هل لحم البقر داء وما صحة الحديث الوارد فيه ؟ حفظ
السائل : فضيلة الشّيخ حفظكم الله في حديث لحوم البقر الذي جاء في آخره أنّ لحمه داء، بعض العلماء المعاصرين صحّحه، فكيف الجمع بين تصحيحهم وتضعيف بعض علماء السّلف له؟
الشيخ : هذا لا يحتاج إلى جمع، أتظنّ أنّ ربّك سبحانه وتعالى يبيحُ لك ما فيه ضررك؟!
لا يمكن، إذا كان أباح لحم البقر بنصّ القرآن كيف يقال أنّ لحمها داء؟!
إذا كان الحديث الشّاذّ الذي يخالف الذي هو أرجح منه في الرّواية يردّ، فالحديث المخالف للقرآن يجب ردّه، ولهذا نقول: من صحّحه من المتأخّرين وإن كان على جانب كبير من علم الحديث فهذا غَلط، يعتبر تصحيحه غلطًا، والإنسان يجب أن لا ينظر إلى مجرّد السّند، ينظر إلى السّند والمتن، ولهذا قال العلماء في شرط الصّحيح والحسن: يشترط أن لا يكون معلّلا ولا شاذّا، ولكن إذا تأمّلت أخطاء العلماء -رحمهم الله، ووفّق الأحياء منهم- علمت بأنّه لا معصوم إلاّ الرّسول عليه الصّلاة والسّلام، كلّ إنسان معرّض للخطر إمّا أن يكون خطأ يسيراً أو خطأ فادحاً، أنا أرى أنّ هذا من الخطأ الفادح أن يقول إنّ لحمها داء ولبنها شفاء أو دواء، كيف؟ سبحان الله! احكم على هذا الحديث بالوضع ولا تبالي، نعم.