شرح أحاديث من كتاب الإيمان من مشكاة المصابيح .؟ حفظ
الشيخ : لا حول ولا قوة إلا بالله لا إله إلا الله .
الطالب : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحاديث في الفصل الأول من كتاب الإيمان عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى اله عليه وسلم : ( بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان ) متفق عليه.
وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الإيمان بضع وسبعون شعبة فأفضلها : قول لا إله إلا الله، وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق، والحياة شعبة من الايمان ) متفق عليه " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
ساق المؤلف مؤلف كتاب المشكاة * مشكاة المصابيح * حديث عمر رضي الله عنه في مجيء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وسؤاله عن الإسلام والإيمان والإحسان والساعة وأماراتها، ثم ساق حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( بني الإسلام على خمس ) والبناء على الشيء يعني أن المبني عليه عماد عماد للبناء، كما تجعل البيت له جدران تقيم عليها السقف أو أعمدة تقيم عليها السقف، فالإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم مبني على هذه الخمس الدعائم العظيمة.
الأولى : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله، وهذه أصل الإسلام ولا مدخل للإسلام إلا منها فهي الباب الأول للإسلام، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة ) شهادة أن لا إله إلا الله تعني أن الإنسان يؤمن بقلبه وينطق بلسانه أنه لا معبود حق إلا الله وحده، فكل ما عبد من دون الله فليس بإله فاللات والعزى ومناة وهبل وغيرها من أصنام قريش وغيرهم كلها باطلة لقوله تعالى : (( ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل )) ومتى شهد الإنسان أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله حقًّا من قلبه فإنه سوف يعمل بمقتضاها، فلا يصرف شيئًا من العبادة إلا لله لا يركع لأحد ولا يسجد لأحد ولا يحب أحدًا كمحبة الله ولا يخشى أحدًا كخشية الله، ولا يخاف من أحد كمخافته من الله إلى غير ذلك من مقتضياتها وموجباتها، وليست مجرد قول باللسان هي باللسان تمنع القائل من أن يستحل دمه وماله، لكنها لا تنفعه إذا لم يكن في القلب من ذلك حق ويقين، ولهذا تجدون الله عز وجل يقول : (( إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار )) وهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله قال الله تعالى : (( إذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلًا )) فهم يذكرون الله لكن لا ينفعهم، هم يأتون للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقولون : نشهد إنك لرسول الله فيشهدون شهادة مؤكدة بإن واللام ومع ذلك قال الله عز وجل مكذبًا لهم : (( والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون )) أسأل الله تعالى أن يجعل قلوبنا وقلوبكم مطمئنة موقنة بأن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، من مقتضيات شهادة أن محمدًا رسول الله ألا يبتدع الإنسان في دين محمد ما ليس منه، فأهل البدع لم يحققوا شهادة أن محمدًا رسول الله لأنهم لو حققوها ما ابتدعوا في دينه ما ليس منهم، هم يقولون : إننا نفعل هذا إكرامًا للرسول عليه الصلاة والسلام ومن أجل حماية دينه نقول : هذا الذي فعلتم ينافي الإكرام، لأن الإكرام ألا تتعدى ما وصف لك المكرم، والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حدد الشريعة وبينها وحذر من البدع وقال : ( إن كل بدعة ضلالة ) كذلك أيضًا من قدم الدنيا على الآخرة كأن يحضر وقت الصلاة مثلًا وهو مشغول بتجارته غير مبال بالصلاة فهذا لم يحقق شهادة أن لا إله إلا الله، لأنه بفعله هذا عبد ايش؟ عبد الدنيا عبد التجارة، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميصة، تعس عبد الخميلة ) أربع جعلهم عبادًا لهذه الأشياء لأنهم جعلوها أكبر همهم ومبلغ علمهم ومنتهى غايتهم، وإلا من المعلوم أنهم لا يسجدون للدينار ولا للدرهم ولا للخميصة ولا للخميلة لكن قدموها على عبادة الله فصاروا عبادًا لها صاروا عبادًا لها، العاشق مع معشوقه يجعل نفسه عبدًا للمعشوق حتى قال العاشق : لا تدعني إلا بيا عبدها فإنه أشرف أسمائي أعوذ بالله! يعني لا تنادين إلا قل : يا عبدي فلانة لأنه أشرف أسمائه عنده، هذا عبد للعشق والعياذ بالله، ولهذا يتبين أن الحديث الذي فيه ( من عشق فكتم وعف فهو شهيد ) حديث باطل لا يصح، لأنه لا يمكن عشق المخلوق مع وجود محبة للخالق في القلب، إذ أن العشق معناه أن القلب اشتغل بالمعشوق ونسي ما سواه، وهذا ينافي كمال العبودية والأمثلة على هذا كثيرة، المهم حقق يا أخي شهادة أن لا إله إلا الله، فاعبد الله مخلصًا له الدين، حقق شهادة أن محمدًا رسول الله، فلا تتعد شريعة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإن فعلت فإنك لم تحقق ذلك، والله الموفق .
