تفسير الآيات ( 22 - 38 ) من سورة الواقعة . حفظ
الشيخ : وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فهذا هو اللقاء الثاني بعد المائتين من اللقاء المعروف بلقاء الباب المفتوح الذي يتم في كل يوم خميس، وهذا اليوم الخميس هو السادس من شهر المحرم عام عشرين وأربعمائة وألف، أسأل الله تبارك وتعالى أن يجعل هذه اللقاءات وما شابهها مفيدة للجميع، في الأسبوع القادم ستكون إجازة لنا ولكم.
نبدأ هذا اللقاء بما اعتدناه من الكلام على بعض آيات الكتاب الحكيم وانتهينا إلى إلى قول الله تبارك وتعالى في ذكر ثواب السابقين إلى الخيرات في الدنيا وإلى طاعة الله عز وجل السابقين إلى ثواب الله يوم القيامة وما أعد الله لهم في جنات النعيم.
قال الله عز وجل : (( وَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثَالِ الْلُؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ )) حور أي : بيض، عين أي : حسنات الأعين، لأن عين جمع عيناء وهي ذات العين الواسعة الجميلة.
(( كَأَمْثَالِ الْلُؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ )) المكنون يعني: مغطى حتى لا تفسده الشمس ولا الهواء ولا الغبار فيكون صافيًا من أحسن اللؤلؤ.
(( جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )) أي : يجزون بهذا الثواب الجزيل (( جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )) أي : بعملهم أو بالذي كانوا يعملونه، فـما هنا يصح أن تكون مصدرية ويصح أن تكون اسمًا موصولًا، الباء هنا للسببية، والباء في اللغة العربية هي حرف جر معروف لها معان كثيرة حسب السياق، فمثلًا إذا قلت : بعت عليك ثوبًا بدينار فالباء هنا للعوض، أي : هذا عوض هذا فيكون الثمن مكافئًا للمثمن ولا فرق بينهما، وتأتي الباء للسببية كما في قوله تعالى : (( فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ )) فقوله : (( فَأَخْرَجْنَا بِهِ )) أي : بسببه.
الباء هنا (( جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )) هل هي للعوض أو للسببية ؟ نسأل الأخ نعم للعوض تعرف الفرق بينهما العوض معناه أن الشيئين متكافئان من يعرف؟ الأخ يالا أجب من ؟ نعم .
السائل : السببية .
الشيخ : الباء للسببية نعم الباء للسببية ولا تصلح أن تكون للعوض، لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( لن يدخل الجنة أحد بعمله ) أي : بعوض ( قالوا : ولا أنت يا رسول الله قال : ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته ) .
إذًا الباء في قوله : (( جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )) أي : بسبب عملهم وليس بمعنى أنه عوض، لأن الله لو أراد أن يعوضنا لكانت نعمة واحدة تحيط بجميع أعمالنا، أليس كذلك ؟ (( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا )) لكن إن نعد أعمالنا أحصيناها، انتبه لهذا! ولذلك استشكل بعض العلماء كيف يقول الله عز وجل : (( جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )) والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول : ( لن يدخل الجنة أحد بعمله ) أجابوا عن ذلك بأن الباء في النفي باء عوض والباء في الإثبات باء إيش ؟ باء السببية.
(( لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلا تَأْثِيماً * إِلَّا قِيلاً سَلاماً سَلاماً )) (( لا يَسْمَعُونَ )) أي : أهل الجنة (( لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً )) أي : كلامًا لا فائدة منه (( وَلا تَأْثِيماً )) أي : كلامًا يأثم به الإنسان، فالكلام القبيح لا يوجد والكلام الذي لا خير فيه لا يوجد.
