها . حفظ
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد :
فهذا هو اللقاء الخامس والثلاثون بعد المائة من اللقاءات الأسبوعية التي يعبر عنها بلقاء الباب المفتوح التي تتم كل يوم خميس وهذا هو الخميس الرابع عشر من شهر جمادى الأولى عام 1417 وقبل أن نبتدئ هذا اللقاء أود أن أنبه إلى أن الأسبوع القادم ليس فيه لقاء لأن عندي شغل
نبتدئ هذا اللقاء بالكلام على ما تيسر من تفسير سورة ق الآية الآية هي قوله تعالى : (( وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ * وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ * وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ )) (( وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ )) السكرة هنا هي تغطية العقل كالإغماء ونحوه وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن للموت سكرات ) وعلى هذا فيكون قوله : (( سَكْرَةُ الْمَوْتِ )) مفردا مضافا فيشمل الواحدة أو أكثر
وقوله : (( بِالْحَقِّ )) أي : أن الموت حق كما جاء في الحديث : ( الموت حق والجنة حق والنار حق ) فهي تأتي بالحق وتأتي أيضا بحق اليقين فإن الإنسان عند الموت يشاهد ما توعد به وما وعد به لأنه إن كان مؤمنا بشر بالجنة وإن كان كافرا بشر بالنار أعاذنا الله وإياكم منها
(( ذَلِكَ )) أي : الموت
(( مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ )) اختلف المفسرون في ما هل هي نافية فيكون المعنى ذلك الذي لا تحيد منه ولا تنفك منه أم إنها موصولة والمعنى ذلك الذي كنت تحيد منه ولكن لا مفر منه فعلى الأول ذلك : يكون معنى الآية ذلك الذي لا تحيد منه بل لا بد منه وقد قال الله تعالى : (( قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ )) وتأمل يا أخي (( قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ )) ولم يقل : فإنه مدرككم وما ظنك بشيء تفر منه وهو يلاقيك إن فرارك منه يعني دنوك منه في الواقع لو كنت فارا من شيء وهو يقابلك فكلما أسرعت في الجري أسرعت في ملاقاته ولهذا قال : (( فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ )) في الآية الثانية (( أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ )) لأنه ذكر في هذه الآية الثانية أن الإنسان مهما كان في تحصنه فإن الموت سوف يدركه على كل حال هنا يقول : (( ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ )) يعني ذلك الذي لا محيد لك عنه
المعنى الثاني في ما أن تكون إيش ؟ موصولة أي : ذلك الذي كنت تحيد منه وتفر منه في حياتك قد وصلك وأدركك وعلى كل حال ففي الآية التحذير من التهاون بالأعمال الصالحة والتكاسل عن التوبة وأن الإنسان يجب أن يبادر لأنه لا يدري متى يأتيه الموت
ثم قال : (( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ )) النافخ في الصور هو ملك وكله الله تعالى به يسمى إسرافيل
والنفخ في الصور نفختان :
الأولى : نفخة الصعق فيسبقها فزع ثم صعق
والثانية : نفخة البعث وبينهما أربعون
وقد سئل أبو هريرة راوي الحديث : ما المراد بالأربعين ؟ فقال : ( أبيت ) أي : أني لا أدري ما المراد بالأربعين التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم المهم أن المراد بقوله هنا : (( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ )) النفخة الثانية بدليل قوله : (( ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ )) وهذا يعني أنه بهذه النفخة صار يوم القيامة الذي هو يوم الوعيد
