الكلام على سورة الفاتحة و عن البسملة وهل تعتبر آية من الفاتحة . حفظ
الشيخ : أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال : ( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فإذا قال : (( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )) قال الله تعالى : حمدني عبدي وإذا قال : (( الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ )) قال الله تعالى : أثنى علي عبدي وإذا قال : (( مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ )) قال الله تعالى : مجدني عبدي وإذا قال : (( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ )) قال الله : هذا بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل فإذا قال : (( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ )) قال الله تعالى : هذا لعبدي ولعبدي ما سأل ) وهذا يدل على أن البسملة ليست آية من الفاتحة ولهذا لو قرأ الإنسان الفاتحة دون أن يقرأ البسملة فصلاته صحيحة لأنها ليست منها وعليه فإذا أورد علينا مورد : أليست البسملة في الفاتحة قد كتبت آية وكان رقمها واحدا ؟ قلنا : بلى لكن هذا بناء على قول آخر في المسألة وهو قول ضعيف فإذا قال : إذًا تكون الفاتحة ست آيات إذا لم نعد منها البسملة ؟ قلنا : ليس كذلك بل هي سبع آيات بدونها فلنقرأ : (( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )) هذه الأولى (( الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ )) الثانية (( مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ )) الثالثة (( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ )) الرابعة (( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ )) الخامسة (( صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ )) السادسة (( غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ )) السابعة وبهذا تتناسب آيات الفاتحة لفظاً ومعنى، أما لفظا فإنك إذا عددت ثلاث آيات من أولها والرابعة والخامسة وجدت أنها متقاربة في الكلمات لكن لو جعلت (( صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ )) آية واحدة لم تكن الآيات متناسبة بل كانت هذه الآية الطويلة بالنسبة لما قبلها فإذا قسمناها إلى آيتين تساوت الآيات أو تقاربت جدا أما من حيث المعنى فنقول : آيات الفاتحة سبع ثلاث لله وثلاث للعبد وواحدة بينهما الثلاث الآيات التي لله هي (( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ )) والآيات الثلاث التي للعبد (( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ )) والآية التي بينهما هي الآية الوسطى من هذه السبع وهي (( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ )) وبهذا يتبين أنه يتعين أن تكون البسملة خارج عداد الفاتحة وكذلك بقية السور
فإن قال قائل : لماذا لم تكتب البسملة بين الأنفال وبراءة ؟ قلنا : لأنها لم تنزل بينهما بسملة ولو نزلت لكانت محفوظة ولكتبها الصحابة رضي الله عنهم فإن قال قائل : إذًا لماذا يفصل بينهما ؟ قلنا : لأن الصحابة رضي الله عنهم ترددوا هل سورة البراءة بقية سورة الأنفال أم هي سورة مستقلة ؟ فلهذا جعلوا فاصلة ولم يجعلوا بسملة لأنها لم تنزل البسملة بينها وبين سورة الأنفال .
فإن قال قائل : لماذا لم تكتب البسملة بين الأنفال وبراءة ؟ قلنا : لأنها لم تنزل بينهما بسملة ولو نزلت لكانت محفوظة ولكتبها الصحابة رضي الله عنهم فإن قال قائل : إذًا لماذا يفصل بينهما ؟ قلنا : لأن الصحابة رضي الله عنهم ترددوا هل سورة البراءة بقية سورة الأنفال أم هي سورة مستقلة ؟ فلهذا جعلوا فاصلة ولم يجعلوا بسملة لأنها لم تنزل البسملة بينها وبين سورة الأنفال .