تفسير سورة النجم الآيات ( 1- 4 ) وآيات اخرى مختارة وما يستفاد منها . حفظ
الشيخ : هنا نعود إلى الدرس قال الله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم (( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى )) النجم اسم جنس يراد به جميع النجوم، وقوله : (( إِذَا هَوَى )) لها معنيان : المعنى الأول : إذا غاب والمعنى الثاني : إذا هوى أي : إذا سقط منه شهاب على الشياطين التي تسترق السمع (( مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى )) هذا جواب القسم (( وَالنجم إِذَا هَوَى )) المقسم به جواب القسم يعني المقسم عليه (( مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى )) ما ضل أي : ما جهل وما غوى أي : ما عاند لأن مخالفة الحق إما أن تكون عن جهل وإما أن تكون عن غي قال الله تعالى : (( لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ )) فإذا انتفى عن النبي صلى الله عليه وسلم الجهل وانتفى عنه الغي تبين أن منهجه صلى الله عليه وسلم علم ورشد علم ضد إيش؟ الجهل اللي هو الضلال (( مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ )) ورشد ضد الغي (( قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ )) إذاً النبي عليه الصلاة والسلام كلامه حق وشريعته حق لأنها عن علم ورشد وقوله : (( مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ )) يخاطب قريشا جاء بهذا الوصف إشارة إلى أنهم يعرفونه يعرفون نسبه يعرفون صدقه يعرفون أمانته ليس شخصا غريبا عنهم حتى يقولوا : لا نؤمن به لأننا لا نعرفه بل هو صاحبهم الذي نشأ فيهم هذه واحدة
ثانيا : أنه إذا كان صاحبهم فإن مقتضى الصحبة أن كملوا، أن يصدقوه وينصروه لا أن يكونوا أعداء له ففي قوله : (( صَاحِبُكُمْ )) إذًا فائدتان الفائدة الأولى محمود نعم
الطالب : ...
الشيخ : الفائدة الأولى : أنه صاحبهم الذي يعرفونه ليس مجهولا بينهم وليس غريبا عليهم فكيف بالأمس يصفونه بالأمين والآن يصفونه بالكاذب الخائن ؟
الفائدة الثانية : أنه مقتضى الصحبة أن يصدقوه وأن ينصروه لا أن يكونوا ضده يعني هو لم يقل: ما ضل رسول الله ما ضل محمد (( مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ )) فالفائدة من هذا هو ما ذكرنا لكم أن مقتضى الصحبة أن يكونوا عارفين به ومقتضى الصحبة أن يكونوا مناصرين له (( مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَما غَوى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى )) أي : ما يتكلم بشيء صادر عن الهوى بأي حال من الأحوال فما حكم بشيء من أجل الهوى ولكنه ينطق بما أوحي إليه من القرآن وما أوحي إليه من السنة وما اجتهد به صلى الله عليه وعلى آله وسلم اجتهاداً يريد به المصلحة فنطقه عليه الصلاة والسلام ثلاثة أقسام : الأول : أن ينطق بالقرآن الثاني : أن ينطق بالسنة الموحاة إليه التي أقرها الله تعالى على لسانه الثالث : أن ينطق باجتهاد لا يريد به إلا المصلحة نحن ننطق عما نريد به المصلحة وننطق عن الهوى هل كل إنسان منا سالم من الهوى ؟ لا يميل مع صاحبه يميل مع قريبه يميل مع الغني يميل مع الفقير لكن النبي صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يتكلم عن هوى، إذًا (( مَا يَنْطِق )) يشمل الأخ .
السائل : ثلاثة أقسام .
الشيخ : وهي .
السائل : ينطق بالوحي .
الشيخ : نعم .
السائل : أو بالسنة بما يوحى إليه أو باجتهاد منه .
الشيخ : أو باجتهاد منه يعني لا يمكن أن ينطق عن الهوى لمجرد الهوى وإذا كان لا يمكن أن ينطق عن الهوى صار لا ينطق إلا بحق إن كان من القرآن فالقرآن أو من السنة الموحاة فمن السنة أو من السنة الاجتهادية فهو على كل حال مأجور (( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ))
ثم قال : (( إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى )) يعني ما القرآن الكريم إلا وحي يوحى أي : وحي من الله عز وجل من الواسطة بين الله وبين الرسول ؟ (( عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى )) يعني علم النبي صلى الله عليه وسلم هذا الوحي (( شَدِيدُ الْقُوَى )) أي : ذي القوة الشديدة وهو جبريل عليه السلام كما قال تعالى : (( إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ )) فجبريل عليه السلام قوي شديد أمين كريم لا يمكن أبداً أن يفرط بهذا الوحي الذي نقله إلى محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما قال تعالى : (( نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ )) (( عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى )) (( شَدِيدُ الْقُوَى )) معناه ذو القوى الشديدة فهو من إضافة الصفة إلى موصوفها ويأتي إن شاء الله بقية الكلام على هذه السورة لنتفرغ لأسئلة حيث جاء وقت الأسئلة إذ أن وقت الأسئلة يكون من الحادية عشر والنصف، من اليمين .