فإن قال قائل : يوم القيامة يوم وعيد ويوم وعد وعيد لمن ؟ للكفار ووعد للمؤمنين فلماذا ذكر الله تعالى هنا الوعيد دون الوعد ؟ لأن السورة كلها مبدوءة بتكذيب المكذبين للرسول عليه الصلاة والسلام فناسب أن يغلب فيها جانب الوعيد (( ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ * بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ )) إلى آخره فكان من الحكمة أن يذكر الوعيد دون الوعد ومع ذلك فقد ذكر الله تعالى أصحاب الجنة فيما بعد لأن القرآن مثاني (( وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ )) (( جَاءَتْ )) يعني يوم القيامة
(( كُلُّ نَفْسٍ )) أي : كل إنسان كل بشر ويحتمل أن يكون المعنى كل نفس من بني الإنسان ومن الجن أيضا ممن يلزمون بالشرائع لأننا إن نظرنا إلى السياق وهو قوله : (( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ )) إلى آخره قلنا المراد بالنفس هنا : نفس الإنسان وإذا نظرنا إلى أن الشرائع تلزم الجن كما تلزم الإنس وأن الجن يحشرون يوم القيامة ويدخل مؤمنهم الجنة وكافرهم النار قلنا : إن هذا عام فالله أعلم بما أراد
(( مَعَهَا سَائِقٌ )) يسوقها
(( وَشَهِيدٌ )) يشهد عليها بما عملت لأن هؤلاء الملائكة عليهم الصلاة والسلام قد وكلوا بكتابة أعمال بني آدم من خير وشر وكما سبق أنهم يكتبون كل شيء الخير والشر واللغو لكن لا يحاسب الإنسان إلا على الخير أو الشر
ثم قال تعالى : (( لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا )) (( كُنْتَ )) الخطاب لمن ؟ للإنسان وفيه - يرحمك الله - فيه ما يسمى بالالتفات الالتفات معناه أن ينتقل الإنسان في أسلوبه من خطاب إلى غيبة أو من غيبة إلى خطاب أو من تكلم إلى غيبة المهم أن تختلف الضمائر وفائدة ذلك الالتفات أنه يشد ذهن السامع فبينما الكلام على نسق واحد إذا به يختلف انظر إلى قوله تعالى : (( وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ )) وبعده (( وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً )) ولم يقل : وبعث وانظر إلى الفاتحة نقرأها كل يوم في كل ركعة من صلواتنا (( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ )) بعده (( إِيَّاكَ نَعْبُدُ )) ولم يقل : إياه نعبد وسياق الآيات للغائب الحمد لله ما هو للمخاطب ما قلت : الحمد لك يا رب فالمهم أن الالتفات أسلوب من أساليب اللغة العربية وفائدته شد ذهن السامع لما يلقى إليه من الكلام
(( لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا )) وكما تعلمون أن الجملة هنا مؤكدة بثلاث مؤكدات (( لَقَدْ كُنْتَ )) وهي كثيرة الوقوع في القرآن دائما لقد كنت لقد كان لقد جاء هذه الجملة يقول العلماء : إنها مؤكدة بثلاث مؤكدات : الأول : القسم والثاني : اللام والثالث : قد إذ أن التقدير والله لقد كنت في غفلة من هذا وهنا نطرح سؤالا : أليس خبر الله تعالى حقا وصدقا سواء أكد أم لم يؤكد ؟ بلى لاشك لكن ما دام القرآن نزل باللسان العربي فإنه لا بد أن يكون التأكيد في موضعه وعدم التوكيد في موضعه لأن المقصود أن يكون هذا القرآن في أعلى مراتب البلاغة
(( لَقَدْ كُنْتَ )) أي : أيها الإنسان (( فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا )) أي : كنت غافلا عن هذا اليوم ساه في الدنيا كأنك خلقت لها (( فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ )) يعني هذا اليوم كشف الغطاء وبان الخفي واتضح كل شيء
(( فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ )) أي : قوي بعد أن كان في الدنيا أعشى أعمى غافل لكن يوم القيامة (( يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً )) يتبين كل شيء نسأل الله تعالى أن يحسن لنا ولكم الخاتمة والعاقبة وأن يحشرنا مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين أسئلة الآن نبدأ باليمين كلهم من أي إخوانكم أهل عنيزة يؤثرونكم بالأسئلة وهذا إن شاء الله تعالى من الخصال الطيبة نعم .