(( إِلَّا قِيلاً سَلاماً سَلاماً )) قوله : (( إِلَّا قِيلاً )) هذا يسميه النحويون استثناء منقطعًا، والاستثناء المنقطع هو الذي يكون فيه المستثنى من غير جنس المستثنى منهـ فقوله : (( إِلَّا قِيلاً سَلاماً سَلاماً )) هل هي من اللغو ؟ أجيبوا لا من التأثيم ؟ لا إذًا الاستثناء هنا منقطع وعلامة الاستثناء المنقطع أن تجعل بدل إلا لكن فيستقيم الكلام، فهنا لو قيل في غير القرآن : لا يسمعون فيها لغوًا ولا تأثيمًا لكن قيلًا لاستقام الكلام، إذًا إلا هنا للاستثناء أكمل المنقطع لأن المستثنى ليس من جنس المستثنى منه، ومثل ذلك قوله تبارك تعالى : (( فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ * لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ * إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ * فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ )) قوله : (( إِلَّا )) هنا الاستثناء منقطع لأن ما بعد إلا ليس من جنس ما قبلها، لأن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ليس بمسيطر لا على الكافرين ولا غيرهم فتكون إلا هنا بمعنى إيش ؟ لكن، ولهذا جاءت الفاء (( فَيُعَذِّبُهُ )) وعليه لو أن أحدًا وقف وقال : (( لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ )) فالوقف صحيح لأن إلا هنا منقطعة ليست متصلة بما قبلها.
(( إِلَّا قِيلاً سَلاماً سَلاماً )) يعني: إلا قولًا فيه السلام وإدخال السرور والفرح بين أهل الجنة جعلنا الله وإياكم منهم.
ثم قال عز وجل : (( وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ )) هذه الطبقة الثانية، الطبقة الأولى ما وصفهم ؟ (( السَّابِقُونَ )) الطبقة الثانية (( وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ )) دونهم (( مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ )) استفهام تعجب وتفخيم يعني: أي قوم هؤلاء ؟
(( فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ * وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ * وَظِلٍّ مَمْدُودٍ * وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ * وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ * وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ )) كم هذه ؟ ستة
(( فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ )) السدر معروف شجر معروف بارد ظله منشط، لكن لا تظن أن السدر الذي في الجنة كالسدر الذي في الدنيا الاسم واحد والمعنى مختلف، كما قال الله تعالى : (( فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )) ولو كان ما في الجنة كالذي في الدنيا لكنا نعلم، لكن الاسم اسم والمعنى يختلف يعني حقيقة الشيء تختلف.
(( فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ )) يعني: أنه ليس فيه شوك.
(( وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ )) الطلح قيل : إنه شجر الموز، والمنضود معناه: الذي ملئ ثمرة ولكن مع هذا ليس ما في الجنة كالذي في الدنيا.
(( وَظِلٍّ مَمْدُودٍ )) ظل يعني لا نهاية له، لأنه ما فيه شمس في الجنة ما في شمس بل هي ظل، وصفها بعض السلف بأنها كالنور الذي يكون قرب طلوع الشمس، تجد الأرض مملوءة نورًا ولكن لا تشاهد شمسًا فهو ظل ممدود أي : ممدود في المساحة ممدود في الزمن دائمًا.
(( وَظِلٍّ مَمْدُودٍ * وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ )) الفاكهة كل طعام أو شراب يتفكه به الإنسان، لأن طعامك وشرابك أحيانًا يكو ضروريًا معتادًا لا تتفكه فيه لكنه شيء ضروري للبقاء، والثاني فاكهة يتفكه به الإنسان مثل إيش ؟ الفاكهة في الدنيا تفاح خير برتقال موز أشياء كثيرة، طيب (( كثيرة )) يعني ليس فيها قلة في أي وقت من الأوقات تجد هذه الفاكهة بينما في الدنيا الفواكه لها إيش ؟ لها أوقات معنية تنقطع، ولهذا قال : (( لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ )) يعني لا تقطع أبدًا في كل الأوقات ليل ونهار مع أنه ليس فيه ليل ولا نهار لكنها دائمة (( وَلا مَمْنُوعَةٍ )) يعني لا أحد يمنعك منها بل قد قال الله تعالى : (( قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ )) أي : ما يقطفه الإنسان من الثمرة داني، حتى إنه الإنسان إذا اشتهى ثمرة فوق تدلى الغصن حتى يكون بين يديه، الله أكبر! بدون تعب، فاكهة الدنيا مقطوعة تأتي في وقت دون آخر، ممنوعة ولا غير ممنوعة ؟ ممنوعة أيضًا لا يمكن أن تدخل البستان وتأكل كما شئت يمنعك صاحب البستان، أما في الآخرة فلا.
