كيف تردون على من يستدل على جواز الانتحار بقصة غلام الأخدود ؟ حفظ
السائل : استدل بعض الناس بجواز قتل النفس أو ما يسمونه بالعمليات الانتحارية بحديث ذكره مسلم في * صحيحه * حديث قصة غلام أصحاب الأخدود فهل استدلالهم هذا صحيح ؟
الشيخ : هذا صحيح في موضعه، هذا صحيح في موضعه يعني إذا وجد أن قتل هذا الإنسان نفسه يحصل به إيمان أمة من الناس فلا بأس، لأن هذا الغلام لما قال للملك : خذ السهم من كنانتي ثم قل : باسم الله رب هذا الغلام فإنك سوف تصيبني وفعل الملك ماذا صار مقام الناس ؟ آمنوا كلهم هذا لا بأس، لكن الانتحاريين اليوم لا يحصل من هذا شيء بل ضد هذا، أول من يقتل نفسه ثم قد يقتل واحد أو اثنين وقد لا يقتل، لكن ماذا يكون انتقام العدو ؟ كم يقتل ؟ يقتل الضعف أو أكثر ولا يحصل لا إيمان ولا كف عن القتل، أفهمت؟ هذا الرد عليهم نقول : إذا وجد حالة مثل هذه الحال فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقصها علينا لنسمعها كأنها أساطير الأولين قصها علينا لنعتبر إذا وجد مثل هذه الحال لا بأس.
وبعضهم يستدل بقصة البراء بن مالك في غزوة اليمامة حيث حاصروا الحديقة حديقة مسيلمة والباب مغلق وعجزوا فقال البراء : ( ألقوني من وراء السور وأفتح لكم فألقوه وفتح ) وهذا ما فيه دليل ليش ؟ لأن موته غير مؤكد، ولهذا حيي وفتح لهم الباب، لكن المنتحر الذي يربط نفسه بالرصاص والقنابل ينجو ولا ما ينجو ؟ قطعًا لا ينجو، ولهذا لولا حسن نيتهم لقلنا : إنهم في النار يعذبون بما قتلوا به أنفسهم، نعم .