أما بعد :
فهذا هو اللقاء الخامس والثلاثون بعد المائة من اللقاءات الأسبوعية التي يعبر عنها بلقاء الباب المفتوح التي تتم كل يوم خميس وهذا هو الخميس الرابع عشر من شهر جمادى الأولى عام 1417 وقبل أن نبتدئ هذا اللقاء أود أن أنبه إلى أن الأسبوع القادم ليس فيه لقاء لأن عندي شغل
نبتدئ هذا اللقاء بالكلام على ما تيسر من تفسير سورة ق الآية الآية هي قوله تعالى : (( وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ * وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ * وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ )) (( وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ )) السكرة هنا هي تغطية العقل كالإغماء ونحوه وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن للموت سكرات ) وعلى هذا فيكون قوله : (( سَكْرَةُ الْمَوْتِ )) مفردا مضافا فيشمل الواحدة أو أكثر
وقوله : (( بِالْحَقِّ )) أي : أن الموت حق كما جاء في الحديث : ( الموت حق والجنة حق والنار حق ) فهي تأتي بالحق وتأتي أيضا بحق اليقين فإن الإنسان عند الموت يشاهد ما توعد به وما وعد به لأنه إن كان مؤمنا بشر بالجنة وإن كان كافرا بشر بالنار أعاذنا الله وإياكم منها
(( ذَلِكَ )) أي : الموت
(( مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ )) اختلف المفسرون في ما هل هي نافية فيكون المعنى ذلك الذي لا تحيد منه ولا تنفك منه أم إنها موصولة والمعنى ذلك الذي كنت تحيد منه ولكن لا مفر منه فعلى الأول ذلك : يكون معنى الآية ذلك الذي لا تحيد منه بل لا بد منه وقد قال الله تعالى : (( قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ )) وتأمل يا أخي (( قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ )) ولم يقل : فإنه مدرككم وما ظنك بشيء تفر منه وهو يلاقيك إن فرارك منه يعني دنوك منه في الواقع لو كنت فارا من شيء وهو يقابلك فكلما أسرعت في الجري أسرعت في ملاقاته ولهذا قال : (( فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ )) في الآية الثانية (( أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ )) لأنه ذكر في هذه الآية الثانية أن الإنسان مهما كان في تحصنه فإن الموت سوف يدركه على كل حال هنا يقول : (( ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ )) يعني ذلك الذي لا محيد لك عنه
المعنى الثاني في ما أن تكون إيش ؟ موصولة أي : ذلك الذي كنت تحيد منه وتفر منه في حياتك قد وصلك وأدركك وعلى كل حال ففي الآية التحذير من التهاون بالأعمال الصالحة والتكاسل عن التوبة وأن الإنسان يجب أن يبادر لأنه لا يدري متى يأتيه الموت
ثم قال : (( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ )) النافخ في الصور هو ملك وكله الله تعالى به يسمى إسرافيل
والنفخ في الصور نفختان :
الأولى : نفخة الصعق فيسبقها فزع ثم صعق
والثانية : نفخة البعث وبينهما أربعون
وقد سئل أبو هريرة راوي الحديث : ما المراد بالأربعين ؟ فقال : ( أبيت ) أي : أني لا أدري ما المراد بالأربعين التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم المهم أن المراد بقوله هنا : (( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ )) النفخة الثانية بدليل قوله : (( ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ )) وهذا يعني أنه بهذه النفخة صار يوم القيامة الذي هو يوم الوعيد
