تفسير سورة الذاريات الآيات ( 39- 42 ) وآيات اخرى مختارة وما يستفاد منها . حفظ
الشيخ : حيث انتهينا إلى قول الله تبارك وتعالى: (( وفي موسى إذ أرسلناه إلى فرعون بسلطان مبين فتولى بركنه وقال ساحر أو مجنون )) يعني في موسى آيات من آيات الله عز وجل حين أرسله الله تعالى إلى فرعون وفرعون علم جنس على كل من حكم مصر وهو كافر وموسى هو ابن عمران أفضل أنبياء بني إسرائيل وهو في المرتبة الثالثة من الفضل بالنسبة لأولي العزم الخمسة فإن أفضلهم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثم إبراهيم ثم موسى ثم نوح وعيسى أرسله الله تعالى بسلطان مبين أي بحجة بينة في نفسها مبينة لغيرها فالآيات التي جاء بها الأنبياء بينات واضحة لكل ذي عدل وإنصاف وهي أيضا مبينة لصدق ما جاءت به الرسل ولهذا اعلم أنه كلما جاء في القرآن مبين كلمة مبين فهي بمعنى مبين في ذاته مبين لغيره إلا ما دل السياق على أن المراد البيّن في ذاته (( إذ أرسلناه إلى فرعون بسلطان مبين )) فمنها من الآيات العظيمة التي جاء بها موسى العصا عصا موسى التي كان يستعملها يتوكأ عليها عند الحاجة ويهش بها على غنمه أوراق الشجر عند رعيها وله فيها حاجات أخرى كما قال هو عليه الصلاة والسلام لما سأله الله : (( ما تلك بيمينك يا موسى قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى )) فهي آية في كونه إذا وضعها على الأرض صارت ثعبانا مبينا أي حية عظيمة تخيف من رآها ولهذا رهب منها موسى عليه الصلاة والسلام حين ألقاها وولى هاربا فناداه الله عز وجل لا تخف ومنها أنه يدخل يده في جيبه فتخرج بيضاء في الحال بيضاء لكن بدون سوء أي بدون عيب يعني ليست بيضاء برص ولكنها بيضاء مخالفة للون جلده في الحال حقيقة لا تخييلا وقال الله تعالى في سورة الإسراء: (( ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات ))
المهم أنه أتى إلى فرعون بسلطان مبين وحجة دامغة بالغة لكنه والعياذ بالله تولى بركنه أي بقوته وسلطانه وجنده أعرض عن موسى استكبارا وجحودا وظلما وعدوانا قال الله تعالى: (( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما )) وعدواً
الطالب : علواً
الشيخ : نعم
الطالب : علواً
الشيخ : (( طلماً وعلواً )) (( فتولى بركنه وقال ساحر أو مجنون )) يعني أنه اتهم موسى عليه الصلاة والسلام بأنه ساحر لأنه أتى بآيات تشبه ما يصنعه السحرة عصا من خشب توضع في الأرض وتكون ثعبانا مبينا يد تدخل في الجيب فتخرج بيضاء في الحال هذا يشبه السحر (( أو مجنون )) يعني قال إنه مجنون وذلك بكونه يدعي أن الله وحده خالق السماوات والأرض هو الرب وهو الإله لأنهم كانوا لا يعرفون الإله إلا من؟ إلا فرعون لا يعرفون الإله إلا فرعون فإذا جاء شخص يقول إن الله هو الله رب العالمين وأن فرعون ليس إلها ولا ربا فإنهم يرمونه بالجنون هذا مجنون خرج عما نعلم خرج عما نعهد قال الله تعالى: (( فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم )) أي طرحناهم فيه واليم هو البحر والبحر الذي هلك به فرعون هو البحر الأحمر الذي بين آسيا وإفريقيا وذلك أن فرعون جمع جنوده وحشدهم وأراد أن يقضي على موسى وقومه فخرج موسى وقومه من مصر متجهين إلى الشرق ولكنهم حال بينهم وبين مرادهم البحر فلما وصلوا إلى البحر كان البحر بين أيديهم وفرعون وقومه خلفهم فقالوا لموسى (( إنا لمدركون )) يعني هلكنا لأن فرعون خلفنا والبحر أمامنا فكيف النجاة فقال: (( كلا إن معي ربي سيهدين )) وهذه معية خاصة تقتضي النصر والتأييد وقوله: سيهدين ولم يقل سوف يهدين قال: سيهدين إشارة إلى قرب هذا الحصر وأنه سيزول قريبا وهذا هو الذي حصل - اجلسوا برة إذا شئتم إذا كان في ضيق - نعم وهذا الذي حصل أوحى الله تعالى أن يضرب البحر بعصاه فضربه فانفلق اثنتي عشرة طريقاً في الحال ويبس في الحال وصار صالحا للمشي عليه في الحال كما قال عز وجل (( فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخاف دركا ولا تخشى )) فعبر