تتمة الكلام على صفة الصلاة ، وعلى الاهتمام بألفاظ الذكر الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم . حفظ
الشيخ : ... يساعده وقت أدائه لهذا التسبيح أن تستقر أعضاؤه وهو ساجد ، فإذا رفع رأسه من الركوع من السجود فهنا ينبغي ايضا أن يضبط نفسه ، ما يتابع السجدة الأولى بالسجدة الثانية بل عليه أن يقوم بما ثبت عن الرسول عليه الصلاة و السلام أنه كان يقول بين السجدتين ( رب اغفر لي وارحمني واجبرني وارفعني واهدني وارزقني ) . ارزقني فسرها بالمعنى العام الأشمل أي من خير الدنيا والآخرة ( رب اغفر لي وارحمني واجبرني وارفعني واهدني وارزقني ). قد يصعب على بعض الناس أن يحفظ .... أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكرر ( رب اغفر لي رب اغفر لي ) . هذه سهلة ليست صعبة على أي مصل وهو بين السجدتين جالس يكرر " رب اغفر لي رب اغفر لي " حقق بذلك الاطمئنان يقينا ولاشك أنه كلما أطال السجود والركوع وما بينهما كان أفضل وآجر عند الله تبارك وتعالى ، فهذا تمام الضوابط التي لفت إليها نظر أخونا أبو عبد الله .
الطالب : الذكر بين السجدتين " رب اغفر لي وارحمني " هل هي سنة أم واجب ؟ .
الشيخ : لا ، إذا جاء الحديث على نمط واحد فهو يجب التزامه ، أما إذا تعددت الروايات ولم يمكن ترجيح رواية على أخرى فبأي رواية عمل بها يكون جاء بالسنة وإلا هو الأصل أن نحافظ على الورد كما جاء ترتيبا ولفظا ، لأنه هكذا الرسول صلى الله عليه وسلم علم .
الطالب : في رواية " وعافني " ؟ .
الشيخ : وعافني ؟ .
الطالب : ( رب اغفر لي وارحمني واهدني وعافني وارزقني واجبرني )...
الشيخ : أيوه ، ممكن أنا هذا الذي أحفظه والجواب كما سمعت تماما أينعم .
الطالب : اللي يتبادر للذهن أبا عبد الرحمن أنه المسيء صلاته أنه الصلاة اللي كان بصليها طويلة لأنه قال له أذن ثم أقم .
الشيخ : لاشك .
الطالب : ...
الشيخ : لاشك في ذلك أبدا .
الطالب : هذه ( رب اغفر لي ولوالدي ) ، ( رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ). ، هذا صحيح ؟ .
الشيخ : هو بارك الله فيك جائز لاشك لكن الأفضل أن يتبع المسلم دائما تعليم الرسول عليه السلام لأن تعليمه خير تعليم ، فإذا كان لم يتيسر له أن يتعلم ما جاء في السنة من الأوراد والأذكار في كل موطن من مواطن الصلاة فبأي دعاء دعا جاز ، لكن أعود فأقول الأفضل أن يأتي بما جاء عن الرسول عليه السلام وأن يجعل اهتمامه أن يتعلم كما قال عليه الصلاة والسلام: ( صلوا كما رأيتموني أصلي ). الدعاء ، مجال الدعاء فيه واسع جدا فبأي شيء دعا المسلم في الصلاة وبخاصة وهو ساجد فهو جائز ، لعموم قوله عليه السلام:
( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا فيه الدعاء فإنه قمن أن يستجاب لكم ) . فإنه قمن أي حري أن يستجاب لكم الدعاء في حالة السجود الذي هو أقرب ما يكون المسلم فيه من الله تبارك وتعالى ورحمته ، لكن هناك حديث يلفت النظر إلى أن تعليم الرسول يجب الاهتمام به ، لقد جاء في صحيح البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم علم البراء بن عازب ورد النوم قال له عليه السلام: ( إذا وضعت جنبك فقل : اللهم إني أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك وفوضت أمري إليك ). على اليمين على اليمين هناك على الزاوية أيوه ، ( اللهم إني أسلمت نفسي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت ، وبنبيك الذي أرسلت ). قال له عليه السلام: ( فإذا قلت ذلك أو فعلت ذلك ومت من ليلتك تلك مت على الفطرة ). سمع البراء هذا الدعاء من رسول الله صلى الله عليه وسلم فكرره بين يدي الرسول عليه السلام لكنه أخطأ في الجملة الأخيرة منه حيث قال بدل قوله: ( آمنت بكتابك الذي أنزلت ورسولك الذي أرسلت ). بدل قول ( نبيك الذي أرسلت ) قال هو " وبرسولك الذي أرسلت " ، قال له الرسول عليه السلام ( لا ، وضرب في صدره ) وقال له ( قل وبنبيك الذي أرسلت ) بدل ( وبرسولك الذي أرسلت ) علما أنه إذا قال " وبرسولك الذي أرسلت " أدى المعنى ( وبنبيك الذي أرسلت ) ، لأن العلماء يقولون كل رسول نبي وليس كل نبي رسولا ، فإذا كان تعليم الرسول قال له ( قل وبنبيك الذي أرسلت ) فقال هو " وبرسولك الذي أرسلت " فقد أدى المعنى اللفظ النبوي اللي هو ( وبنبيك الذي أرسلت ) ، إذن لماذا الرسول عليه السلام أنكر عليه ؟ أنكر عليه لأنه خالف تعليمه ، هو علمه أن يقول ( وبنبيك الذي أرسلت ) فهو قال " وبرسولك الذي أرسلت " مع أن قوله هذا لم يكن قصدا وإنما كان سهوا لأنه لم يحفظ بعد هذا الورد ، ما رضي ذلك منه عليه السلام وأنكر عليه هذا التغيير ، ونبهه بأنه يجب أن يقول ( وبنبيك الذي أرسلت ) . تفضلوا الآن اشتغلوا بالطعام ، الله يحفظكم ، بسم الله .