أما قوله : (( وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ )) وهي قبل هذه الآية نسيتها فالمعنى أنه ماء مستمر دائمًا كما قال الله عز وجل : (( فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ )) دائمًا، وغير الماء أيضًا فيه أنهار أخرى من عسل ولبن وخمر فالأنواع أربعة، وقد ورد في الحديث أن هذه الأنهار تجري بدون أخدود، تعرفون الأخدود ؟ من يعرف ؟ إيش ؟ لا، الآن السواقي لها أخدود يعني شيء مرتفع نحن نسميها في لغتنا أهل القصيم الزلة ... تعرفونها هكذا؟ طيب هذه تمنع الماء يذهب يمينًا وشمالًا يمينًا وشمالًا الجنة ما فيها أخدود، كذلك أيضًا في الدنيا إذا لم يكن أخدود لا بد من حفر للماء يمشي مع هذا الحفر، في الجنة ما فيها لا هذا ولا هذا أنهار تمشي بدون أخدود، سبحان الله العظيم! قال ابن القيم رحمه الله في * النونية * :
" أنهارها في غير أخدود جرت *** سبحان ممسكها عن الفيضان "
الله أكبر سبحانه! ما تحتاج إلى تعب لا إقامة أخدود ولا حفر خنادق، إذا قال قائل : هل هذا ممكن ؟ نقول : لا تتحدث هل هذا ممكن ؟ صدق، أما ممكن غير ممكن ما هو بوارد أخبار الغيب ما فيها ممكن وغير ممكن صدق ولا تتحدث، أليس النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أخبرنا بأن الله ينزل إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر ؟ الجواب : بلى وهو سبحانه وتعالى له العلو المطلق، كيف يكون عالي وينزل ؟ كيف يكون ؟ ما الواجب ؟ الواجب التصديق ولا نقول : كيف ولم هذا شيء فوق مستوى عقولنا، أمور الغيب أيها الإخوة الشباب ومن فوقهم أمور الغيب لا تسأل عنها ما دام ثبتت في القرآن أو السنة لا تسأل عنها، لأنه لا يمكنك الإحاطة بها قل : آمنت بالله ورسوله واستمر، هنا نقول : أنهار الجنة تمشي بغير أخدود هل هذا ممكن ؟ أمكن أو لم يمكن ما يهمنا ما دام ثبت عن المعصوم وجب علينا التصديق على أنه في الدنيا ممكن الآن لو مسحت يدك بدهن وصببت عليها الماء ما تجد أنها تكون زبرًا زبرًا بدون شيء بدون حائل بدون حفرة هذا وهو في الدنيا، أما في الآخرة فهو أعظم أليس الله تعالى يقول في أهل الجنة : (( فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ * قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ * يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ * أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَإِنَّا لَمَدِينُونَ )) قرينه في الدنيا يقول : أنت تصدق إننا بعد ما نكون ترابًا وعظامًا أننا نبعث ونجازى تصدق بهذا ؟ شوف كيف التلبيس ما جواب المؤمن ؟ قولوا يا جماعة هل تصدق أنك بعد ما تموت وترمس في التراب وتصير عظام ورفات أنك تبعث ؟ أصدق والله أشد مما أصدق الشمس، هذا القرين السيء يقول قرينه : أنت تصدق بهذا ؟ (( أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَإِنَّا لَمَدِينُونَ )) وهو قرينه في الدنيا لكن هذا من الله عليه بالثبات وثبت وصار من أهل الجنة فقال لأصحابه : (( هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ )) تعالوا نطلع على قرينه اللي كان يقول له الكلام هذا (( فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ )) في قعر الجحيم وهذا في أعلى عليين في الجنة قال له يخاطبه : (( تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ )) أي : لتهلكني بإيش ؟ بقوله : أتصدق بهذا (( وَلَوْلا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنْ الْمُحْضَرِينَ )) للعذاب كما أنت محضر الآن، يخاطب هذا في أعلى عليين وهذا في أسفل السافلين ويطلع عليه (( هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ )) ؟ هل هذا ممكن ؟ كلنا نقول : ما هو ممكن ما هو ممكن في الدنيا وإلا في الآخرة مصدقين على طول ما في إشكال، لكن وجدنا الآن أنه يوجد في الدنيا من صنع الآدمي الآن فيه هواتف يتخاطب بها القريب والبعيد ويتراءون الصور موجود هذا ولا غير موجود ؟ موجود وهو من صنع من ؟ من صنع البشر كيف بصنع الخالق عز وجل ؟ أنا قصدي بهذا يا إخوان أن لا تستبعدوا شيئًا مما أخبر الله به ورسوله ويجب عليكم أن تصدقوا على طول ولا توردوا على أنفسكم ولا على غيركم كيف يكون هذا هذا خبر صادق عن الله ورسوله قل : آمنت بالله واستقم على دين الله.
هنا يقول الله عز وجل : (( وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ * وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ )) الفرش : الفرش ما ينام عليه الإنسان جمع فراش مرفوعة عالية شوف الآن (( فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ * وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ * وَظِلٍّ مَمْدُودٍ * وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ * وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ * وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ )) ماذا الذي معك على الفراش ؟ الحور الحور، ولهذا قال : (( إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً )) بعد ما ذكر الفرش يعني ينتقل الذهن إلى من يصاحبني في هذا الفراش قال : (( إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً )) (( إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً )) يعني (( أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاء )) غريبًا عجيبًا بديعًا، فسر هذا الإنشاء بقوله : (( فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً )) هؤلاء الزوجات أبكار مهما أتاها زوجها عادت بكرًا سبحان الله! (( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ )) نساء الدنيا إذا افتض الزوج بكارة المرأة خلاص لا تعود بكارتها لكن في الآخرة تعود من حين ما ينتهي منها تعود بكرًا (( فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً * عُرُباً أَتْرَاباً )) العُرب المتحببات إلى أزواجهن سبحان الله هذا كمال المتعة أن تكون الزوجة تحبب لزوجها وتتقرب إليه وتغريه في نفسها بخلاف نساء الدنيا، نساء الدنيا إذا أتاها الزوج يريدها وإذا بها متكرهة متبذلة تتعبه قبل أن ينال مراده منها، لكن الآخرة هن إيش ؟ عُرب متحببات للزوج يفعلن كل ما يوجب محبته لهن أترابًا على سن واحدة لا تختلف أسنانهن، نساء الدنيا واحدة عجوز لها خمسين سنة وواحدة شابة لها خمسة عشر سنة وما بينهما ثنتين لأن الزوج في الدنيا ما يملك نعم إلا أربعًا واحدة خمسين وواحدة أربعين وواحدة ثلاثين وواحدة عشرين السنين مختلفة، بالطبع أنه إذا اختلفت السنين تختلف رغبة الزوج، أليس كذلك ؟ في الغالب يرغب في الصغيرة أكثر مما يرغب في الكبيرة فيبقى متذبذبًا، لكن في الآخرة أتراب ما تختلف أسنانهن على سن واحدة.
ثم قال عز وجل : (( لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ )) أي : ذلك المذكور من النعيم النفسي والبدني لأصحاب اليمين، اللهم اجعلنا من السابقين الأولين يا رب العالمين إنك على كل شيء قدير.
