تابع حول الإعتكاف ووقته وصفته . حفظ
الشيخ : الأول يتحرى ليلة القدر لأن ليلة القدر في رمضان ثم الأوسط وعند إكماله أي الأوسط قيل له إنها في العشر الأواخر فاعتكف العشر الأواخر كلها وترك الاعتكاف في العشر الأوسط وفي العشر الأول ولم يعتكف في غير رمضان أبدا إلا سنة واحدة تأخر عن الاعتكاف في رمضان لسبب ثم قضاه في شوال ففهمنا الآن أن الاعتكاف مشروع متى ? في العشر الأواخر من رمضان فقط وليس مشروعا كل وقت وبه عرفنا خطأ قول بعض الفقهاء إنه ينبغي للإنسان إذا جاء إلى المسجد أن ينوي الاعتكاف مدة لبثه في المسجد فإن هذا القول لا أساس له من الصحة بل لو شئنا لقلنا إنه بدعة والدليل الدليل أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يعتكف قط إلا في العشر الأواخر من رمضان ولما التزم بعض الصحابة ألا يتزوج والثاني قال: أنا أقوم ولا أنام والثالث قال: أنا أصوم ولا أفطر أخبرهم النبي عليه الصلاة والسلام بأنه يصوم ويفطر ويقوم وينام ويتزوج النساء وأن من رغب عن سنته فليس منه فمن رغب عن سنة الرسول واعتكف بغير رمضان قلنا إنك مبتدع الزم سنة الرسول لو كان خيراً لكان الرسول أول من يفعل أفهمتم ثم إن الرسول عليه الصلاة والسلام في يوم الجمعة حث على التقدم قال: ( من راح في الساعة الأولى فكأنما قرّب بدنة ) وذكر بقية الحديث هل قال لمن تقدم يوم الجمعة انوِ الاعتكاف لتحصل على فائدتين على التقدم إلى المسجد والاعتكاف؟ أبدا ما قالها، وهل تظنون إن الرسول عليه الصلاة والسلام يعلم أن نية الاعتكاف مما يقرّب إلى الله في هذه الحال ولم يبلغها؟ معاذ الله وحاشاه من ذلك إذن لو كان نية الاعتكاف عند المقام في المسجد مشروعا ومحبوبا إلى الله لوجب على الرسول عليه الصلاة والسلام أن يبلغه عباد الله لقوله تعالى: (( يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ )) ولهذا نقول لمن قال إذا دخلت المسجد فانو الاعتكاف نقول هات برهانك أين الدليل على هذا؟ بل الدليل على خلافه هذا كلام يعني مختصر على القيام الصيام والقيام والاعتكاف نسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم ممن يصوم رمضان ويقومه إيماناً واحتساباً وأن يهيئ لنا من أمرنا رشدا إنه على كل شيء قدير أما الأسبوع القادم إن شاء الله فسيكون الكلام فيه عن الزكاة ما تجب فيه ومقدارها ومصارفها نسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى أما الآن فإلى الأسئلة ونبدأ بمن ليسوا من أهل البلد لأن أهل البلد أهل بيت والقادمون ضيوف