ما رأيكم في البيع بالمرابحة لمن لا يريد الشراء.؟ حفظ
السائل : عندنا سؤالين جزاك الله خيرا يا شيخ، السّؤال الأوّل: ما رأيكم في نظام البيع بالمرابحة؟
الشيخ : البيع بالمرابحة !
السائل : نعم.
الشيخ : أن أشتري سلعة بألف .
السائل : نعم.
الشيخ : ثمّ يأتيني شخص آخر، ويقول بعنيها بربح، سواء مؤجّل أو غير مؤجّل، أقول له: ليس هناك مانع، أربحني بالألف مائة وأبيعها عليك، هذا لا بأس به.
السائل : لا بأس به؟
الشيخ : ولا إشكال فيه، هذا السّؤال يقول: عندي سلعة اشتريتها بألف ويأتي إنسان ويقول: بعنيها بربح عشرة في المائة أو ما أشبه ذلك .
السائل : أوضّح لك يا شيخ كيف يكون النّظام عندنا: فمثلا أنت تريد أن تشتري بيتاً بسعر مثلا مائة ألف دينار.
الشيخ : نعم.
السائل : وأنت تريد إكمال هذا المبلغ من البنك، يقول: نعم أنا أكمل لك باقي المبلغ، مثلا عشرين ألف، ويقول: أبيع عليك البيت وآخذ مائة وعشرة آلاف يعني ربح له خمسين بالمائة هذا هو.
الشيخ : غلط هذا، يعني إنسان اشترى بيتاً بثمانين.
السائل : نعم، يعني هو يشتريه من المالك ثمّ يبيعه مرّة ثانية.
الشيخ : هذا حرام بالإجماع الظّاهر، ما أحد يقول بهذا، الآن افهموا الصّورة هذه: اشتريت هذا الشّيء مثلا بمائة، وأنا ليس عندي مال، ذهبت إلى التّاجر وقال: أنا أشتريه منك بمائة وأبيعه عليك بمائة وعشرين هذا حرام ما فيه إشكال، إن كان هذا سؤالك فهو حرام وليس فيه إشكالاً.
السائل : ليس هو ... فأذهب إلى البنك وأقول: اشتروا لي هذا البيت الذي بمائة ألف يقولون نحن نشتريه لك .
الشيخ : بمائة ألف.
السائل : من صاحبه، ثمّ نبيعه عليك بمائة وعشرين أو مائة وثلاثين.
الشيخ : فاهمين الصّورة الآن؟
السائل : نعم.
الشيخ : طيب، الآن البنك لولا أنّ هذا جاء وقال: اشتر لي البيت يشتريه أو لا؟
لا يشتريه، إذن هذا الشّراء من البنك حيلة، حيلة على الرّبا، فبدلاً أن يقول البنك: خذ هذه المائة ألف بمائة وعشرين واشتر أنت البيت، بدل من هذا يقول: أنا أشتريه وأبيعه عليك، فهل للبنك غرض في شراء هذا البيت إلاّ الزّيادة الرّبويّة؟
أجيبوا يا جماعة؟
السائل : لا.
الشيخ : لا بدّ أن يكون عندنا عقل يعني، معلوم أنّ البنك ليس له مصلحة بالبيت لولا أنّك أتيته وطلبت منه ما اشتراه، إذن ليس تاجراً، لكنّه متحيّل على من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصّدور .
بدل من أن يقول البنك: خذ مائة ألف اشتري بها البيت وأعطني بدلها على رأس السّنة مائة وعشرين قال: أنا أشتري البيت وأبيعه عليك، الله المستعان! أيها أقرب حيلة للرّبا هذا أو ما فعلته اليهود؟!
لمّا حرّمت عليهم الشّحوم قالوا: لا نأكل الشّحوم، ذوّبها حتى تكون ودكًا ثمّ بع الودك وكل ثمنه، هذا أبعد، يعني حيلة اليهود أبعد من الحرام من الحيلة التي ذكرتها لك، هذا أنا لا أشكّ أنّها حرام، وأنصح إخواني منها وأقول: ربّما كانت قسوة القلوب والبعد عن علاّم الغيوب بسبب هذه المآكل المحرّمة التي لا يكاد أحدٌ يقلع منها لأنّه يرى أنّها حلال وربّما أفتاه بعض النّاس في ذلك، ونحن أمّة صرحاء، أمّة إسلاميّة نأتي البيوت من أبوابها، ونأتي الشّيء مثل الشّمس، وكلّ يعرف أنّه بدلاً من أن يقول للبنك خذ المائة اشتر بها البيت وهي عليك بمائة وعشرين إلى سنة، هذا كلّ يعرف أنّه حرام ولا أحد يقول أنّه حلال.
أو يقول: أين المائة التي تريد فيذهب البنك ويشتريه بمائة ويبيعه على هذا بمائة وعشرين، ليس هناك فرق يا إخوان.
أمّا لو كان البيت أوّ السّيّارة عند البنك من الأصل وباعه عليك بربح ، اشتراه بمائة وقال بمائة وعشرين عليك هذه ليس فيها شيء، ليس فيها شيء إلاّ إذا كان القصد الدّراهم وهي مسألة التّورّق وفيها خلاف.
السائل : هو لا يلزم.
الشيخ : مسألة عدم الإلزام هي دهن على رمل.
السائل : ما يلزمه.
الشيخ : أوّلاً بارك الله فيك، هل يعقل أنّ هذا الرّجل الذي اختار هذا البيت أو السّيّارة هل يعقل أن يتراجع وهو يعرف ثمنها ويريدها؟
يعني إن وجد واحد مِن ألف يمكن، نادر جدًّا، لا يمكن يأتي ويختارها وبعد ذلك يتراجع.
ثانياً: إذا تراجع كتبت سوداء في صفحته، لا يوثق به بعد ذلك، طيب إذن إن لم يتراجع هههه.
السائل : إذا قال لا ألتزم إلا بعد شراءكم؟
الشيخ : والله يا أخي شوف، أنا أقول يا إخوان نحن أمّة إسلاميّة ونبيّنا عليه الصّلاة والسّلام قال: ( لا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود فتستحلّوا محارم الله بأدنى الحيل ) والله ثمّ والله ثمّ والله لو كان فيها شيء من الحلّ لكنت أُفتي به، لكن كيف أقابل ربّ العالمين الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصّدور!!
اتركوا البنك يشتري ما شاء من الأراضي أو من الدّور، أو من السّيّارات، ويعرضها للبيع آتي أنا وأقول أريدها نقدًا فيقول: بمائة، يأتي الثاني يقول أريدها مقسّطة يقول: بمائة وعشرين هذا لا أحد ينكر أن يقول جائز إن شاء الله، أمّا هذه فهي لعبة يا إخوان فكّروا فيها لكم من الآن إلى أن تبلغ الرّوح الحلقوم وأعلموني ما هي النّتيجة؟
السائل : جزاك الله خيراً.
الشيخ : والآن أذّن، وهذا صاحب التّسجيل يومئ بيديه يقول : الهمام الهمام.
سبحانك ربّنا وبحمدك أشهد أن لا إله إلاّ أنت أستغفرك وأتوب إليك.
بارك الله فيكم وأبشروا بالخير من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهّل الله له به طريقاً إلى الجنّة.
السائل : نحبك في الله.
الشيخ : أحبكم الله.