والآن إلى الأسئلة نبدأ باليمين .
أما بعد:
فهذا هو اللقاء الثاني بعد المائتين من اللقاء المعروف بلقاء الباب المفتوح الذي يتم في كل يوم خميس، وهذا اليوم الخميس هو السادس من شهر المحرم عام عشرين وأربعمائة وألف، أسأل الله تبارك وتعالى أن يجعل هذه اللقاءات وما شابهها مفيدة للجميع، في الأسبوع القادم ستكون إجازة لنا ولكم.
نبدأ هذا اللقاء بما اعتدناه من الكلام على بعض آيات الكتاب الحكيم وانتهينا إلى إلى قول الله تبارك وتعالى في ذكر ثواب السابقين إلى الخيرات في الدنيا وإلى طاعة الله عز وجل السابقين إلى ثواب الله يوم القيامة وما أعد الله لهم في جنات النعيم.
قال الله عز وجل : (( وَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثَالِ الْلُؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ )) حور أي : بيض، عين أي : حسنات الأعين، لأن عين جمع عيناء وهي ذات العين الواسعة الجميلة.
(( كَأَمْثَالِ الْلُؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ )) المكنون يعني: مغطى حتى لا تفسده الشمس ولا الهواء ولا الغبار فيكون صافيًا من أحسن اللؤلؤ.
(( جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )) أي : يجزون بهذا الثواب الجزيل (( جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )) أي : بعملهم أو بالذي كانوا يعملونه، فـما هنا يصح أن تكون مصدرية ويصح أن تكون اسمًا موصولًا، الباء هنا للسببية، والباء في اللغة العربية هي حرف جر معروف لها معان كثيرة حسب السياق، فمثلًا إذا قلت : بعت عليك ثوبًا بدينار فالباء هنا للعوض، أي : هذا عوض هذا فيكون الثمن مكافئًا للمثمن ولا فرق بينهما، وتأتي الباء للسببية كما في قوله تعالى : (( فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ )) فقوله : (( فَأَخْرَجْنَا بِهِ )) أي : بسببه.
الباء هنا (( جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )) هل هي للعوض أو للسببية ؟ نسأل الأخ نعم للعوض تعرف الفرق بينهما العوض معناه أن الشيئين متكافئان من يعرف؟ الأخ يالا أجب من ؟ نعم .
السائل : السببية .
الشيخ : الباء للسببية نعم الباء للسببية ولا تصلح أن تكون للعوض، لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( لن يدخل الجنة أحد بعمله ) أي : بعوض ( قالوا : ولا أنت يا رسول الله قال : ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته ) .
إذًا الباء في قوله : (( جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )) أي : بسبب عملهم وليس بمعنى أنه عوض، لأن الله لو أراد أن يعوضنا لكانت نعمة واحدة تحيط بجميع أعمالنا، أليس كذلك ؟ (( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا )) لكن إن نعد أعمالنا أحصيناها، انتبه لهذا! ولذلك استشكل بعض العلماء كيف يقول الله عز وجل : (( جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )) والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول : ( لن يدخل الجنة أحد بعمله ) أجابوا عن ذلك بأن الباء في النفي باء عوض والباء في الإثبات باء إيش ؟ باء السببية.
(( لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلا تَأْثِيماً * إِلَّا قِيلاً سَلاماً سَلاماً )) (( لا يَسْمَعُونَ )) أي : أهل الجنة (( لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً )) أي : كلامًا لا فائدة منه (( وَلا تَأْثِيماً )) أي : كلامًا يأثم به الإنسان، فالكلام القبيح لا يوجد والكلام الذي لا خير فيه لا يوجد.
