بايع بعض الصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم على ألا يسألوا الناس شيئاً فما معنى هذا الحديث ؟ حفظ
السائل : أحسن الله إليك يا شيخ بايع النبي صلى الله عليه وسلم بعض الصحابة ألا يسألوا الناس شيئا فما معنى هذا الحديث ؟ وهل هو عام أو هو خاص ؟ وإن كان خاص فما الذي يخرج منه ؟
الشيخ : بايعهم على ألا يسألوا الناس شيئاً أي شيء إلا عند الضرورة قال الصحابي : ( حتى إن أحدنا ليقع سوطه في الأرض وهو على راحلته فما يقول لأحد : ناولني إياه بل ينزل ويأخذه ) وهذا يعم الأصل العموم ولهذا قال بعض العلماء : إن قول القائل لأخيه : يا فلان ادع الله لنا أو لا تنسنا من دعائك أن هذا من المسألة المذمومة لأنه سأله ولا شك أن قول الإنسان : لا تنسنا من دعائك أنه ليس من هدي السلف الصالح فيما نعلم وأنه لا ينبغي للإنسان أن يقول هذا لأنك أولا : أنت تحرم نفسك من الدعاء والله يقول : (( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ )) ما قال: اطلبوا من غيركم أن يدعوا لكم (( ادْعُونِي )) ثانيا : أنك تحرم نفسك من عبادة الدعاء عبادة. ثالثا : أنك تعلق نفسك بهذا الرجل الذي طلبت منه الدعاء رابعا : إنه ربما يغتر هذا الرجل وينتفخ ويقول : أنا من أنا حتى يطلب مني الناس الدعاء نعم إن طلبت من رجل صالح ترجو إجابته إجابة الله دعاءه نعم في شأن المسلمين عموماً لا بأس مثل أن تأتي إلى رجل صالح تقول : والله الناس الآن في جدب وفي قحط والمطر تأخر نعم إذا تأخر المطر سنة من السنين ادع الله لهم هذا لا بأس به فهمت ولذلك لا ينبغي للإنسان أن يقول لأحد : ادع الله لي حتى إن الرسول جعل الذين يسترقون وهم مرضى يقولون : يا فلان اقرأ علينا جعلهم عادمين لوصف من الأوصاف التي إذا تحققت دخل الإنسان الجنة بغير حساب ولا عذاب لكن إذا كان الذي تسأله هذا تعلم أنه ممنون منك إذا قلت : يا فلان أعطني هذه الساعة هذا القلم هذا وهو لا يضره لكن تعرف أنه يفرح لأن بعض الناس يفرح أن يقول لفلان : يا فلان أبي كذا وكذا هذا لا بأس به أي نعم .