ما المقصود بالأمر في قوله تعالى (( أمرنا مترفيها ففسقوا فيها )) .؟ حفظ
السائل : أحسن الله إليك يا شيخ قول الله تعالى : (( وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا )) ما المقصود بالأمر هنا يا شيخ ؟
الشيخ : كمل .
السائل : (( فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً )) .
الشيخ : المراد بالأمر هنا الأمر الكوني الأمر الكوني لأن الأمر يطلق على الأمر الشرعي مثل قوله تعالى : (( وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا )) ومثل قوله تعالى : (( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ )) (( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا )) ويطلق على الأمر الكوني كما في قوله تعالى : (( وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ )) فالمراد بالأمر هنا الأمر الكوني يتعين هذا فإذا أراد الله تعالى أن يهلك قرية أمر مترفيها أمرا كونيا ففسقوا وحينئذٍ يحق عليها القول فتدمر وفي الآية التحذير الشديد من عقوبة غير المترفين من عقوبة الطائعين لأنه قال : (( أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا )) أي : المترفون (( فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ )) وهذا يشهد له قوله تعالى : (( وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً )) نعم قوله تعالى : (( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )) وأما قول بعض العلماء عفا الله عنهم : إن المراد بالأمر الشرعي والمعنى أمرناهم ونهيناهم ففسقوا فهذا مستحيل على الله عز وجل أن يأمر وينهى ليهلك هذا غير صحيح بل هو يأمر وينهى ليرحم سبحانه وتعالى أفهمت فالقول : بإن المراد به الأمر الشرعي قول ضعيف جدا ومن تأمله عرف أنه لا يليق بالله سبحانه وتعالى أن يأمر أمة وينهاها من أجل أن تفسق فيعذبها صار الغاية من الشرائع إيش ؟ على هذا القول العذاب والغاية من الشرائع الرحمة فالمهم أنه يتعين أن يكون بالمراد بالأمر هنا الأمر الكوني القدري نعم .
السائل : فضيلة الشيخ فضيلة الشيخ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الشيخ : كمل .
السائل : (( فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً )) .
الشيخ : المراد بالأمر هنا الأمر الكوني الأمر الكوني لأن الأمر يطلق على الأمر الشرعي مثل قوله تعالى : (( وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا )) ومثل قوله تعالى : (( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ )) (( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا )) ويطلق على الأمر الكوني كما في قوله تعالى : (( وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ )) فالمراد بالأمر هنا الأمر الكوني يتعين هذا فإذا أراد الله تعالى أن يهلك قرية أمر مترفيها أمرا كونيا ففسقوا وحينئذٍ يحق عليها القول فتدمر وفي الآية التحذير الشديد من عقوبة غير المترفين من عقوبة الطائعين لأنه قال : (( أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا )) أي : المترفون (( فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ )) وهذا يشهد له قوله تعالى : (( وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً )) نعم قوله تعالى : (( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )) وأما قول بعض العلماء عفا الله عنهم : إن المراد بالأمر الشرعي والمعنى أمرناهم ونهيناهم ففسقوا فهذا مستحيل على الله عز وجل أن يأمر وينهى ليهلك هذا غير صحيح بل هو يأمر وينهى ليرحم سبحانه وتعالى أفهمت فالقول : بإن المراد به الأمر الشرعي قول ضعيف جدا ومن تأمله عرف أنه لا يليق بالله سبحانه وتعالى أن يأمر أمة وينهاها من أجل أن تفسق فيعذبها صار الغاية من الشرائع إيش ؟ على هذا القول العذاب والغاية من الشرائع الرحمة فالمهم أنه يتعين أن يكون بالمراد بالأمر هنا الأمر الكوني القدري نعم .
السائل : فضيلة الشيخ فضيلة الشيخ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .