شرح بعض الأحاديث من كتاب البلوغ ( كتاب القضاء ) . حفظ
الشيخ : بسم الله الرّحمن الرّحيم .
ذكر المؤلّف رحمه الله في كتابه: " بلوغ المرام " أحاديث فيما يتعلّق بالقضاء، فمن ذلك حديث أمّ سلمة رضي الله عنها زوج النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ( إنّكم تختصمون إليّ ) يعني تأتون في الخصومة ليحكم بينهم صلّى الله عليه وسلّم ( ولعلّ بعضكم أن يكون ألحن بحجّته من بعض ) يعني أشدّ جدلا وخصومة وفصاحة وبيانا من الآخر ( فأقضي له بنحو ممّا أسمع ) يعني أقضي لهذا الرّجل الذي هو ألحن من أخيه بنحو ما سمع ( وإنّما أقضي بنحو ممّا أسمع ) لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لا يعلم الغيب ( فمن اقتطعت له شيئا من حقّ أخيه فإنّما أقتطع له جمرة من النّار -أو- قطعة من النار فليستقلّ أو ليستكثر ) ففي هذا الحديث دليل على فوائد منها:
أنّ القاضي يحكم بحسب ما يظهر له إن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر واحد
وفيه أيضا دليل على أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لا يعلم الغيب لأنّه يأتي إليه الخصمان ولا يعلم من المحقّ ومن المبطل إلاّ بحسب ما يسمع
ومنها أنّ القاضي لا يحكم بعلمه وإنّما يحكم بما سمع فلو تخاصم إليه رجلان، فقال أحدهما أدّعي على هذا الرّجل بمائة ريال وليس عنده بيّنة والقاضي يدري أنّه يطلبه مائة ريال فإنّه لا يجوز أن يحكم له بل يقول للمدّعي هل لك بيّنة؟ إن قال نعم يأتي بها وإلاّ حلف الخصم المدّعى عليه وانتهت القضيّة ولكن نقول إذا كان القاضي يعلم بالقضيّة فإنّه لا يجوز أن يحكم بخلاف ما يعلم ولكن يحيلهما إلى قاضٍ آخر ويكون هو شاهدا، والمثال كما سمعت ادّعى زيد على عمرو بمائة ريال والقاضي يعلم أنّه صادق فأنكر عمرو قال أبدا ما عندي له شيء، فهنا نقول لزيد هات بيّنة إن أتى ببيّنة حكم له وإلاّ حلّفنا الخصم وبرئ، فإذا كان القاضي يدري أنّ زيدا صادق في دعواه وأنّ له على عمرو مائة ريال فإنّه لا يحكم على عمرو بالبراءة لأنّه يعلم أنّه غير بريء ولكن يقول تحاكموا إلى غيري وأنا شاهد فيتحاكم الخصمان إلى غيره ويكون شاهدا.
ومنها أنّ حكم القاضي لا يغيّر الواقع حكم القاضي لا يغير الواقع فإذا حكم القاضي لشخص بشيء بناء على ما سمع، وبناء على البيّنة والذي حكم له يدري أنّه مبطل فإنّ حكم القاضي لا يبيح له ذلك الشّيء الذي يعلم أنّه مبطل فيه، لا يقول كما يقول العوام: " خلّ بينك وبين النار مطوّع " المطوّع ما ينفع إذا كان الإنسان يعلم أنّه غير صادق، ولهذا قال عليه الصّلاة والسّلام: ( فمن حكمت له بحقّ أخيه بشيء فإنّما أقتطع له جمرة من نار ) فلا تظننّ قاضيا إذا حكم لك بأمر تعلم أنّك لا تستحقّه أنّ هذا يعطيك الحقّ بل الواجب على الإنسان أن يقول الحقّ، وأن يكون كما أمر الله: (( يا أيّها الذين آمنوا كونوا قوّامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين )) حتى على نفسك إن كان عليك حقّ يجب أن تشهد على نفسك به، إذا كان على والدك حقّ تشهد عليه، فإذا غضب الوالد قال كيف تشهد عليّ؟! نقول يغضب أو يرضى، أيّهما أولى مراعاة رضى الله أو رضى الوالد؟
الطالب : رضى الله.
الشيخ : هاه؟ رضى الله لا شكّ، وأنا في الحقيقة إذا شهدت على والدي بما عليه فهذا من أعظم البرّ له، هذا برّ له أنّني أنقذه في الدّنيا قبل أن يؤخذ من أعماله الصّالحة ولهذا قال النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم: ( انصر أخاك ظالما أو مظلوما قالوا: يا رسول الله هذا المظلوم ننصره فكيف ننصر الظالم؟ قال: تمنعه من الظّلم فذاك نصرك إيّاه ) فأنت إذا شهدت على أبيك بالحقّ فقد نصرته وبررته وأحسنت إليه غاية الإحسان.
