تفسير سورة النجم الآيات ( 5 - 10 ) وآيات اخرى مختارة وما يستفاد منها . حفظ
الشيخ : في يوم خميس وهذا الخميس هو الخامس عشر من شهر جمادى الآخرة عام ثمانية عشر وأربع مئة وألف
نبتدئ كما كنا نفعل بتفسير ما انتهينا إليه من سورة النجم في قوله تبارك وتعالى : (( إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى )) يعني ما القرآن العظيم إلا وحي يوحيه الله عز وجل إلى محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وذلك بواسطة جبريل الأمين الذي وصفه الله تعالى في هذه الآية بقوله : (( شَدِيدُ الْقُوَى * ذُو مِرَّةٍ )) (( شَدِيدُ الْقُوَى )) يعني أنه قوي والمرة الهيئةُ الحسنة فهو ذو قوة وذو جمال وحسن وقد رآه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على صورته التي خُلق عليها له ستمائة جناح قد سد الأفق فهو الذي نزل بهذا القرآن وهو أمين وهو قوي حتى ألقاه على رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى : (( نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ )) وقوله : (( فَاسْتَوَى )) أي : فعلا أو فكمل لأن الاستواء في اللغة العربية تارة يُذكر مطلقا دون أن يقيد فيكون معناه الكمال ومنه قوله تعالى : (( وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً )) أي : كمل وتارة يقيد بعلى فيكون معناه العلو كما في قوله تعالى : (( وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ * لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ )) فقال : (( لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ )) وقال : (( إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ )) أي : علوتم عليه ومنه قوله تعالى فيما وصف به نفسه: (( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى )) أي : علا عليه عز وجل العلو خاص بالعرش وهذا غير العلو المطلق على جميع المخلوقات وتارة يتعدى بإلى يقال : استوى إلى كذا فيفسر بأنه القصد والانتهاء ومنه قوله تعالى : (( ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ )) وتارة يقيد بالواو فيكون معناه التساوي مثل قولهم : استوى الماء والخشبة أي : ساواها فقوله هنا : فاستوى يحتمل أن المعنى استوى علا لأن جبريل ينزل من السماء فيلقي الوحي على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثم يصعد إلى السماء ويحتمل أن معناه كمل ويكون كامل القوة كامل الهيئة كامل من كل وجه مما يليق بالمخلوقات (( وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى )) أي : جبريل عليه الصلاة والسلام (( بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى )) أي الأرفع وهو أفق السماء (( ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى )) دنا من النبي صلى الله عليه وسلم (( فَتَدَلَّى )) أي : قرُب من فوق فكان أي : جبريل من النبي صلى الله عليه وسلم (( قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى )) وهذا مثل يضرب للقرب (( قَابَ قَوْسَيْنِ )) يعني قريبا جدا بل أدنى فقوله : (( أَوْ أَدْنَى )) بمعنى بل أي : بل هو أدنى من ذلك (( فَأَوْحَى )) أي : جبريل (( إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى )) أي : إلى عبد الله فالضمير في أوحى يعود على جبريل والضمير في عبده يعود إلى الله عز وجل أي : أوحى جبريل إلى عبد الله ما أوحى ولم يبين ما أوحى به تعظيما له لأن الإبهام يأتي مرادا به التفخيم والتعظيم ومنه قوله تعالى : (( فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ )) أي : غشيهم شيء عظيم هنا ((أَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى )) أي : من الشيء العظيم ولا كلام أعظم من القرآن الكريم لأنه كلام الله عز وجل ثم قال تعالى : (( مَا كَذَبَ الفُؤَادُ مَا رَأَى )) ونظرا لضيق الوقت نؤجل الكلام عليها إلى الدرس القادم إن شاء الله ونبدأ بالأسئلة من اليمين آه الأخ عندك سؤال ؟
السائل : نعم .
الشيخ : طيب تفضل .
نبتدئ كما كنا نفعل بتفسير ما انتهينا إليه من سورة النجم في قوله تبارك وتعالى : (( إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى )) يعني ما القرآن العظيم إلا وحي يوحيه الله عز وجل إلى محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وذلك بواسطة جبريل الأمين الذي وصفه الله تعالى في هذه الآية بقوله : (( شَدِيدُ الْقُوَى * ذُو مِرَّةٍ )) (( شَدِيدُ الْقُوَى )) يعني أنه قوي والمرة الهيئةُ الحسنة فهو ذو قوة وذو جمال وحسن وقد رآه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على صورته التي خُلق عليها له ستمائة جناح قد سد الأفق فهو الذي نزل بهذا القرآن وهو أمين وهو قوي حتى ألقاه على رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى : (( نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ )) وقوله : (( فَاسْتَوَى )) أي : فعلا أو فكمل لأن الاستواء في اللغة العربية تارة يُذكر مطلقا دون أن يقيد فيكون معناه الكمال ومنه قوله تعالى : (( وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً )) أي : كمل وتارة يقيد بعلى فيكون معناه العلو كما في قوله تعالى : (( وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ * لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ )) فقال : (( لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ )) وقال : (( إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ )) أي : علوتم عليه ومنه قوله تعالى فيما وصف به نفسه: (( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى )) أي : علا عليه عز وجل العلو خاص بالعرش وهذا غير العلو المطلق على جميع المخلوقات وتارة يتعدى بإلى يقال : استوى إلى كذا فيفسر بأنه القصد والانتهاء ومنه قوله تعالى : (( ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ )) وتارة يقيد بالواو فيكون معناه التساوي مثل قولهم : استوى الماء والخشبة أي : ساواها فقوله هنا : فاستوى يحتمل أن المعنى استوى علا لأن جبريل ينزل من السماء فيلقي الوحي على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثم يصعد إلى السماء ويحتمل أن معناه كمل ويكون كامل القوة كامل الهيئة كامل من كل وجه مما يليق بالمخلوقات (( وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى )) أي : جبريل عليه الصلاة والسلام (( بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى )) أي الأرفع وهو أفق السماء (( ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى )) دنا من النبي صلى الله عليه وسلم (( فَتَدَلَّى )) أي : قرُب من فوق فكان أي : جبريل من النبي صلى الله عليه وسلم (( قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى )) وهذا مثل يضرب للقرب (( قَابَ قَوْسَيْنِ )) يعني قريبا جدا بل أدنى فقوله : (( أَوْ أَدْنَى )) بمعنى بل أي : بل هو أدنى من ذلك (( فَأَوْحَى )) أي : جبريل (( إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى )) أي : إلى عبد الله فالضمير في أوحى يعود على جبريل والضمير في عبده يعود إلى الله عز وجل أي : أوحى جبريل إلى عبد الله ما أوحى ولم يبين ما أوحى به تعظيما له لأن الإبهام يأتي مرادا به التفخيم والتعظيم ومنه قوله تعالى : (( فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ )) أي : غشيهم شيء عظيم هنا ((أَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى )) أي : من الشيء العظيم ولا كلام أعظم من القرآن الكريم لأنه كلام الله عز وجل ثم قال تعالى : (( مَا كَذَبَ الفُؤَادُ مَا رَأَى )) ونظرا لضيق الوقت نؤجل الكلام عليها إلى الدرس القادم إن شاء الله ونبدأ بالأسئلة من اليمين آه الأخ عندك سؤال ؟
السائل : نعم .
الشيخ : طيب تفضل .