الطالب : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحاديث في الفصل الأول من كتاب الإيمان عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى اله عليه وسلم : ( بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان ) متفق عليه.
وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الإيمان بضع وسبعون شعبة فأفضلها : قول لا إله إلا الله، وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق، والحياة شعبة من الايمان ) متفق عليه " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
ساق المؤلف مؤلف كتاب المشكاة * مشكاة المصابيح * حديث عمر رضي الله عنه في مجيء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وسؤاله عن الإسلام والإيمان والإحسان والساعة وأماراتها، ثم ساق حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( بني الإسلام على خمس ) والبناء على الشيء يعني أن المبني عليه عماد عماد للبناء، كما تجعل البيت له جدران تقيم عليها السقف أو أعمدة تقيم عليها السقف، فالإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم مبني على هذه الخمس الدعائم العظيمة.
الأولى : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله، وهذه أصل الإسلام ولا مدخل للإسلام إلا منها فهي الباب الأول للإسلام، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة ) شهادة أن لا إله إلا الله تعني أن الإنسان يؤمن بقلبه وينطق بلسانه أنه لا معبود حق إلا الله وحده، فكل ما عبد من دون الله فليس بإله فاللات والعزى ومناة وهبل وغيرها من أصنام قريش وغيرهم كلها باطلة لقوله تعالى : (( ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل )) ومتى شهد الإنسان أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله حقًّا من قلبه فإنه سوف يعمل بمقتضاها، فلا يصرف شيئًا من العبادة إلا لله لا يركع لأحد ولا يسجد لأحد ولا يحب أحدًا كمحبة الله ولا يخشى أحدًا كخشية الله، ولا يخاف من أحد كمخافته من الله إلى غير ذلك من مقتضياتها وموجباتها، وليست مجرد قول باللسان هي باللسان تمنع القائل من أن يستحل دمه وماله، لكنها لا تنفعه إذا لم يكن في القلب من ذلك حق ويقين، ولهذا تجدون الله عز وجل يقول : (( إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار )) وهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله قال الله تعالى : (( إذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلًا )) فهم يذكرون الله لكن لا ينفعهم، هم يأتون للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقولون : نشهد إنك لرسول الله فيشهدون شهادة مؤكدة بإن واللام ومع ذلك قال الله عز وجل مكذبًا لهم : (( والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون )) أسأل الله تعالى أن يجعل قلوبنا وقلوبكم مطمئنة موقنة بأن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، من مقتضيات شهادة أن محمدًا رسول الله ألا يبتدع الإنسان في دين محمد ما ليس منه، فأهل البدع لم يحققوا شهادة أن محمدًا رسول الله لأنهم لو حققوها ما ابتدعوا في دينه ما ليس منهم، هم يقولون : إننا نفعل هذا إكرامًا للرسول عليه الصلاة والسلام ومن أجل حماية دينه نقول : هذا الذي فعلتم ينافي الإكرام، لأن الإكرام ألا تتعدى ما وصف لك المكرم، والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حدد الشريعة وبينها وحذر من البدع وقال : ( إن كل بدعة ضلالة ) كذلك أيضًا من قدم الدنيا على الآخرة كأن يحضر وقت الصلاة مثلًا وهو مشغول بتجارته غير مبال بالصلاة فهذا لم يحقق شهادة أن لا إله إلا الله، لأنه بفعله هذا عبد ايش؟ عبد الدنيا عبد التجارة، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميصة، تعس عبد الخميلة ) أربع جعلهم عبادًا لهذه الأشياء لأنهم جعلوها أكبر همهم ومبلغ علمهم ومنتهى غايتهم، وإلا من المعلوم أنهم لا يسجدون للدينار ولا للدرهم ولا للخميصة ولا للخميلة لكن قدموها على عبادة الله فصاروا عبادًا لها صاروا عبادًا لها، العاشق مع معشوقه يجعل نفسه عبدًا للمعشوق حتى قال العاشق : لا تدعني إلا بيا عبدها فإنه أشرف أسمائي أعوذ بالله! يعني لا تنادين إلا قل : يا عبدي فلانة لأنه أشرف أسمائه عنده، هذا عبد للعشق والعياذ بالله، ولهذا يتبين أن الحديث الذي فيه ( من عشق فكتم وعف فهو شهيد ) حديث باطل لا يصح، لأنه لا يمكن عشق المخلوق مع وجود محبة للخالق في القلب، إذ أن العشق معناه أن القلب اشتغل بالمعشوق ونسي ما سواه، وهذا ينافي كمال العبودية والأمثلة على هذا كثيرة، المهم حقق يا أخي شهادة أن لا إله إلا الله، فاعبد الله مخلصًا له الدين، حقق شهادة أن محمدًا رسول الله، فلا تتعد شريعة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإن فعلت فإنك لم تحقق ذلك، والله الموفق .