ذكر المؤلّف رحمه الله في كتابه: " بلوغ المرام " أحاديث فيما يتعلّق بالقضاء، فمن ذلك حديث أمّ سلمة رضي الله عنها زوج النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ( إنّكم تختصمون إليّ ) يعني تأتون في الخصومة ليحكم بينهم صلّى الله عليه وسلّم ( ولعلّ بعضكم أن يكون ألحن بحجّته من بعض ) يعني أشدّ جدلا وخصومة وفصاحة وبيانا من الآخر ( فأقضي له بنحو ممّا أسمع ) يعني أقضي لهذا الرّجل الذي هو ألحن من أخيه بنحو ما سمع ( وإنّما أقضي بنحو ممّا أسمع ) لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لا يعلم الغيب ( فمن اقتطعت له شيئا من حقّ أخيه فإنّما أقتطع له جمرة من النّار -أو- قطعة من النار فليستقلّ أو ليستكثر ) ففي هذا الحديث دليل على فوائد منها:
أنّ القاضي يحكم بحسب ما يظهر له إن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر واحد
وفيه أيضا دليل على أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لا يعلم الغيب لأنّه يأتي إليه الخصمان ولا يعلم من المحقّ ومن المبطل إلاّ بحسب ما يسمع
ومنها أنّ القاضي لا يحكم بعلمه وإنّما يحكم بما سمع فلو تخاصم إليه رجلان، فقال أحدهما أدّعي على هذا الرّجل بمائة ريال وليس عنده بيّنة والقاضي يدري أنّه يطلبه مائة ريال فإنّه لا يجوز أن يحكم له بل يقول للمدّعي هل لك بيّنة؟ إن قال نعم يأتي بها وإلاّ حلف الخصم المدّعى عليه وانتهت القضيّة ولكن نقول إذا كان القاضي يعلم بالقضيّة فإنّه لا يجوز أن يحكم بخلاف ما يعلم ولكن يحيلهما إلى قاضٍ آخر ويكون هو شاهدا، والمثال كما سمعت ادّعى زيد على عمرو بمائة ريال والقاضي يعلم أنّه صادق فأنكر عمرو قال أبدا ما عندي له شيء، فهنا نقول لزيد هات بيّنة إن أتى ببيّنة حكم له وإلاّ حلّفنا الخصم وبرئ، فإذا كان القاضي يدري أنّ زيدا صادق في دعواه وأنّ له على عمرو مائة ريال فإنّه لا يحكم على عمرو بالبراءة لأنّه يعلم أنّه غير بريء ولكن يقول تحاكموا إلى غيري وأنا شاهد فيتحاكم الخصمان إلى غيره ويكون شاهدا.
ومنها أنّ حكم القاضي لا يغيّر الواقع حكم القاضي لا يغير الواقع فإذا حكم القاضي لشخص بشيء بناء على ما سمع، وبناء على البيّنة والذي حكم له يدري أنّه مبطل فإنّ حكم القاضي لا يبيح له ذلك الشّيء الذي يعلم أنّه مبطل فيه، لا يقول كما يقول العوام: " خلّ بينك وبين النار مطوّع " المطوّع ما ينفع إذا كان الإنسان يعلم أنّه غير صادق، ولهذا قال عليه الصّلاة والسّلام: ( فمن حكمت له بحقّ أخيه بشيء فإنّما أقتطع له جمرة من نار ) فلا تظننّ قاضيا إذا حكم لك بأمر تعلم أنّك لا تستحقّه أنّ هذا يعطيك الحقّ بل الواجب على الإنسان أن يقول الحقّ، وأن يكون كما أمر الله: (( يا أيّها الذين آمنوا كونوا قوّامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين )) حتى على نفسك إن كان عليك حقّ يجب أن تشهد على نفسك به، إذا كان على والدك حقّ تشهد عليه، فإذا غضب الوالد قال كيف تشهد عليّ؟! نقول يغضب أو يرضى، أيّهما أولى مراعاة رضى الله أو رضى الوالد؟
الطالب : رضى الله.
الشيخ : هاه؟ رضى الله لا شكّ، وأنا في الحقيقة إذا شهدت على والدي بما عليه فهذا من أعظم البرّ له، هذا برّ له أنّني أنقذه في الدّنيا قبل أن يؤخذ من أعماله الصّالحة ولهذا قال النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم: ( انصر أخاك ظالما أو مظلوما قالوا: يا رسول الله هذا المظلوم ننصره فكيف ننصر الظالم؟ قال: تمنعه من الظّلم فذاك نصرك إيّاه ) فأنت إذا شهدت على أبيك بالحقّ فقد نصرته وبررته وأحسنت إليه غاية الإحسان.