ما رأيكم فيمن يفتي بجواز فوائد البنوك كالسيد طنطاوي إذا حددت الفائدة مقدما .؟ حفظ
السائل : السؤال الثالث يقول في فتوى من سماحة الشيخ السيد طنطاوي في مصر بجواز يعني فوائد البنوك فبيقول الشيخ استند على رأي فقهي يقول أن هناك رأيان في مسألة البنوك رأي يعني يحدد الفائدة مقدما ورأي يرجئ هذه الفائدة لا يحدد الفائدة فهو بنى فتواه على الرأي الذي يحدد فائدة مقدما فيسألون الإخوة هل هذا رأي معتبر يعني له مستند من الشرع ولا هذا اجتهاد من الشيخ جزاه الله خير؟
الشيخ : الذي نرى أنه ليس له مستند من الشرع وأنه غلط، لأن الربا هو الزيادة سواء كانت الزيادة فيها مصلحة للجميع أو لا بعض إخواننا من العلماء المعاصرين يقولون إن الربا الاسثماري فيه مصلحة للآخذ والمعطي الآخذ مصلحته إنه يزيد ماله يعطي ألفا ويأخذ ألف ومئتين والمعطي للربا يستفيد بأنه يأخذ هذا المال ويشتري به مثلا معدات يعمل فيها أو إنشاء مشروع أو ما أشبه ذلك فيقولون هذا فيه فائدة للطرفين والشريعة الإسلامية ما جاءت إلا لتكميل المصالح وتحصيل المصالح والربا أصله مبني على الظلم لقوله تعالى: (( وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون )) فهمت؟ هذه نظرية يعني ما نقول فيها شيئا لكن إذا كانت تخالف النص وجب إبطالها، لأنه لا يمكن أن تستقيم النظريات مع مخالفة النص وإلا لاستقام لإبليس دعواه أنه خُلق من نار وآدم من طين على أن الطين خير من النار يعني حتى أصل قياس إبليس خطأ
أقول ( إن النبي عليه الصلاة والسلام أتي إليه بتمر جيد فقال من أين هذا قالوا يا رسول الله نأخذ الصاع من هذا بالصاعين من الرديء والصاعين بالثلاثة ) هل في هذا ظلم؟ اسألك أنت أيها السائل فيه ظلم أعطيتك صاعين رديئين قيمتهما عشرة دراهم وأعطيتني صاعا جيدا قيمته عشرة دراهم فيه ظلم ؟
السائل : الظاهر ما فيه
الشيخ : الظاهر والباطن ما فيه ظلم هذا لو بعته بالسوق أخذت عشرة والاثنين لو بعتهم بالسوق أخذت عشرة مافي ظلم ومع ذلك قال الرسول عليه الصلاة والسلام: ( أوه أوه عين الربا رده ) فقال هذا عين الربا وقال: رده وقال: أوه أتوجع من هذا العمل ومع ذلك ليس فيه ظلم وفيه مصلحة فأبطله الرسول عليه الصلاة والسلام وقال: ( هو عين الربا ) بهذا نعرف أن الفتوى التي أشرت إليها وما قاله بعض المعاصرين فتوى غلط ليست بصحيحة والربا الاستغلالي الظلمي والاستثماري المصلحي كلاهما حرام نسأل الله أن يحمينا وإياكم وأن يدلنا على الحق اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه والحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وأظن أخاكم أكلكم بهذه الأسئلة الثلاثة فاسمحوا له