ما هي أسباب الفتور في طلب العلم.؟ حفظ
السائل : بسم الله الرّحمن الرّحيم .
يا شيخ شنو أسباب الفتور في طلب العلم؟
الشيخ : ارفع صوتك.
السائل : أسباب الفتور في طلب العلم؟
الشيخ : هاه؟
السائل : أسباب الفتور في طلب العلم؟
الشيخ : إيش؟
السائل : أسباب الفتور في طلب العلم؟
الشيخ : إيش فيها؟
السائل : ما هي أسباب الفتور ... يفتر.
الشيخ : هاه، أسباب الفتور في طلب العلم أو غيره من فعل الطّاعات هو ضعف الهمّة والعزيمة، وإلاّ فالإنسان ينبغي له كلّما ازداد في طلب العلم أن يزداد نشاطا لأنّه يجد زيادة في معلوماته فيفرح كما يفرح التّاجر إذا ربح في سلعه فتجده ينشط، فإذا ربح في نوع من السّلع ربحا كثيرا تجده يحرص على أن يحصل على كمّيّة كبيرة من هذا النّوع، كذلك طلب العلم ما دام جادّا في طلبه صادقا فإنّه كلّما اكتسب مسألة ازداد رغبة في العلم، أمّا الإنسان الذي لا يطلب العلم إلاّ ليقضّي وقته فقط فهذا يلحقه الفتور والكسل، هذه واحدة
ثانيا طالب ... ثانيا من أسباب الفتور في طلب العلم أنّ الشّيطان يؤيّس طالب العلم يقول المدى بعيد ولا يمكن أن تدرك ما أدرك العلماء فيكسل ويدع الطّلب وهذا غلط، ذكر بعض المؤرّخين عن أحد أئمّة النّحو وأظنّه الكسائيّ أنّه همّ بطلب العلم وهو معروف أنّه إمام في النّحو ولكنّه صعب عليه وأظنّ أنّ النّحو صعب على كثير منكم أليس كذلك؟
الطالب : بلى.
الشيخ : نعم؟ أخبروا بصدق؟
الطالب : ...
الشيخ : هو كذلك، المهمّ أنّه صعب عليه فهمّ أن يدعه فرأى نملة تحمل طعما معها تريد أن تصعد جدارا كلّما صعدت سقطت، كلّما صعدت سقطت، إلى عشر مرّات أو أكثر في النّهاية وبعد التّعب والإعياء صعدت، فقال هذه النّملة تكابد وتكدح كلّ هذه المرّات حتّى أدركت إذن لأفعلنّ فجدّ في الطّلب حتّى أدرك الإمامة فيه.
من أسباب ذلك أيضا الفتور في طلب العلم مصاحبة الأشقياء فإنّ الصّحبة لها تأثير على الإنسان ولهذا حثّ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم على مصاحبة الأخيار، وأخبر أنّ الجليس الصّالح مثله كحامل المسك إمّا أن يهدي عليك منه وإمّا أن يبيع وإمّا أن تجد منه رائحة طيّبة، وأمّا الجليس السّيّء كنافخ الكير إمّا أن يحرق ثيابك وإمّا أن تجد منه رائحة كريهة، وهذه مسألة لها تأثير عظيم حتى أنّها تؤثّر على الإنسان لا في ترك طلب العلم بل حتّى في العبادة فإنّ بعض الملتزمين يسلّط الله عليه رجلا سيّئا فيسحبه ثمّ يهوي به في النّار والعياذ بالله.
رابعا من أسباب الفتور في طلب العلم التّلهّي عنه بالمغريات وإضاعة الوقت مرّة يخرج يتمشّى، ومرّة يشاهد بعض الناس يكون مفتونا بمشاهدة ألعاب الكرة وما أشبه ذلك
وخامسا أنّ الإنسان لا يشعر نفسه بأنّه حال طلبه للعلم كالمجاهد في سبيل الله بل أبلغ، يعني أنّ طلب العلم من حيث هو أفضل من الجهاد في سبيل الله لا شكّ في هذا لأنّ طالب العلم يحفظ الشّريعة ويعلّمها النّاس والمجاهد غاية ما فيه أن يصدّ واحدا من الكفّار عن التّأثير في الدّين الإسلاميّ لكن هذا ينفع الأمّة كلّها، صحيح أنّنا قد نقول لهذا الشّخص الجهاد أفضل لك لأنّه أجدر به ونقول للآخر طلب العلم أفضل لك لكن قصدي أنّ طلب العلم من حيث هو أفضل من الجهاد في سبيل الله وقد قال الله تعالى: (( وما كان المؤمنون لينفروا كافّة فلولا نفر من كلّ فرقة منهم طائفة )) يعني وقعد طائفة (( ليتفقّهوا في الدّين )) أي القاعدون (( ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلّهم يحذورن )) هذا الذي حضرنا الآن من أسباب الفتور في طلب العلم فعليك أيّها الطّالب أن تكون ذا همّة عالية وأن تترقّب المستقبل وأنّك بإخلاصك النّيّة لله قد تكون إماما في الإسلام، نعم.