تفسير سورة الذاريات الآيات ( 15- 19 ) وآيات اخرى مختارة وما يستفاد منها . حفظ
الشيخ : ونحن الآن على قوله تبارك وتعالى: (( إن المتقين في جنات وعيون )) هذه الجملة كما ترون جملة خبرية مؤكدة بإن إن المتقين والمتقون هم الذين اتقوا عذاب الله عز وجل بطاعته بامتثال أمره واجتناب نهيه (( في جنات وعيون )) جنات جمع جنة وجمعت باعتبار أنواعها وأصنافها وقد جاءت في القرآن مفردة مثل قوله: (( وتلك الجنة التي أورثتموها )) وجاءت أيضاً مجموعة فهي مفردة باعتبار الجنس ومجموعة باعتبار النوع وعيون جمع عين وهي الأنهار الجارية وقد ذكر الله تعالى أنها أربعة أنواع أنهار من ماء غير آسن وأنهر من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى .
(( آخذين ما آتاهم ربهم )) قوله: آخذين هذه حال من الضمير المستتر في الخبر أي حال كونهم (( آخذين ما أتاهم ربهم )) أي ما أعطاهم من النعيم وهذه الآية كالآية التي في سورة الطور: (( فاكهين بما آتاهم ربهم )) (( آخذين ما أتاهم ربهم )) أي ما أعطاهم الله من النعيم في هذه الجنات ثم بيّن السبب الذي وصلوا به إلى هذا فقال: (( إنهم كانوا قبل ذلك محسنين )) كانوا قبل ذلك يعني في الدنيا محسنين أي قائمين بطاعة الله على الوجه الذي يرضاه الله عز وجل وقد سبق بل وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: ( الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) هذا الإحسان في العبادة أما الإحسان في معاملة الخلق فإن أجمع ما يقال فيه ما قاله النبي عليه الصلاة والسلام: ( من كان يحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر وليأت إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه ) هذا هو الإحسان إلى الناس أن تعامل الناس بما تحب أن يعاملوك به من حسن الخلق وطلاقة الوجه وكف الأذى وبذل الندى إلى غير ذلك مما هو معروف فهؤلاء المحسنون في عبادة الله محسنون إلى عباد الله كانوا قبل ذلك أي قبل أن يأخذوا ما أتاهم الله من النعيم محسنين ثم فصّل هذا الإحسان فقال أو فصّل نوعا من هذا الإحسان فقال: (( كانوا قليلا من الليل ما يهجعون )) ما هذه قيل إنها زائدة، زائدة في اللفظ لكنها زائدة في المعنى وأن التقدير كانوا قليلا يهجعون أي ينامون قليلا لماذا؟
(( كانوا قليلا من الليل ما يهجعون )) أي: ينامون قليلاً، وماذا يصنعون في هذه اليقظة؟ يصنعون ما ذكره الله تعالى في سورة المزمل (( إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك )) هم ليسوا يسهرون على اللهو واللغو أو يستيقظون على مثله ولكنهم يقل نومهم للتفرغ لطاعة الله عز وجل
(( كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون )) الأسحار جمع سحر وهو آخر الليل هم يستغفرون الله يعني يسألون الله المغفرة وهذا من حسن عملهم وعدم إعجابهم بأنفسهم وكونهم يشعرون بأنهم وإن اجتهدوا فهم مقصرون فيستغفرون الله بعد فعل الطاعة جبراً لما حصل فيها من خلل وأنتم تعلمون أنه يشرع في نهاية العبادات أن يستغفر الإنسان ربه مما قد يكون فيها من خلل فبعد الصلاة يستغفر الإنسان ربه ثلاثا وبعد الحج قال الله تعالى: (( فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين * ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم )) فهم يسألون المغفرة بعد تهجدهم وقيامهم وسهرهم في طاعة الله خوفا من أن يكون هناك تقصير وهذا مما يدل على معرفتهم بأنفسهم وأنهم يرون أنفسهم مقصرين خلافاً لما يفعله بعض الناس الآن إذا تعبد لله تعالى بأدنى عبادة شمخ بنفسه وظن وأدل على الله تعالى بها وظن أنه من عباد الله الصالحين صحيح أن الإنسان ينبغي أن يرجو ربه إذا أنعم عليه بالطاعة أن الله يقبلها لكن كونه يرى أنه قد أتم كل شيء هذا يخشى على الإنسان أن يحبط عمله وهو لا يشعر
(( وبالأسحار هم يستغفرون وفي أموالهم حق للسائل والمحروم )) في أموالهم كلها سواء الأموال الزكوية أو غير الزكوية فيها حق للسائل والمحروم إذا أتاهم سائل أعطوه إذا رأوا محروماً أي ممنوعا من الرزق وهو الفقير أعطوه فمالهم قد أعدوه بما يرضي الله عز وجل من السؤال والمحرومين وغير ذلك من الأنفاق المهم من الإنفاق المشروعة إذن هم يقومون بطاعة الله تهجداً في الليل واستغفار وبذل للمال لكن من غير سرف ولا مخيلة (( وفي أموالهم حق للسائل والمحروم )) ونقتصر على هذا لأن نتفرغ للأسئلة ولأنه سنبدأ بآيات جديدة ليست من الموضوع الذي نحن بصدده الآن فلنبدأ بالأسئلة تفضل
(( آخذين ما آتاهم ربهم )) قوله: آخذين هذه حال من الضمير المستتر في الخبر أي حال كونهم (( آخذين ما أتاهم ربهم )) أي ما أعطاهم من النعيم وهذه الآية كالآية التي في سورة الطور: (( فاكهين بما آتاهم ربهم )) (( آخذين ما أتاهم ربهم )) أي ما أعطاهم الله من النعيم في هذه الجنات ثم بيّن السبب الذي وصلوا به إلى هذا فقال: (( إنهم كانوا قبل ذلك محسنين )) كانوا قبل ذلك يعني في الدنيا محسنين أي قائمين بطاعة الله على الوجه الذي يرضاه الله عز وجل وقد سبق بل وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: ( الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) هذا الإحسان في العبادة أما الإحسان في معاملة الخلق فإن أجمع ما يقال فيه ما قاله النبي عليه الصلاة والسلام: ( من كان يحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر وليأت إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه ) هذا هو الإحسان إلى الناس أن تعامل الناس بما تحب أن يعاملوك به من حسن الخلق وطلاقة الوجه وكف الأذى وبذل الندى إلى غير ذلك مما هو معروف فهؤلاء المحسنون في عبادة الله محسنون إلى عباد الله كانوا قبل ذلك أي قبل أن يأخذوا ما أتاهم الله من النعيم محسنين ثم فصّل هذا الإحسان فقال أو فصّل نوعا من هذا الإحسان فقال: (( كانوا قليلا من الليل ما يهجعون )) ما هذه قيل إنها زائدة، زائدة في اللفظ لكنها زائدة في المعنى وأن التقدير كانوا قليلا يهجعون أي ينامون قليلا لماذا؟
(( كانوا قليلا من الليل ما يهجعون )) أي: ينامون قليلاً، وماذا يصنعون في هذه اليقظة؟ يصنعون ما ذكره الله تعالى في سورة المزمل (( إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك )) هم ليسوا يسهرون على اللهو واللغو أو يستيقظون على مثله ولكنهم يقل نومهم للتفرغ لطاعة الله عز وجل
(( كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون )) الأسحار جمع سحر وهو آخر الليل هم يستغفرون الله يعني يسألون الله المغفرة وهذا من حسن عملهم وعدم إعجابهم بأنفسهم وكونهم يشعرون بأنهم وإن اجتهدوا فهم مقصرون فيستغفرون الله بعد فعل الطاعة جبراً لما حصل فيها من خلل وأنتم تعلمون أنه يشرع في نهاية العبادات أن يستغفر الإنسان ربه مما قد يكون فيها من خلل فبعد الصلاة يستغفر الإنسان ربه ثلاثا وبعد الحج قال الله تعالى: (( فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين * ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم )) فهم يسألون المغفرة بعد تهجدهم وقيامهم وسهرهم في طاعة الله خوفا من أن يكون هناك تقصير وهذا مما يدل على معرفتهم بأنفسهم وأنهم يرون أنفسهم مقصرين خلافاً لما يفعله بعض الناس الآن إذا تعبد لله تعالى بأدنى عبادة شمخ بنفسه وظن وأدل على الله تعالى بها وظن أنه من عباد الله الصالحين صحيح أن الإنسان ينبغي أن يرجو ربه إذا أنعم عليه بالطاعة أن الله يقبلها لكن كونه يرى أنه قد أتم كل شيء هذا يخشى على الإنسان أن يحبط عمله وهو لا يشعر
(( وبالأسحار هم يستغفرون وفي أموالهم حق للسائل والمحروم )) في أموالهم كلها سواء الأموال الزكوية أو غير الزكوية فيها حق للسائل والمحروم إذا أتاهم سائل أعطوه إذا رأوا محروماً أي ممنوعا من الرزق وهو الفقير أعطوه فمالهم قد أعدوه بما يرضي الله عز وجل من السؤال والمحرومين وغير ذلك من الأنفاق المهم من الإنفاق المشروعة إذن هم يقومون بطاعة الله تهجداً في الليل واستغفار وبذل للمال لكن من غير سرف ولا مخيلة (( وفي أموالهم حق للسائل والمحروم )) ونقتصر على هذا لأن نتفرغ للأسئلة ولأنه سنبدأ بآيات جديدة ليست من الموضوع الذي نحن بصدده الآن فلنبدأ بالأسئلة تفضل