هل من كلمة توجيهية لأولئك الذين يعتقدون في الأولياء الأموات وبركتهم.؟ حفظ
السائل : شيخ أحسن الله إليك هل من كلمة توجيهية لأولئك القوم الذين يعتقدون في الأولياء الذين توفوا أنّ لهم كرمات مازالت باقية؟
الشيخ : نعم نحن نقول: الأموات الذين ماتوا حتّى ولو علمنا صلاحهم قبل موتهم وأنهم من أولياء الله الذين آمنوا وكانوا يتّقون، فإنّ آثارهم الحسّيّة ذهبت لا شكّ لكن قد يكون للإنسان آثار معنويّة تعدّ من كراماته كقبول كتبه ومؤلّفاته، فمثلا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لا شكّ أنّ قبول الناّس لكتبه وانتفاعهم بها من كرامات الله عزّ وجلّ لهذا الرجل فإنّ هذه كرامة باقية، لكن كرامة حسّيّة بمعنى أن تنزل البركة بذكره أو ما أشبها ذلك هذا لا يجوز، وانتبه لقول الأولياء الذين آمنوا وكانوا يتّقون لأنّ بعض المدّعين للولاية هم من الأعداء وليسوا من الأولياء، فقد سمعنا أنّه يوجد أناس في الصّوفيّة وغير الصّوفيّة يقولون: إنّهم أولياء لله وهم أعداء لله، تجده يرى نفسه في مقام الرّبوبيّة ويرى أنّ من الأولياء من هو أفضل من الأنبياء، ويرى أنّ لأئمّتهم من المنزلة ما لا يبلغه ملك مقرّب ولا نبيّ مرسل، وما أشبه ذلك، هل نعدّ هذا من أولياء الله أو من أعداء الله؟
هذا من أعداء الله بلا شكّ، حتّى لو ادّعى الولاية، حتّى لو فُرِض أنّ الله أجرى على يديه أشياء خارقة للعادة فهي إمّا من الشّياطين، وإمّا ابتلاء من الله عزّ وجلّ، لأنّ الميزان في الولاية والعدواة هو هذا الذي ذكره الله عزّ وجلّ في قوله: (( ألاّ إنّ أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتّقون )) هذا هو الميزان، وما أحسن ما قال شيخ الإسلام -رحمه الله- كلمتان مأخوذتان من هذه الآية قال: " من كان مؤمناً تقيّاً كان لله وليّاً "، وقال: " بالصّبر واليقين تُنال الإمامة في الدّين " أخذًا من قول الله تعالى: (( وجعلناهم أئمّة يهدون بأمرنا لمّا صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون ))، فهاتان قاعدتان عظيمتان وميزانان لا يبخسان، من الوليّ؟
السائل : المؤمن.
الشيخ : لا، المؤمن التّقيّ، من الإمام؟
السائل : الصّابر .
الشيخ : الصّابر الموقن لآيات الله عزّ وجلّ.
السائل : شيخ بالنّسبة للاعتقاد الحسّيّ، هم إلى الآن يتبرّكون بالآثار التي لا تنفع شيئا.
الشيخ : مثل إيش؟
السائل : مثل أن يأتي إلى القبر ويتمسّح بالتّراب وما أشبه ذلك.
الشيخ : هذا حسّيّ.
السائل : بالتّراب وما أشبه ذلك.
الشيخ : هذا حسّيّ، هذا لا يجوز.
السائل : أي نعم.
الشيخ : التبرّك بتراب القبر جهل وضلال، أوّلاً تراب القبر لم يمس هذا الرّجل المدفون، هو في الأعلى ليس له علاقة به.
والثّاني: أنّ هذا التّراب تبول عليه الكلاب كيف يتبرّك به؟!
والثالث: أنّ هذا لا يفيد وإن أفاد فهو امتحان من الله عزّ وجلّ، نعم.