موسى وقومه من هذه الطرق العظيمة التي كان الماء بينها كالجبال ولما انتهوا خارجين كان فرعون في أثرهم وانتهوا داخلين فأمر الله عز وجل بقدرته وسلطانه أمر البحر أن يعود إلى ما كان عليه فانطبق على فرعون وقومه فهلكوا عن آخرهم والحمدلله ولهذا قال: (( فنبذناهم في اليم وهو مليم )) أي فرعون فاعل ما يلام عليه ولا شك أن رده الرسالة الإلهية وادعاءه أنه الرب وقوله: ما علمت لكم من إله غيري وما أشبه ذلك من الكلمات لا شك أنها كلمات يلام عليها، لأنه قد تبين له الحق ولكنه عاند وأبى أن ينقاد للحق كما قال له موسى: (( لقد علمت )) يعني يا فرعون (( ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر وإني لأظنك يا فرعون مثبورا ))
ثم قال تعالى: (( وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم )) يعني وفي عاد آيات (( إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم )) عاد في جنوب الجزيرة العربية وكانوا قوما أشداء حتى إنهم قالوا: (( من أشد منا قوة )) فقال الله تعالى: (( أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون )) فأصابهم القحط والجدب فجعلوا يترقبون المطر فأرسل الله عليهم الريح العظيمة الشديدة (( فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا )) قال الله تعالى: (( بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم )) أرسل الله عليهم هذه الريح العقيم التي ليس فيها ثمرة ولم تحمل ماء كالمرأة العقيم التي لا تلد هذه أيضاً ريح عظيمة لا تحمل سحابا ولا مطرا هذه الريح العقيم هي الريح الغربية كما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام ( نصرت بالصبا ) أو ( بالصبا وأهلكت عاد بالدبور ) ( نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور ) أي بالريح الغربية أرسل الله عليهم هذه الريح العقيم (( ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم )) كل شيء تأتي عليه تجعله كالرميم هامداً حتى إنها تأخذ الرجل والعياذ بالله إلى فوق ثم ترده إلى الأرض فأصبحوا كأنهم أعجاز نخل خاوية كأنهم أعجاز نخل منقعر هلكوا عن آخرهم
فتأمل الآية قوم عتاة أقوياء أشداء هلكوا بهذه الريح اللطيفة التي لا ترى لها جسما وإنما تحس بها بدون أن ترى شيئا ومع ذلك قضت عليهم بأمر الله عز وجل ولهذا قال تعالى: (( ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم )) فهذا فيه آية من آيات الله عز وجل - افتح الجهاز الي عندك يا ، افتح الجهاز -
أرسل الله عليهم هذه الريح فأهلكتهم عن آخرهم ففيهم آيات (( ما تذر من شيء إلا جعلته كالرميم )) ثم قال تعالى (( وفي ثمود إذ قيل لهم تمتعوا حتى حين )) إلى آخره وندع الكلام على هذا إلى الخميس ليس الخميس الآتي لأن الخميس الآتي مافي لقاء لكن الخميس الذي بعده إن شاء الله تعالى فنتفرغ الآن للأسئلة فنبدأ من اليمين والأسئلة هو سؤال واحد فقط لكل إنسان
المهم أنه أتى إلى فرعون بسلطان مبين وحجة دامغة بالغة لكنه والعياذ بالله تولى بركنه أي بقوته وسلطانه وجنده أعرض عن موسى استكبارا وجحودا وظلما وعدوانا قال الله تعالى: (( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما )) وعدواً
الطالب : علواً
الشيخ : نعم
الطالب : علواً
الشيخ : (( طلماً وعلواً )) (( فتولى بركنه وقال ساحر أو مجنون )) يعني أنه اتهم موسى عليه الصلاة والسلام بأنه ساحر لأنه أتى بآيات تشبه ما يصنعه السحرة عصا من خشب توضع في الأرض وتكون ثعبانا مبينا يد تدخل في الجيب فتخرج بيضاء في الحال هذا يشبه السحر (( أو مجنون )) يعني قال إنه مجنون وذلك بكونه يدعي أن الله وحده خالق السماوات والأرض هو الرب وهو الإله لأنهم كانوا لا يعرفون الإله إلا من؟ إلا فرعون لا يعرفون الإله إلا فرعون فإذا جاء شخص يقول إن الله هو الله رب العالمين وأن فرعون ليس إلها ولا ربا فإنهم يرمونه بالجنون هذا مجنون خرج عما نعلم خرج عما نعهد قال الله تعالى: (( فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم )) أي طرحناهم فيه واليم هو البحر والبحر الذي هلك به فرعون هو البحر الأحمر الذي بين آسيا وإفريقيا وذلك أن فرعون جمع جنوده وحشدهم وأراد أن يقضي على موسى وقومه فخرج موسى وقومه من مصر متجهين إلى الشرق ولكنهم حال بينهم وبين مرادهم البحر فلما وصلوا إلى البحر كان البحر بين أيديهم وفرعون وقومه خلفهم فقالوا لموسى (( إنا لمدركون )) يعني هلكنا لأن فرعون خلفنا والبحر أمامنا فكيف النجاة فقال: (( كلا إن معي ربي سيهدين )) وهذه معية خاصة تقتضي النصر والتأييد وقوله: سيهدين ولم يقل سوف يهدين قال: سيهدين إشارة إلى قرب هذا الحصر وأنه سيزول قريبا وهذا هو الذي حصل - اجلسوا برة إذا شئتم إذا كان في ضيق - نعم وهذا الذي حصل أوحى الله تعالى أن يضرب البحر بعصاه فضربه فانفلق اثنتي عشرة طريقاً في الحال ويبس في الحال وصار صالحا للمشي عليه في الحال كما قال عز وجل (( فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخاف دركا ولا تخشى )) فعبر موسى وقومه من هذه الطرق العظيمة التي كان الماء بينها كالجبال ولما انتهوا خارجين كان فرعون في أثرهم وانتهوا داخلين فأمر الله عز وجل بقدرته وسلطانه أمر البحر أن يعود إلى ما كان عليه فانطبق على فرعون وقومه فهلكوا عن آخرهم والحمدلله ولهذا قال: (( فنبذناهم في اليم وهو مليم )) أي فرعون فاعل ما يلام عليه ولا شك أن رده الرسالة الإلهية وادعاءه أنه الرب وقوله: ما علمت لكم من إله غيري وما أشبه ذلك من الكلمات لا شك أنها كلمات يلام عليها، لأنه قد تبين له الحق ولكنه عاند وأبى أن ينقاد للحق كما قال له موسى: (( لقد علمت )) يعني يا فرعون (( ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر وإني لأظنك يا فرعون مثبورا ))
ثم قال تعالى: (( وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم )) يعني وفي عاد آيات (( إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم )) عاد في جنوب الجزيرة العربية وكانوا قوما أشداء حتى إنهم قالوا: (( من أشد منا قوة )) فقال الله تعالى: (( أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون )) فأصابهم القحط والجدب فجعلوا يترقبون المطر فأرسل الله عليهم الريح العظيمة الشديدة (( فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا )) قال الله تعالى: (( بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم )) أرسل الله عليهم هذه الريح العقيم التي ليس فيها ثمرة ولم تحمل ماء كالمرأة العقيم التي لا تلد هذه أيضاً ريح عظيمة لا تحمل سحابا ولا مطرا هذه الريح العقيم هي الريح الغربية كما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام ( نصرت بالصبا ) أو ( بالصبا وأهلكت عاد بالدبور ) ( نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور ) أي بالريح الغربية أرسل الله عليهم هذه الريح العقيم (( ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم )) كل شيء تأتي عليه تجعله كالرميم هامداً حتى إنها تأخذ الرجل والعياذ بالله إلى فوق ثم ترده إلى الأرض فأصبحوا كأنهم أعجاز نخل خاوية كأنهم أعجاز نخل منقعر هلكوا عن آخرهم
فتأمل الآية قوم عتاة أقوياء أشداء هلكوا بهذه الريح اللطيفة التي لا ترى لها جسما وإنما تحس بها بدون أن ترى شيئا ومع ذلك قضت عليهم بأمر الله عز وجل ولهذا قال تعالى: (( ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم )) فهذا فيه آية من آيات الله عز وجل - افتح الجهاز الي عندك يا ، افتح الجهاز -
أرسل الله عليهم هذه الريح فأهلكتهم عن آخرهم ففيهم آيات (( ما تذر من شيء إلا جعلته كالرميم )) ثم قال تعالى (( وفي ثمود إذ قيل لهم تمتعوا حتى حين )) إلى آخره وندع الكلام على هذا إلى الخميس ليس الخميس الآتي لأن الخميس الآتي مافي لقاء لكن الخميس الذي بعده إن شاء الله تعالى فنتفرغ الآن للأسئلة فنبدأ من اليمين والأسئلة هو سؤال واحد فقط لكل إنسان