ما حكم من يأخذ أموال المضحين في بلد ثم يقوم بذبحها في بلد آخر .؟ حفظ
الشيخ : ولكن الذي ينبغي أن يسأل عنه ونحن الآن في زمنه مسألة الأضاحي الذين يدعون إلى أن يأخذوا دراهم المسلمين من أجل أن يضحوا بها في الخارج فهذه دعوة غير صحيحة لا تخاطر بدينك الأضحية شعيرة من شعائر الله كما قال الله عز وجل : (( وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ )) الأضحية عبادة تتقرب إلى الله تعالى بذبحها وهذه القُربة مقرونة بالصلاة قال الله تعالى : (( فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ )) وقال تعالى : (( قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ )) الأضحية يذكر الإنسان ربه عليها ويتقرب إليه بذبحها وليس المقصود منها اللحم المقصود منها إقامة الشعيرة والتعبد لله تعالى بالذبح قال الله تعالى : (( لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ )) وانظر إلى هدي نبيك عليه الصلاة والسلام كان يخرج بأضحيته إلى المصلى ليذبحها في المصلى لإظهار هذه الشعيرة ويذبحها بيده صلوات الله وسلامه عليه لكن إذا أعطينا الدراهم أين ظهور للشعيرة ؟ ربما لو تكالب الناس على هذا وانكبوا عليه ألا يكون في البلد أضحية لأن الناس يسهل عليهم أن يخرج مائتي ريال أو ثلاثمائة ريال أو خمسمائة ريال من جيبه ويعطيها هذه اللجنة يسهل عليه فإذا ظن أن هذا مثل أن يذبحها في بلده فقد أخطأ ومن أفتاه بأن هذا مثله أو أفضل فقد أخطأ ثم هذه الدراهم التي تذهب إلى الخارج لا تدري من يتولى الذبح قد يتولاها صاحب بدعة مكفرة لا تحل ذبيحته وقد يتولاها من لا يصلي وقد يتولاها من لا يعرف شروط الأضحية فيضحي بصغير أو بمعيب وقد يضحي بها بعد خروج وقت الأضحية وقد لا يسمي الله عليها عمدا أو نسيانا ثم لو انتفى كل هذا وقدم للإنسان مائة رأس وذبح لمن هذه الذبيحة ؟ لأي واحد من الناس ؟ أسأل لمن هذه الذبيحة ؟ لا ينويها عن فلان ولا عن فلان وكأنها دراهم للصدقة يأخذ من الكيس ريال ويتصدق به هذا مو صحيح لا بد أن تعين هذه أضحية فلان بن فلان وإلا ما صحت لا يصح تجمع مائة رأس وتقول : هات يلا اذبح باسم الله اذبح اذبح اذبح لمن ؟ إذا قدرنا أعطاك مائة نفر وذبحت أول واحدة عمن تنويها عن آخر واحد ولا عن أول واحد مع أنهم لا يدرون من الأول والآخر فيقع المذبوح عنه مبهما لا يدرى من، فالمسألة خطيرة وأهم شيء أن تراعي الشعيرة في البلاد الإسلامية ويذهب بها إلى بلاد أخرى ولو كانت البلاد الإسلامية الأخرى إن الله حكيم عز وجل لما فقد أهل الأوطان أن يتقربوا إلى الله بالهدي كما يفعله الحجاج شرع لهم الأضحية حتى يقيموا شعائر الله في بلادهم كما أقام الحجاج شعائر الله في مكة كيف نغفل هذا المعنى العظيم لمجرد أننا ننفع إخواننا أنا أقول : انفع إخوانك لكن بماذا ؟ بالدراهم بالنفقات بالملابس بالفرش بالخيام بأي شيءٍ تريد باللحم اذبح لحم وأرسله لهم لكن شعيرة من شعائر الله تترك التقرب إلى الله بها وتكلها إلى فلان وفلان من لا يعلم من هو
أرجو منكم بارك الله فيكم أن تحذروا منها قل لإخوانكم في كل مجلس نبهوا الناس على هذا لا يضيعوا هذه الشعيرة (( الْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ )) شعائر الله نروحها يمين ويسار ويمضي عليك العيد ولا كأنك ضحيت أرجو منكم تعاون على البر والتقوى أن تنبهوا إخوانكم على ذلك وتقولوا : الحمد لله باب البر مفتوح أرسل دراهم لإخوانك في البلاد الأخرى واذبح أو اذبحها هنا وكل وأرسل لهم لحم أليس الله سبحانه وتعالى يقول : (( كُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا )) فبدأ بالأكل قبل الإطعام وهل التي تُذبح في أبعد بلاد عنك هل تأكل منها ؟ أبدا .