هل يشرع قراءة [ واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ] خلف المقام ؟ حفظ
السائل : أحسن الله إليكم يا شيخ ذكر بعض المفسرين في قول الله تعالى : (( وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً )) أن النبي صلى الله عليه وسلم كان بعد الطواف يتجه إلى مقام إبراهيم فيصلي خلفه ركعتين ثم يتلو هذه الآية والسؤال : هل يقال ، هل يمكن أن يقال : إنه يشرع أن تتلى هذه الآية يعني لمعتمر أو غيره اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم ؟ الحديث في ذلك صحيح ؟
الشيخ : الحديث في * صحيح مسلم * من حديث جابر الطويل المعروف : ( كان إذا فرغ من الطواف تقدم إلى مقام إبراهيم وقرأ حين تقدم (( وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً )) ) وذلك ليشعر نفسه أنه إنما تقدم إلى هذا المقام ليصلي خلفه امتثالاً لأمر الله وكذلك أيضاً ( حينما دنا من الصفا قرأ : (( إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّه )) أبدأ بما بدأ الله به ) ليشعر نفسه أن هذا السعي من شعائر الله وأنه يبدأ بالصفا لأن الله بدأ به وهكذا أيضا ينبغي لنا في كل طاعة أن نشعر بأننا نفعلها امتثالا لأمر الله مثلا الوضوء أكثرنا يتوضأ الآن على أي أساس ؟ أجيبوا على أن الوضوء شرط لصحة الصلاة هذا هو الذي يكون على ذهن الإنسان لكن ينبغي أن ينوي بذلك أنه ممتثل لقوله تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ )) حتى يشعر بالعبادة والتذلل لله عز وجل، كذلك أيضا هو يتوضأ الآن على صفة مخصوصة ينبغي أن يشعر بأنه يتبع بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يكون جامعاً بين الإخلاص والمتابعة هذه مسألة والله نغفل عنها كثيرا ، كثيراً ما نغفل عنها ، نقول نتوضأ لأننا نعتقد أن الوضوء شرط لصحة الصلاة لكن كوننا نشعر بأن هذا من أمر الله خير على هذا ينبغي للإنسان إذا فرغ من الطواف وتقدم إلى مقام إبراهيم أن يتلو هذه الآية وإذا دنا من الصفا أول مرة إذا دنا من الصفا لا إذا صعد عليه أن يقول : (( إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ )) ولا يعيدها مرة ثانية لا عند الصفا ولا عند المروة نعم .