الناس يتحمسون للكم لا للكيف في " صلاة التراويح " . حفظ
الشيخ : الآن غفل المتحمّسون للثلاث و عشرين ركعة عن هذه الحقيقة الشرعية البدهية أنّ الأفضل ما كان عليه الرسول عليه السلام ، الأفضل ما واظب الرسول صلى الله عليه و سلم طيلة حياته المباركة ما فيه إشكال أبدا لماذا أصبحت هذه الحقيقة نسيا منسيا هي العادة الغالبة أولا ثم الهوى المتّبع ثانيا و هنا بيت القصيد كما يقال في كلمتي هذه ، أنا أقول بمثل هذه المناسبة الناس اليوم يتحمّسون للكمّ و لا يتحمّسون للكيف مطلقا يأخذون من الرواية التي يتّكؤون عليها لتأييد واقعهم العددي موش الكيفي ثلاث و عسرين ركعة هذه سنة عمر و ( عليكم بسنّتي ) إلى آخره ، طيّب في زمن عمر بن الخطاب الذين كانوا يصلون ثلاثا و عشرين ركعة كيف كانت صلاتهم ؟ ما أحد يبحث في هذا ، كيف ؟ ما أحد يبحث في هذا ، كيف ؟ كان أحدهم يتّكئ على العصا من طول القيام ، كان يعجّلون الخدم من طول القيام إلى قبل طلوع الفجر يالله يالله هيؤوا السحور الفجر سيطلع ، وين نحن ثلاث و عشرين ركعة في ثلاث و عشرين دقيقة ، لماذا الحرص على العدد دون إيش ؟ الكيف فإذا أنصفونا في البحث قالوا والله هذه حقيقة لا يمكن المجادلة فيها مثل ما نحرص على الكمّ لازم نحرص على الكيف لكن أنا ساقول أيضا حقيقة أخرى نحن معهم في أننا لا نستطيعها . الرسول صلى الله عليه و سلم كما نعلم جميعا كانت أيضا صلاته و قراءته في القيام طويلة و طويلة جدّا و قصّة ابن مسعود التي وردت في الصحيحين أنه اقتدى ليلا بالرسول صلى الله عليه و سلم فأطال القيام و أطال القيام حتى هممت بأمر سوء قالوا له ماذا هممت ؟ أن أدعه قائما و أجلس ... .
السائل : ابن مسعود أو ابن عباس ؟
الشيخ : لا ، ابن مسعود هذا " أن أدعه قائما و أجلس " القصة الثانية حذيفة بن اليمان اقتدى بالرسول ليلا بالتعبير العامي ومن باب المبالغة لإيقاظ القلوب لما افتتح الرسول سورة البقرة هبط قلبه ، إيه سورة البقرة لكن سلّى نفسه أنّه مائة آية و يركع و يستريح قال فمضى ، هاه على رأس المائتين قال " فمضى " خلّص البقرة و افتتح آل عمران و سلم نفسه للقدر ... ما عاد يقول ، أربع من السور من الطوال في ركعة واحدة البقرة و آل عمران و المائدة و رجع للنساء في ركعة واحدة قيام واحد ، لكن الركوع كان قريبا من قيامه ، قيامه الثاني كان قريبا من ركوعه و هكذا هذه ما نستطيعها بلا شكّ ... الخلاصة و لكن يجب أن لا ننسى حكمة شعرية : " فتشبّهوا إن لم تكونوا مثلهم *** إن التشبّه بالكرام فلاح " ، و لا أكرم من رسول الله لدى المسلمين كافة إذا كان الأمر كذلك يا جماعة اتّقوا الله أنتم نصلون ثلاثا و عشرين ركعة الجيد الجيد منكم في ساعة واحدة طيب ساعة واحدة صلوا ثلاثة عشر مثل ما صلى الرسول عليه السلام في هذه السّاعة ستكون القراءة فيها مرتّلة و الركوع و السّجود فيه اطمئنان قريب بعض الشيء إلى ما كان عليه الرسول عليه السلام ماسكين عدد ثلاث و عشرين و هدول مثل ما قلت أنت عن ذاك الرجل مفلسين قال سمّانا ؟
سائل آخر : مفلّس .
الشيخ : مفلّس ، والله نحن نرجو الله عزّ و جلّ أن نقارب بصلاتنا صلاة الرسول عليه السلام كما و كيفا و لا شكّ أن المحافظة على الكمّ أيسر من المحافظة على الكيف لذلك تجدهم هؤلاء ما يعرفون من صلاة التراويح إلا إيش ؟ الكم بس ، لا ، أضيفوا إليها الكيف الكيف حينئذ ستجدون أنفسكم تضطرون إلى العودة إلى السّنّة و حينئذ يصدق عليهم قوله عليه السلام في حديث بغير هذه المناسبة ( إن ربّك ليعجب من أقوام يجرون إلى الجنة في السلاسل ) نحن نعرف بلغنا هذا السّنّ ما كان في سورية من يصلي التراويح إحدى عشر ركعة و لا في الأردن لكن الآن ما شاء الله كثير من المساجد حتى المذهبيين ظهر لهم أن هذه هي السنة يا أخي أولى بالتمسك بها يعني دينا أولا ثم لراحة البدن ثانيا .
سائل آخر : ... .
الشيخ : هذا هو ، (( يريد الله بكم اليسر و لا يريد بكم العسر ))
أبو مالك : اتّصلت بي امرأة في رمضان وهي يعني من الملتزمات ومن الدّاعيات فقالت لي أن الرسول صلى الله عليه و سلم يقول ( صلاة الليل مثنى مثنى ) هذا طبعا حديث مطلق فما دام أن صلاة الليل مثنى مثنى يعني لو زاد على ثمانية على عشرة على عشرين ما فيه بأس ؟
الشيخ : نعم .
أبو مالك : قلت لها صحيح لا نستطيع أن نقول لا ، لكن أنا طبعا أظن أنها ألمحت إلى حديث عمر رضي الله عنه .
الشيخ : ثلاث و عشرين ركعة .
أبو مالك : أي نعم ، قلت لها طيب أنا الآن أسألك سؤالا عمر رضي الله عنه و أبو بكر و سائر الصحابة و المسجد الذي كان يغص في الأيام التي صلى فيها عليه الصلاة و السلام كم كانوا يصلون مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ هل الرسول صلى الله عليه و سلم و هو القائل أو عائشة تقول " ما زاد رسول الله صلى الله عليه و سلم عن إحدى عشر ركعة " هل صلوا معه أكثر من إحدى عشر ركعة ؟ قالت لا قلت لها طيب ما دام الأمر كذلك هل تتصورين أن بمثل عمر رضي الله عنه أو أبي بكر أو غيره أن يخالفوا بعد موته عن الخيرية التي اتّبعوها في حياته معه ؟ هذا غير معقول إطلاقا .
الشيخ : نعم .
أبو مالك : فقول الرسول عليه الصلاة و السلام ( صلاة الليل مثنى مثنى ) هذا ليس على إطلاقه و إنما على الهيئة و الحالة التي كان يصليها الرسول صلى الله عليه و سلم .
الشيخ : لا شكّ ،
أبو مالك : ولذلك لا يخطر ببال مسلم على الإطلاق أن يكون هؤلاء الصحابة صلوا معه عليه الصلاة و السلام هذه الصلاة الرائعة المنيرة العظيمة التي كانت تكلّ فيها أفدامهم و تكاد تهوي فيها أجسامهم ما أظن أنهم يفعلون بل أقطع يقينا و أقول أقسم بالله ما فعلوا إلا ثمانية .