فإن قال قائل : يوم القيامة يوم وعيد ويوم وعد وعيد لمن ؟ للكفار ووعد للمؤمنين فلماذا ذكر الله تعالى هنا الوعيد دون الوعد ؟ لأن السورة كلها مبدوءة بتكذيب المكذبين للرسول عليه الصلاة والسلام فناسب أن يغلب فيها جانب الوعيد (( ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ * بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ )) إلى آخره فكان من الحكمة أن يذكر الوعيد دون الوعد ومع ذلك فقد ذكر الله تعالى أصحاب الجنة فيما بعد لأن القرآن مثاني (( وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ )) (( جَاءَتْ )) يعني يوم القيامة
(( كُلُّ نَفْسٍ )) أي : كل إنسان كل بشر ويحتمل أن يكون المعنى كل نفس من بني الإنسان ومن الجن أيضا ممن يلزمون بالشرائع لأننا إن نظرنا إلى السياق وهو قوله : (( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ )) إلى آخره قلنا المراد بالنفس هنا : نفس الإنسان وإذا نظرنا إلى أن الشرائع تلزم الجن كما تلزم الإنس وأن الجن يحشرون يوم القيامة ويدخل مؤمنهم الجنة وكافرهم النار قلنا : إن هذا عام فالله أعلم بما أراد
(( مَعَهَا سَائِقٌ )) يسوقها
(( وَشَهِيدٌ )) يشهد عليها بما عملت لأن هؤلاء الملائكة عليهم الصلاة والسلام قد وكلوا بكتابة أعمال بني آدم من خير وشر وكما سبق أنهم يكتبون كل شيء الخير والشر واللغو لكن لا يحاسب الإنسان إلا على الخير أو الشر
ثم قال تعالى : (( لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا )) (( كُنْتَ )) الخطاب لمن ؟ للإنسان وفيه - يرحمك الله - فيه ما يسمى بالالتفات الالتفات معناه أن ينتقل الإنسان في أسلوبه من خطاب إلى غيبة أو من غيبة إلى خطاب أو من تكلم إلى غيبة المهم أن تختلف الضمائر وفائدة ذلك الالتفات أنه يشد ذهن السامع فبينما الكلام على نسق واحد إذا به يختلف انظر إلى قوله تعالى : (( وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ )) وبعده (( وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً )) ولم يقل : وبعث وانظر إلى الفاتحة نقرأها كل يوم في كل ركعة من صلواتنا (( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ )) بعده (( إِيَّاكَ نَعْبُدُ )) ولم يقل : إياه نعبد وسياق الآيات للغائب الحمد لله ما هو للمخاطب ما قلت : الحمد لك يا رب فالمهم أن الالتفات أسلوب من أساليب اللغة العربية وفائدته شد ذهن السامع لما يلقى إليه من الكلام
(( لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا )) وكما تعلمون أن الجملة هنا مؤكدة بثلاث مؤكدات (( لَقَدْ كُنْتَ )) وهي كثيرة الوقوع في القرآن دائما لقد كنت لقد كان لقد جاء هذه الجملة يقول العلماء : إنها مؤكدة بثلاث مؤكدات : الأول : القسم والثاني : اللام والثالث : قد إذ أن التقدير والله لقد كنت في غفلة من هذا وهنا نطرح سؤالا : أليس خبر الله تعالى حقا وصدقا سواء أكد أم لم يؤكد ؟ بلى لاشك لكن ما دام القرآن نزل باللسان العربي فإنه لا بد أن يكون التأكيد في موضعه وعدم التوكيد في موضعه لأن المقصود أن يكون هذا القرآن في أعلى مراتب البلاغة
(( لَقَدْ كُنْتَ )) أي : أيها الإنسان (( فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا )) أي : كنت غافلا عن هذا اليوم ساه في الدنيا كأنك خلقت لها (( فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ )) يعني هذا اليوم كشف الغطاء وبان الخفي واتضح كل شيء
(( فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ )) أي : قوي بعد أن كان في الدنيا أعشى أعمى غافل لكن يوم القيامة (( يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً )) يتبين كل شيء نسأل الله تعالى أن يحسن لنا ولكم الخاتمة والعاقبة وأن يحشرنا مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين أسئلة الآن نبدأ باليمين كلهم من أي إخوانكم أهل عنيزة يؤثرونكم بالأسئلة وهذا إن شاء الله تعالى من الخصال الطيبة نعم .