(( إِلَّا قِيلاً سَلاماً سَلاماً )) قوله : (( إِلَّا قِيلاً )) هذا يسميه النحويون استثناء منقطعًا، والاستثناء المنقطع هو الذي يكون فيه المستثنى من غير جنس المستثنى منهـ فقوله : (( إِلَّا قِيلاً سَلاماً سَلاماً )) هل هي من اللغو ؟ أجيبوا لا من التأثيم ؟ لا إذًا الاستثناء هنا منقطع وعلامة الاستثناء المنقطع أن تجعل بدل إلا لكن فيستقيم الكلام، فهنا لو قيل في غير القرآن : لا يسمعون فيها لغوًا ولا تأثيمًا لكن قيلًا لاستقام الكلام، إذًا إلا هنا للاستثناء أكمل المنقطع لأن المستثنى ليس من جنس المستثنى منه، ومثل ذلك قوله تبارك تعالى : (( فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ * لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ * إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ * فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ )) قوله : (( إِلَّا )) هنا الاستثناء منقطع لأن ما بعد إلا ليس من جنس ما قبلها، لأن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ليس بمسيطر لا على الكافرين ولا غيرهم فتكون إلا هنا بمعنى إيش ؟ لكن، ولهذا جاءت الفاء (( فَيُعَذِّبُهُ )) وعليه لو أن أحدًا وقف وقال : (( لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ )) فالوقف صحيح لأن إلا هنا منقطعة ليست متصلة بما قبلها.
(( إِلَّا قِيلاً سَلاماً سَلاماً )) يعني: إلا قولًا فيه السلام وإدخال السرور والفرح بين أهل الجنة جعلنا الله وإياكم منهم.
ثم قال عز وجل : (( وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ )) هذه الطبقة الثانية، الطبقة الأولى ما وصفهم ؟ (( السَّابِقُونَ )) الطبقة الثانية (( وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ )) دونهم (( مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ )) استفهام تعجب وتفخيم يعني: أي قوم هؤلاء ؟
(( فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ * وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ * وَظِلٍّ مَمْدُودٍ * وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ * وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ * وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ )) كم هذه ؟ ستة
(( فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ )) السدر معروف شجر معروف بارد ظله منشط، لكن لا تظن أن السدر الذي في الجنة كالسدر الذي في الدنيا الاسم واحد والمعنى مختلف، كما قال الله تعالى : (( فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )) ولو كان ما في الجنة كالذي في الدنيا لكنا نعلم، لكن الاسم اسم والمعنى يختلف يعني حقيقة الشيء تختلف.
(( فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ )) يعني: أنه ليس فيه شوك.
(( وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ )) الطلح قيل : إنه شجر الموز، والمنضود معناه: الذي ملئ ثمرة ولكن مع هذا ليس ما في الجنة كالذي في الدنيا.
(( وَظِلٍّ مَمْدُودٍ )) ظل يعني لا نهاية له، لأنه ما فيه شمس في الجنة ما في شمس بل هي ظل، وصفها بعض السلف بأنها كالنور الذي يكون قرب طلوع الشمس، تجد الأرض مملوءة نورًا ولكن لا تشاهد شمسًا فهو ظل ممدود أي : ممدود في المساحة ممدود في الزمن دائمًا.
(( وَظِلٍّ مَمْدُودٍ * وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ )) الفاكهة كل طعام أو شراب يتفكه به الإنسان، لأن طعامك وشرابك أحيانًا يكو ضروريًا معتادًا لا تتفكه فيه لكنه شيء ضروري للبقاء، والثاني فاكهة يتفكه به الإنسان مثل إيش ؟ الفاكهة في الدنيا تفاح خير برتقال موز أشياء كثيرة، طيب (( كثيرة )) يعني ليس فيها قلة في أي وقت من الأوقات تجد هذه الفاكهة بينما في الدنيا الفواكه لها إيش ؟ لها أوقات معنية تنقطع، ولهذا قال : (( لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ )) يعني لا تقطع أبدًا في كل الأوقات ليل ونهار مع أنه ليس فيه ليل ولا نهار لكنها دائمة (( وَلا مَمْنُوعَةٍ )) يعني لا أحد يمنعك منها بل قد قال الله تعالى : (( قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ )) أي : ما يقطفه الإنسان من الثمرة داني، حتى إنه الإنسان إذا اشتهى ثمرة فوق تدلى الغصن حتى يكون بين يديه، الله أكبر! بدون تعب، فاكهة الدنيا مقطوعة تأتي في وقت دون آخر، ممنوعة ولا غير ممنوعة ؟ ممنوعة أيضًا لا يمكن أن تدخل البستان وتأكل كما شئت يمنعك صاحب البستان، أما في الآخرة فلا.
