خطبة للشيخ حول الدعاة إلى تسوية المرأة بالرجل وتحررها. حفظ
الشيخ : الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الحمد في الآخرة والأولى وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المصطفى وخليله المجتبى صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن بهداهم اهتدى وسلم تسليما كثيرا .
أما بعد :
فيا أيها الناس إننا لم نذكر ما ذكرناه في الخطبة الأولى في هذه الجمعة إلا ليتبين بذلك أمران : أحدهما سفه أولئك الذين يدعون إلى تسوية المرأة بالرجل أو أن لها من الحقوق مثل ما للرجل لأن هذا يخالف شريعة الله ويخالف فطرة الله ويخالف حال المرأة التي تحتاج إلى تقويم ولهذا قال الله عز وجل : (( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم ))
أما الأمر الثاني : فإنني أحمل ولاة النساء المسؤولية عما يجري من بعضهن من السفه في التهاون بالحجاب والتهاون بترك الطيب إذا خرجن إلى الأسواق فإن بعض النساء صارت تتهاون بالحجاب شيئا فشيئا ولا ندري ماذا يكون المستقبل إن لم نكبح جماح هذا الفكر الذي ينافي ما عليه الدين الإسلامي من أمر المرأة من أمر المرأة بالتستر وعدم التبرج يقول الله تعالى لنساء النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهن أشرف النساء وأبعدهن عن الربية وهن بين صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم الذين يحافظون على أمهات المؤمنين أشد مما يحافظون على أمهاتهم وبناتهم يقول الله لهن: (( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )) وفي هذا دليل على أن تبرج المرأة تبرج الجاهلية وعدم قرارها من الرجس لأن الله تعالى قال وعدم قرارها في بيتها من الرجس لأن الله تعالى قال في تعليل هذا الحكم : (( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ))
وإن المسؤولية في هذه المسؤولية في هذه على الرجال يجب عليهم أن يتتبعوا نساءهم وهل يخرجن إلى الأسواق لحاجة أو لغير حاجة وإذا خرجن فكيف خروجهن لقد رأيت وسمعت أن بعض النساء يتهاون في النقاب وذلك أن النقاب كان معروفا في عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم تنقب المرأة لعينها خرقاً يسيرا من أجل أن تنظر به الطريق ولكن ولكن بعض النساء السفيهات صرن يجعلن لثاماً بدلا عن النقاب أي أنها تضع لثاماً على أنفها وفمها وتبقي العينين وربما الجبهة مع ذلك ولا تبالي بهذا تمشي في الأسواق ولتعلم هذه المرأة أنها خالفت الحق وأن من تأسى بها فعليها فعليه وزره وعلى هذه المرأة التي فتحت هذا الباب وزره أيضا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة )
ولقد ظهرت بلية أخرى وهي ما يفعله بعض النساء من لبس ما يسمى بالسراويل التي تتصل بالصدر الاسم البنطلون لبس البنطلون كلما تأمله الإنسان وجد أن مقتضى الكتاب والسنة يدل على منعه لأنه يكشف عن فخذي المرأة عن حجمهما وعن حجم ساقيها وهي وإن كانت تدعي أنه واسع اليوم فسوف يكون ضيقاً بالغد وربما تستعمل النساء بنطلونات مثل لون الجلد فتصبح إذا لبستها وكأنها عارية لأن تدرج النساء في هذا التدهور أمر معلوم لذلك أرى أن على الرجال أن يمنعوا نساءهم الصغيرات والكبيرات من لبس البنطلون لما يفضي إليه من كشف العورة ولو على المدى الطويل وأظنه لو سمح لهن فسيكون ذلك على المدى القريب
وفيه أيضاً نوع من التشبه بالرجال وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم المتشبهات من النساء بالرجال فعليكم أيها الرجال عليكم مسؤولية عظيمة والله لا تنجون منها إلا إذا قمتم بها على الوجه الذي أمرتم إن من المؤسف جدا أن الإنسان يراعي ماله أحصل فيه نقص أم فيه ربح ولو ضاعت له شاة لبحث عنها فكيف بنسائه اللاتي حُمل هو رعايتهن ومسؤوليتهن عليكم أيها الرجال أن تتقوا الله في نسائكم وأن تمنعوهن مما لا ينبعي أن يفعلنه قبل أن يستفحل الأمر ثم لا تستطيعون أن تسيطروا عليه
وأما ما بيناه في الخطبة من اختلاف النساء والرجال في الأحكام الشرعية والقدرية فلسنا نريد بذلك أن نهون من شأن المرأة إن الذي ينادي باحتجاب المرأة وبقائها في بيتها هو والله الذي أكرمها حقيقة وليس الذي ينادي بتمسخها وينادي بهتك سترها إن هذا هو الذي ينادي بالإساءة إليها أما الذين ينادون بمحافظتها على ما جاء في شريعة الله وما جاء في نساء سلف هذه الأمة فهم والله الذين يكرموهن وهم الذين يؤتوهن حقوقهن
أسأل الله تعالى أن يحمي بلادنا من شرور الفتن اللهم احم بلادنا من شرور الفتن ومن مضلات المضلين يا رب العالمين اللهم قو ولاة أمورنا على قمع الفساد والمفسدين يا أرحم الراحمين يا ذا الجلال والإكرام ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم أقول .