أما قوله : (( وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ )) وهي قبل هذه الآية نسيتها فالمعنى أنه ماء مستمر دائمًا كما قال الله عز وجل : (( فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ )) دائمًا، وغير الماء أيضًا فيه أنهار أخرى من عسل ولبن وخمر فالأنواع أربعة، وقد ورد في الحديث أن هذه الأنهار تجري بدون أخدود، تعرفون الأخدود ؟ من يعرف ؟ إيش ؟ لا، الآن السواقي لها أخدود يعني شيء مرتفع نحن نسميها في لغتنا أهل القصيم الزلة ... تعرفونها هكذا؟ طيب هذه تمنع الماء يذهب يمينًا وشمالًا يمينًا وشمالًا الجنة ما فيها أخدود، كذلك أيضًا في الدنيا إذا لم يكن أخدود لا بد من حفر للماء يمشي مع هذا الحفر، في الجنة ما فيها لا هذا ولا هذا أنهار تمشي بدون أخدود، سبحان الله العظيم! قال ابن القيم رحمه الله في * النونية * :
" أنهارها في غير أخدود جرت *** سبحان ممسكها عن الفيضان "
الله أكبر سبحانه! ما تحتاج إلى تعب لا إقامة أخدود ولا حفر خنادق، إذا قال قائل : هل هذا ممكن ؟ نقول : لا تتحدث هل هذا ممكن ؟ صدق، أما ممكن غير ممكن ما هو بوارد أخبار الغيب ما فيها ممكن وغير ممكن صدق ولا تتحدث، أليس النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أخبرنا بأن الله ينزل إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر ؟ الجواب : بلى وهو سبحانه وتعالى له العلو المطلق، كيف يكون عالي وينزل ؟ كيف يكون ؟ ما الواجب ؟ الواجب التصديق ولا نقول : كيف ولم هذا شيء فوق مستوى عقولنا، أمور الغيب أيها الإخوة الشباب ومن فوقهم أمور الغيب لا تسأل عنها ما دام ثبتت في القرآن أو السنة لا تسأل عنها، لأنه لا يمكنك الإحاطة بها قل : آمنت بالله ورسوله واستمر، هنا نقول : أنهار الجنة تمشي بغير أخدود هل هذا ممكن ؟ أمكن أو لم يمكن ما يهمنا ما دام ثبت عن المعصوم وجب علينا التصديق على أنه في الدنيا ممكن الآن لو مسحت يدك بدهن وصببت عليها الماء ما تجد أنها تكون زبرًا زبرًا بدون شيء بدون حائل بدون حفرة هذا وهو في الدنيا، أما في الآخرة فهو أعظم أليس الله تعالى يقول في أهل الجنة : (( فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ * قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ * يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ * أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَإِنَّا لَمَدِينُونَ )) قرينه في الدنيا يقول : أنت تصدق إننا بعد ما نكون ترابًا وعظامًا أننا نبعث ونجازى تصدق بهذا ؟ شوف كيف التلبيس ما جواب المؤمن ؟ قولوا يا جماعة هل تصدق أنك بعد ما تموت وترمس في التراب وتصير عظام ورفات أنك تبعث ؟ أصدق والله أشد مما أصدق الشمس، هذا القرين السيء يقول قرينه : أنت تصدق بهذا ؟ (( أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَإِنَّا لَمَدِينُونَ )) وهو قرينه في الدنيا لكن هذا من الله عليه بالثبات وثبت وصار من أهل الجنة فقال لأصحابه : (( هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ )) تعالوا نطلع على قرينه اللي كان يقول له الكلام هذا (( فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ )) في قعر الجحيم وهذا في أعلى عليين في الجنة قال له يخاطبه : (( تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ )) أي : لتهلكني بإيش ؟ بقوله : أتصدق بهذا (( وَلَوْلا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنْ الْمُحْضَرِينَ )) للعذاب كما أنت محضر الآن، يخاطب هذا في أعلى عليين وهذا في أسفل السافلين ويطلع عليه (( هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ )) ؟ هل هذا ممكن ؟ كلنا نقول : ما هو ممكن ما هو ممكن في الدنيا وإلا في الآخرة مصدقين على طول ما في إشكال، لكن وجدنا الآن أنه يوجد في الدنيا من صنع الآدمي الآن فيه هواتف يتخاطب بها القريب والبعيد ويتراءون الصور موجود هذا ولا غير موجود ؟ موجود وهو من صنع من ؟ من صنع البشر كيف بصنع الخالق عز وجل ؟ أنا قصدي بهذا يا إخوان أن لا تستبعدوا شيئًا مما أخبر الله به ورسوله ويجب عليكم أن تصدقوا على طول ولا توردوا على أنفسكم ولا على غيركم كيف يكون هذا هذا خبر صادق عن الله ورسوله قل : آمنت بالله واستقم على دين الله.
هنا يقول الله عز وجل : (( وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ * وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ )) الفرش : الفرش ما ينام عليه الإنسان جمع فراش مرفوعة عالية شوف الآن (( فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ * وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ * وَظِلٍّ مَمْدُودٍ * وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ * وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ * وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ )) ماذا الذي معك على الفراش ؟ الحور الحور، ولهذا قال : (( إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً )) بعد ما ذكر الفرش يعني ينتقل الذهن إلى من يصاحبني في هذا الفراش قال : (( إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً )) (( إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً )) يعني (( أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاء )) غريبًا عجيبًا بديعًا، فسر هذا الإنشاء بقوله : (( فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً )) هؤلاء الزوجات أبكار مهما أتاها زوجها عادت بكرًا سبحان الله! (( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ )) نساء الدنيا إذا افتض الزوج بكارة المرأة خلاص لا تعود بكارتها لكن في الآخرة تعود من حين ما ينتهي منها تعود بكرًا (( فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً * عُرُباً أَتْرَاباً )) العُرب المتحببات إلى أزواجهن سبحان الله هذا كمال المتعة أن تكون الزوجة تحبب لزوجها وتتقرب إليه وتغريه في نفسها بخلاف نساء الدنيا، نساء الدنيا إذا أتاها الزوج يريدها وإذا بها متكرهة متبذلة تتعبه قبل أن ينال مراده منها، لكن الآخرة هن إيش ؟ عُرب متحببات للزوج يفعلن كل ما يوجب محبته لهن أترابًا على سن واحدة لا تختلف أسنانهن، نساء الدنيا واحدة عجوز لها خمسين سنة وواحدة شابة لها خمسة عشر سنة وما بينهما ثنتين لأن الزوج في الدنيا ما يملك نعم إلا أربعًا واحدة خمسين وواحدة أربعين وواحدة ثلاثين وواحدة عشرين السنين مختلفة، بالطبع أنه إذا اختلفت السنين تختلف رغبة الزوج، أليس كذلك ؟ في الغالب يرغب في الصغيرة أكثر مما يرغب في الكبيرة فيبقى متذبذبًا، لكن في الآخرة أتراب ما تختلف أسنانهن على سن واحدة.
ثم قال عز وجل : (( لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ )) أي : ذلك المذكور من النعيم النفسي والبدني لأصحاب اليمين، اللهم اجعلنا من السابقين الأولين يا رب العالمين إنك على كل شيء قدير.
والآن إلى الأسئلة نبدأ باليمين .